أئمة أهل البيت (ع) في كتب أهل السنّة / الصفحات: ٣٢١ – ٣٤٠
الثاني وإن كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر ومناقبه رضي الله عنه كثيرة…»(١).
١٧ ـ يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: ١٣٥٠ هـ):
قال في «جامع كرامات الأولياء»: «محمد الجواد بن علي الرضا أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة، من ساداتنا أهل البيت. توفي محمد الجواد رضي الله عنه في آخر ذي القعدة سنة ٢٢٠ وله من العمر خمس وعشرون سنة وشهر رضي الله عنه وعن آبائه الطيبين الطاهرين وأعقابهم أجمعين ونفعنا ببركتهم آمين»(٢).
١٨ ـ الشريف علي فكري القاهري (ت: ١٣٧٢ هـ):
قال في «أحسن القصص»: «لقد أحسن المأمون إليه، وقرّبه وبالغ في إكرامه، ولم يزل مشغوفاً به لما ظهر له من فضله وعلمه، وكمال عقله، وظهور برهانه، مع صغر سنه، وعزم على تزويجه بابنته أمّ الفضل…»(٣).
١٩ ـ خير الدين الزركلي (ت: ١٣٩٦ هـ):
قال في «الأعلام»: «محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم الطالبي الهاشمي القرشي، أبو جعفر الملقّب بالجواد، تاسع الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. كان رفيع القدر كأسلافه ذكياً طلق اللسان، قوي البديهة»(٤).
(١) نور الأبصار للشبلنجي: ١٧٧، دار الفكر، الطبعة المصوّرة على الطبعة المصرية لسنة ١٩٤٨م.
(٢) جامع كرامات الأولياء: ١/ ١٦٨ – ١٦٩ دار الفكر، بيروت.
(٣) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ٢٩ /١٥، عن «أحسن القصص»: ٤/٢٩٥.
(٤) الأعلام ٦ /٢٧١ – ٢٧٢، دار العلم للملايين، بيروت.
٢٠ ـ محمود بن وهيب:
قال في «جوهرة الكلام»: «وهو الوارث لأبيه علماً وفضلاً، وأجلّ أخوته قدراً وكمالاً…»(١).
٢١ ـ الشيخ محمود الشيخاني:
قال في «الصراط السوي»: «وكان محمد الجواد (رضي الله عنه) جليل القدر عظيم المنزلة»(٢).
٢٢ ـ السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني:
قال في كتاب «أئمة الهدى»: «خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمد الجواد (عليه السلام) إذ كان له قدر عظيم علماً وعملاً»(٣).
٢٣ ـ الفاضل الهادي حمو:
قال في «أضواء على الشيعة»: «هو أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا، مات فخلفه في الإمامة وهو ابن سبع أو تسع سنين، وقد شغف به المأمون لما رأى من فضله مع صغر سنّة ونبوغه في العلم والحكمة والأدب، وكمال العقل ما لم يساوه أحد في ذلك من أهل زمانه فزوّجه ابنته أمّ الفضل كما زوج أباه من قبل من أخته أم حبيب»(٤).
(١) أئمتنا لمحمد علي دخيل: ٢/ ٢٠٦، عن «جوهرة الكلام»: ١٤٧.
(٢) قادتنا كيف نعرفهم: ٧ /١٥، عن «الصراط السويّ»:٤٠٢.
(٣) انظر القول في «موسوعة الإمام الجواد»:١/٣٦٣.
(٤) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ٢٩ / ٤، عن «أضواء على الشيعة الإمامية»: ١٣٦، ط دار التركي.
نافذة إلى معرفة الإمام (عليه السلام)
طابت نفسه الطاهرة وصلحت سريرته وانقطع إلى الله عمله، فكان أحد أرباب السفينة المباركة التي من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهلك. فهو مـن بيـت الرسـالة والإمـامة، ومقـر الوصـية والخـلافة، وشـعبة من الدوحة المحمدية وثمرة من الشجرة النبوية.
لذا أشرق نوره، وسطع نجمه، وعرف الملأ علوّ شأنه، وسموّ مقامه، ولم يستطع المتوكل العباسي باضطهاده وبمحاصرته إيّاه أنْ يحط من قدره أو يقلل من شأنه بل كان ذلك يزيد شمسه سطوعاً، ونجمه بزوغاً، وشخصه شهرة وذيوعاً، فبقي خالداً ما خلد الدهر وباقياً ما بقي الزمان، فنوّرت الكتب صحائفها بذكر مدائحه وتبيين فضائله ومكارمه. وقبل أن نقدم لقارئنا الكريم طائفة من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في مدح الإمام والثناء عليه، نعرض إلمامة سريعة بحياته سلام الله عليه:
ـ هو علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
ـ ولد (عليه السلام) بصريا(١) من المدينة للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين (١٥/ ذو الحجة/٢١٢هـ)(٢). و «روي أنه ولد في سنة أربع عشرة
(١) صريا: قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) على ثلاثة أميال من المدينة. «مناقب آل أبي طالب» لابن شهر آشوب: ٤/٣٨٢، دار الأضواء.
(٢) الإرشاد للمفيد: ٢/٢٩٧، مؤسسة آل البيت.
ومائتين» (٢١٤هـ)(١).
ـ اسم أُمّه على ما رواه أصحاب الحديث: سُمانة، وكانت من القانتات(٢).
ـ ألقابه: النجيب، المرتضى، الهادي، النقي، العالم، الفقيه، الأمين المؤتمن، الطيب، المتوكل، العسكري، ويُقال له أبو الحسن الثالث…(٣).
ـ تسلمّ إمامة المسلمين في سنة (٢٢٠هـ) عند وفاة أبيه محمد الجواد (عليه السلام)، وكان في مقتبل عمره الشريف حيث كان يبلغ من العمر ثماني أو ست سنوات على اختلاف الروايات.
ـ كانت مدة إمامته (٣٣ سنة)(٤). عاصر خلالها ستة من خلفاء بني العباس، وهم: المعتصم، الواثق، المتوكل، المنتصر، المستعين، المعتز(٥).
ـ خاف المتوكل من نشاط الإمام وتحركاته الرامية إلى نشر الحق فبعث إليه يحيى بن هرثمة لحمله من المدينة إلى سامراء(٦).
وكان ذلك في حدود سنة (٢٣٤هـ)(٧).
(١) أصول الكافي للكليني: ١/٥٧٢، دار التعارف للمطبوعات.
(٢) عيون المعجزات: ١٣٠.
(٣) مناقب آل أبي طالب: ٤/٤٠١، دار الأضواء، بيروت.
(٤) انظر «الإرشاد» للمفيد: ٢/٢٩٧.
(٥) انظر «إعلام الورى» للطبرسي: ٢/١٠٩، كما أن ذلك يتضح جلياً لمن يلاحظ تاريخ تولّي هؤلاء الخلافة وتاريخ وفاتهم.
(٦) انظر خبر رحيل الإمام في «الإرشاد» للمفيد: ٢/٣٠٩. مؤسسة آل البيت.
(٧) على ما يظهر من ابن شهر آشوب في «المناقب»: ٤/٤٠١. حيث ذكر أن مدة بقاء الإمام في سامراء كانت (٢٠) سنة ومعلوم أن وفاة الإمام (عليه السلام) كانت سنة (٢٥٤هـ) فيكون حمله إلى المدينة في سنة (٢٣٤هـ).
ـ تعرض الإمام (عليه السلام) إلى حالات عديدة من الاضطهاد من الحكومة العباسية(١). كما أنه زجّ فترة من حياته في ظلمات السجون(٢).
ـ بقي (عليه السلام) في سامراء إلى أن استشهد (عليه السلام) في الثالث من رجب سنة (٢٥٤هـ)(٣).
– دفن (عليه السلام) في داره(٤)، ومشهده اليوم معروف في سامراء تختلف إليه العامة والخاصة.
(١) انظر مثلاً «الإرشاد» للمفيد: ٢/٣١١.
(٢) انظر مثلاً «إعلام الورى»: ٢/٢٤٥ ـ ٢٤٦.
(٣) انظر تاريخ وفاته في «المناقب»: ٤/٤٠١.
(٤) الإرشاد للمفيد: ٢/٣١١، مؤسسة آل البيت.
الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنة:
نستعرض في هذا الفصل جانباً مما ذكره علماء وأعلام أهل السنة في مدح الإمام علي الهادي (عليه السلام):
١ ـ أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠ هـ):
ذكر الإمام الهادي (عليه السلام) في رسائله عند مدحه لعشرة من الأئمة في كلام واحد عند ذكره الرد على ما فخرت به بنو أمية على بني هاشم فقال «ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام)، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم»(١).
٢ ـ شهاب الدين أبو عبد الله، ياقوت بن عبد الله الحموي (ت: ٦٢٦هـ):
قال في كتابه «معجم البلدان» عند ذكره لمدينة عسكر سامرّا: «وهذا العسكر ينسب إلى المعتصم، وقد نُسب إليه قوم من الأجلاّء، منهم علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم يكنى أبا الحسن الهادي، ولد بالمدينة ونقل إلى سامرّا، وابنه الحسن بن علي ولد بالمدينة أيضاً ونقل إلى سامّرا، فسمّيا بالعسكريين لذلك، فأما علي فمات في رجب سنة ٢٥٤هـ
(١) رسائل الجاحظ: ١٠٦ جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
ومقامه بسامرّا عشرين سنة، وأما الحسن فمات بسامرّا أيضاً سنة (٢٦٠هـ) ودفنا بسامرّا وقبورهما مشهورة هناك ولولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة»(١).
٣ ـ العلامة العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي (ت: ٦٣٨ هـ):
قال في «المناقب»: «وعلى الداعي إلى الحق أمين الله على الخلق لسان الصدق وباب السلم أصل المعارف ومنبت العلم منجي أرباب المعادات ومنقذ أصحاب الضلالات والبدعات، إنسان عين الإبداع أنموذج أصول الاختراع، مهجة الكونين ومحجة الثقلين، مفتاح خزائن الوجوب، حافظ مكان الغيوب، طيار جو الأزل والأبد علي بن محمد عليه صلوات الله الملك الأحد»(٢).
٤ ـ محمد بن طلحة الشافعي المتوفي سنة (ت: ٦٥٢ هـ):
قال في «مطالب السؤول»: «وأما مناقبه: فمنها ما حلّ في الآذان محل حلاها بأشنافها واكتنفته شغفاً به اكتناف اللئالئ الثمينة بأصدافها وشهد لأبي الحسن أن نفسه موصوفة بنفائس أوصافها، وإنه نازلة من الدوحة النبوية في ذرى أشرافها، وشرفات أعرافها…»(٣).
(١) معجم البلدان: ج٥ ـ ٦، ص٣٢٨، دار إحياء القرآن العربي، مؤسسة التاريخ العربي.
(٢) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ٢٩/٤٨، عن «المناقب» المطبوع في آخر «وسيلة الخادم» لفضل الله بن روز بهان: ٢٩٧ ط. قم.
(٣) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ٢/١٤٤ ـ ١٤٥، مؤسسة أمّ القرى للتحقيق والنشر.
٥ ـ ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: ٦٥٥ هـ):
نقل ما تقدم من كلام الجاحظ عند مدحه لعشرة من أئمة أهل البيت(١)، مقرّاً له عليه بدلالة قوله في أول البحث: «ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم ونضيف إليه من قبلنا أموراً لم يذكرها فنقول…»(٢).
٦ ـ ابن خلّكان (ت: ٦٨١ هـ):
قال في «وفيات الأعيان»: «أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا المقدم ذكره وهو حفيد الذي قبله، فلا حاجة إلى رفع نسبه، ويعرف بالعسكري، وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، كان قد سعي به إلى المتوكل وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه، فوجّه إليه بعدة من الأتراك ليلاً، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى فأخذ على الصورة التي وجد عليها، وحُمل إلى المتوكل في جوف الليل، فمثل بين يديه والمتوكل يستعمل الشراب وفي يده كأس. فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه، ولم يكن في منزله شيء مما قيل عنه ولا حالة يُتعلق عليه بها، فناوله المتوكل الكأس الذي كان بيده، فقال: يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي
(١) شرح نهج البلاغة: ١٥ / ٢٧٨. دار الكتب العلمية، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربية.
(٢) المصدر نفسه: ٢٧٠.
قط، فاعفني منه، فأعفاه وقال: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال: إني لقليل الرواية للشعر، قال: لا بدّ أنْ تنشدني فأنشده:
بـاتوا على قُلل الأجبال تحرسهم | غـلـبُ الـرجال فما أغنتهم القللُ |
واستنزلوا بـعد عزٍ من معاقلهم | فـأودعوا حـفـراً يـابئس مانزلوا |
ناداهم صـارخ من بعد ما قبروا | أيـن الأسـرّة والـتيـجان والحللُ |
أيـن الـوجوه التي كانت منعمة | مـن دونها تضرب الأستار والكلل |
فـأفصح القبر عنهم حين ساءَلهم | تـلـك الوجوه عـليها الدود يقتتل |
قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا | فأصبحوا بـعد طول الأكل قد أُكلوا |
قال: فأشفق من حضر على علي، وظن أن بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكل بكاء كثيراً حتى بلّت دموعه لحيته، وبكى من حضره، ثم أمر برفع الشراب ثم قال: ياأبا الحسن أعليك دين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار. فأمر بدفعها إليه، ورده إلى منزله مكرماً»(١).
٧ ـ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي (ت: ٧٣٢ هـ):
قال في «تاريخه»: «وفي هذهِ السنة [أي ٢٥٤هـ]… توفي علي الهادي وعلي التقي وهو أحد الأئمة الإثني عشر عند الإمامية وهو علي الزكي بن محمد الجواد المقدم ذكره في سنة عشرين ومائتين. وكان علي المذكور قد سُعى به إلى المتوكل أن عنده كتباً وسلاحاً فأرسل المتوكل جماعة من الأتراك، وهجموا عليه ليلاً على غفلة فوجدوه في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر، وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ليس
(١) وفيات الأعيان: ٣/٢٣٨، دار الكتب العلمية.
بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصا…الخ»(١).
٨ ـ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ):
قال في «تاريخ الإسلام»: «علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن زين العابدين، السيد الشريف، أبو الحسن العلوي الحسيني الفقيه، أحد الاثني عشر وتلقّبه الإمامية الهادي…توفي علي رحمه الله سنة أربع وخمسين، وله أربعون سنة»(٢).
وقال في «العبر»: «وفيها [أي سنة ٢٥٤ توفي]: أبو الحسن علي بن الجواد حمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى… العلوي الحسيني المعروف بالهادي.
توفي بسامرّاء وله أربعون سنة وكان فقيهاً إماماً متعبداً»(٣).
وقال عنه في «السير»: «شريف جليل»(٤).
٩ ـ ابن الوردي، زين الدين عمر بن المظفر (ت: ٧٤٩ هـ):
قال في «تاريخه»: «علي الملقب بالزكي وبالهادي وبالتقي، أحد الأئمة الاثني عشر على رأي الإمامية، وهو ابن الجواد، كان قد سعي به إلى المتوكل، أن عنده كتباً وسلاحاً، فأرسل إليه الأتراك ليلاً، على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق، وعليه مدرعة شعر، مستقبل القبلة، يترنم بآيات في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض إلاّ الرمل والحصى… الخ»(٥).
(١) تاريخ أبي الفداء: مجلد١، ج٢، ص٤٤، مكتبة المتنبي، القاهرة.
(٢) تاريخ الإسلام: وفيات سنة ٢٥١ ـ سنة ٢٦٠ ص٢١٨، دار الكتاب العربي.
(٣) العبر في أخبار من غبر: ١/٣٦٤، دار الكتب العلمية.
(٤) سير أعلام النبلاء: ١٣/ ١٢١، مؤسسة الرسالة.
(٥) تاريخ ابن الوردي: ١/٣١٨، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف.
١٠ ـ صلاح الدين الصفدي (ت: ٧٦٤ هـ):
قال في «الوافي بالوفيات»: «هو أبو الحسن الهادي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين، أحد الأئمة الإثني عشر، عند الإمامية. كان قد سعي به إلى المتوكل، وقيل إن في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه فوجّه إليه عدة من الأتراك فهجموا [فهاجموا] منزله على غفلة فوجدوه في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة، يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى…»(١) إلى آخر القصة التي تقدمت مراراً، بما فيها الأبيات الشعرية التي قرأها الإمام على المتوكل.
١١ ـ اليافعي عبد الله بن أسعد (ت: ٧٦٨ هـ):
قال في «مرآة الجنان»: «فيها [سنة ٢٥٤] توفي العسكري أبو الحسن الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، عاش أربعين سنة وكان متعبداً فقيهاً إماماً… وكان قد سعي به إلى المتوكل…»(٢). وذكر القصة المتقدمة.
١٢ ـ ابن كثير الدمشقي (ت: ٧٧٤ هـ):
قال في «البداية والنهاية»: «وأما أبو الحسن علي الهادي [فهو] ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أحد الأئمة
(١) الوافي بالوفيات: ٢٢/٧٢.
(٢) مرآة الجنان وعبرة اليقظان: ٢/١١٩، دار الكتب العلمية.
الاثني عشر… وقد كان عابداً زاهداً… وقد ذكر للمتوكل أنّ بمنزله سلاحاً وكتباً كثيرة من الناس، فبعث كبسة فوجدوه جالساً مستقبل القبلة وعليه مدرعة من صوف وهو على التراب ليس دونه حائل فأخذوه كذلك…»(١).
١٣ ـ محمد خواجه بارساي البخاري (ت: ٨٢٢ هـ):
قال عن الإمام (عليه السلام): «وكان أبو الحسن علي الهادي عابداً فقيهاً إماماً، قيل للمتوكل إنّ في منزله أسلحة يطلب الخلافة فوجّه رجالاً هجموا عليه فدخلوا داره فوجدوه في بيته وعليه مدرعة من شعر وعلى رأسه الشريف ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة ليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى…الخ»(٢).
١٤ ـ ابن الصبّاغ المالكي (ت: ٨٥٥ هـ):
قال في «الفصول المهمة»: «قال بعض أهل العلم: فَضْل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على الحرة قبابه ومدّ على نجوم السماء أطنابه فما تعد منقبة إلاّ وإليه نحيلتها ولا تذكر كريمة إلا وله فضيلتها، ولا تورد محمدة إلاّ وله تفضلها وجملتها ولا تستعظم حالة سننية إلا وتظهر عليه أدلتها، استحق ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلايصه، فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة وميازه إلى العفاة واصلة وزموع المعروف بوجود جوده عامرة آهلة، جرى من الوقار والسكون
(١) البداية والنهاية: ١١/١٩، مؤسسة التاريخ العربي.
(٢) ذكره القندوزي الحنفي في «ينابيع المودة»: ٢/٤٦٣.
والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمة علية، لا يفارقها بها أحد من الأنام ولايدانيها، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها»(١).
١٥ ـ محمد بن طولون (ت: ٩٥٣ هـ):
قال في كتابه «الأئمة الاثنا عشر»: «وعاشرهم ابنه علي وهو أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، المعروف بالعسكري عند الإمامية.
كان قد سعي به عند المتوكل وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه، فوجّه إليه بعدّة من الأتراك، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة، يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى…»(٢).
١٦ ـ ابن حجر الهيتمي (ت: ٩٧٤ هـ):
قال في «الصواعق المحرقة»: «وتوفي [الجواد]… وعمره خمس وعشرون سنة… عن ذكرين وبنتين أجلّهم علي العسكري: سمّي بذلك لأنه لما وجّه
(١) الفصول المهمة: ٢٧٠.
(٢) الأئمة الاثنا عشر: ١٠٧ ـ ١٠٨، منشورات الشريف الرضي المصوّرة على طبعة دار صادر، بيروت.
لإشخاصه من المدينة النبوية إلى «سر من رأى» وأسكنه بها وكانت تسمّى العسكر، فعرف بالعسكري، وكان وارث أبيه علماً وسخاء»(١).
١٧ ـ القرماني أحمد بن يوسف (ت: ١٠١٩ هـ):
قال في «أخبار الدول»: «وأما مناقبه فنفيسة وأوصافه شريفة…»(٢).
١٨ ـ ابن العماد الحنبلي (ت: ١٠٨٩ هـ):
قال في «شذرات الذهب» وهو يتكلّم عن وفيات سنة (٢٥٤ هـ):«وفيها أبو الحسن علي بن الجواد محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن جعفر الصادق العلوي الحسني(٣) المعروف بالهادي، كان فقيهاً إماماً متعبداً…»(٤).
١٩ ـ عبد الله الشبراوي (ت: ١١٧١ هـ):
قال في «الإتحاف بحب الأشراف»: «العاشر من الأئمة علي الهادي. ولد رضي الله عنه بالمدينة في رجب سنة أربع عشرة ومائتين وكراماته كثيرة»(٥).
٢٠ ـ محمد أمين السويدي البغدادي (ت: ١٢٤٦ هـ):
قال في «سبائك الذهب»: «ولد بالمدينة، وكنيته أبو الحسن، ولقبه الهادي… ومناقبه كثيرة»(٦).
(١) الصواعق المحرقة: ٣١٢، دار الكتب العلمية.
(٢) أخبار الدول وآثار الأول: ١/٣٤٩، عالم الكتب.
(٣) كذا في المصدر، وهو خطأ والصواب الحسيني.
(٤) شذرات الذهب: ٢/٢٧٢، دار الكتب العلمية.
(٥) الإتحاف بحب الأشراف: ١٣٦، منشورات الشريف الرضي المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية بمصر.
(٦) سبائك الذهب:٧٧، المكتبة العلمية.
الإمامية، وأحد الأتقياء الصلحاء، ولد بالمدينة، ووشي به إلى المتوكل العباسي…»(١).
٢٤ ـ السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الحنفي:
قال في «أئمة الهدى»: فلمّا ذاعت شهرته [أي الهادي (عليه السلام)] استدعاه الملك المتوكل من المدينة المنورة؛ حيث خاف على ملكه وزوال دولته إليه بما له من علم كثير، وعمل صالح وسداد رأي، وقول حق، وأسكنه بدار ملكه بالعراق في عاصمة (سامراء)، وأخيراً دسّ له السم؛ وتوفي منه يوم الاثنين في ٢٥ من جمادى الآخرة سنة ٢٥٤، وكان عمره إذ ذاك الوقت ٤٠ سنة ومدة إمامته ٣٠ سنة، ودفن بداره في (سامراء) التي هي خربة الآن، إلاّ من فئة قليلة من العرب. وعلى مرقده قبة جميلة رضي الله عنه وعليه السلام»(٢).
٢٥ ـ محمود بن وهيب البغدادي:
قال في «جوهرة الكلام»: «هو علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين… قال في الصواعق: وكان وارث أبيه علماً وسخاء».
وبعد أن فصل الحديث عنه (عليه السلام) قال: «اللهم إنا نسألك بهؤلاء أهل بيت رسولك أن تنوّر قلوبنا بالتمام، وتشرح صدورنا للإسلام، وتحيينا على دين
(١) الأعلام: ٤/٣٢٣، دار العلم للملايين.
(٢) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ١٢/٤٤٥، عن «أئمة الهدى»: ١٣٦، القاهرة.
هؤلاء الكرام وتميتنا على ملّة رسولك عليه الصلاة والسلام، وعلى آله وأصحابه السادة الأعلام والتابعين لهم إلى يوم المقام»(١).
٢٦ ـ الشيخاني:
قال في «الصراط السوي»: «وكان علي العسكري صاحب وقار وسكون وهيبة وطمأنينة، وعفة ونزاهة، وكانت نفسه زكية وهمّته عليّة وطريقته حسنة مرضية رضي الله تعالى عنه وعن سلفه وخلفه»(٢).
٢٧ ـ عبد السلام الترمانيني:
قال في «أحداث التاريخ الإسلامي»: «هو علي الملقب بالهادي ابن محمد الجواد… كان على جانب عظيم من التقوى والصلاح»(٣).
٢٨ ـ عارف أحمد عبد الغني:
قال في كتابه «الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف» عند ذكره للإمام الهادي (عليه السلام): «كان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكل (الخليفة) إلى «سر من رأى» فأقام بها إلى أن توفي»(٤).
٢٩ ـ يونس أحمد السامرائي:
في كتابه «سامراء في أدب القرن الثالث» الذي طبع بمساعدة جامعة بغداد.
(١) أئمتنا لمحمد علي دخيل: ٢/٢٥٦، عن «جوهرة الكلام»: ١٥٤.
(٢) قادتنا كيف نعرفهم للسيد الميلاني: ٧/٦٠، عن «الصراط السوي»: ٤٠٩ (مخطوط).
(٣) أحداث التاريخ الإسلامي: المجلد الأول/ ج٢/ ص١٣١. أحداث سنة ٢٥٤ هـ.
(٤) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف: ١/١٦٠ دار كتاب للطباعة والنشر.