الرئيسية / تقاريـــر / ماذا حقق العدوان السعودي بعد أربعة أشهر من بدءه؟

ماذا حقق العدوان السعودي بعد أربعة أشهر من بدءه؟

الشعب اليمني المظلوم الذي تنتهك انسانيته وسيادته كما كل الشعوب الثائرة بوجه الظلم تطلق على الأعمال التي تنفذها آلة الحرب السعودية الأمريكية بحق اليمنيين مسمى ومصطلح العدوان، والعائلة الحاكمة في السعودية ومن يقف خلفها ويمول مشروع الهيمنة والتسلط في المنطقة يطلقون عليها مسمى الأعمال الحربية التي فرضتها طبيعة الظروف، لكن مهما كانت التسمية والإصطلاح المستخدم يبقى السؤال الأهم والأجدى حول أهداف السعودية بين ما كانت وما وصلت إليه؟ وما هي مكاسب هذه الأعمال التي تنفذها آلة الحرب هذه للعائلة المالكة في السعودية بعد مضي ما يقرب الأربعة أشهر على بدءها؟ وإلى أين ستتجه الأمور في نهاية المطاف؟

 أهداف السعودية بين ما كانت وما وصلت إليه

في هذا المقال سنعرض الأهداف السعودية وما وصلت إليه بناء على معطيات الميدان ووقائع الأرض وليس التصريحات والبيانات والأهداف المعلنة، وفي عرض تفصيلي سنعرض مجموعة من النقاط كالتالي:

 ١.     قبل بدء الأعمال الحربية التي شنتها العائلة الحاكمة في السعودية كانت تجد في خيار بقاء عبد ربه منصور هادي في سدة الرئاسة خيارها الأفضل، فهو بالنسبة لها الشخص الأفضل الذي يمكن أن يعمل وفق السياسة التي تريدها العائلة الحاكمة في السعودية وهي السياسة التي أرادتها القوى الغربية منها والعمل على الحفاظ عليها، وعندما وجدت أن خيار الشعب اليمني متجه لخلاف ذلك وجدت أنه من الضروري واللازم عليها للحفاظ على السياسة المراد منها تحقيقها في اليمن أن تشن أعمالاً حربية ضد الغالبية العظمى من الشعب اليمني المخالف لها. الحرب أدت ومع الأيام إلى جعل عبد ربه منصور هادي خيارا محروقا في اليمن وغير قابل للبحث أصلا ليتم طرده ويلجأ إلى السعودية حيث مقر إقامته الحالي، وبعد أربعة أشهر وبعد أن كان الهدف من الحرب تثبيت عبد ربه منصور كرئيس على كل الأراضي اليمنية أصبح جهد وعمل العائلة الحاكمة في السعودية مركزا على ضرب محافظة عدن اليمنية وهي محافظة من أصل ٢٢ محافظة وأدت جهودها كلها والتي خلفت حتى الان ٣٧٠٠ شهيد إلى سيطرة عصاباتها التكفيرية على القسم الجنوبي من المدينة فقط من خلال استخدام أكثر من ٦٠٠٠ عنصر ارهابي لذلك.

 ٢.     بدأت الأعمال الحربية التي تشنها العائلة السعودية الحاكمة على الشعب اليمني معتبرة أن حرکة انصار الله هم جماعة تعمل على الإخلال بأمن اليمن وسلمه، وقد استخدمت في هذا السبيل كل وسائلها الإعلامية لتثبيت هذه الفكرة. اليوم وبعد مضي أربعة اشهر على بدء هذه الأعمال الحربية نرى أن الشعب اليمني قد أجمع رأيه على صوابية خيار أنصار الله وحلقة التعاون التي شكلها مع الجيش اليمني، وبدأ يتبين للعالم يوما بعد يوم أن انصار الله والجيش وكل التشكيلات الشعبية التي التحمت مع الجيش من كافة المناطق اليمنية من دون استثناء هم ابناء هذا البلد الذين يريدون أن يبعدوا عن بلدهم شبح التكفير الذي تعمل العائلة الحاكمة في السعودية على تغذيته من خلال دعمها عبد ربه منصور هادي وجماعات القاعدة وبالتالي انقلب السحر على الساحر وبانت الحقائق التي كان يعمل على اخفائها.

 ٣.     هم لم يتمكنوا وبعد مضي أربعة أشهر من السيطرة على القدرة الصاروخية للجيش اليمني، بل لا زالت الصواريخ اليمنية تستهدف القوات المعتدية، وهم فشلوا في تحقيق الهدف الذي أعلنوه من أنهم ارادوا انشاء منطقة عازلة بين الحدود اليمنية والسعودية لتفادي ما اعتبروه خطرا تشكله انصار الله والجيش اليمني عليهم، بل ان وقائع الأرض تشير بوضوح إلى أنه وقبل بدء الأعمال الحربية للعائلة الحاكمة في السعودية على اليمن كانت الحدود تنعم بالهدوء والأمن، وهي اليوم تتجه إلى مزيد من التوتر واعطاء المشروعية لليمنيين بحق الرد على المعتدي.

 إلى أين ستتجه الأمور؟

إذا كانت العائلة الحاكمة في السعودية ومن يقف خلفها فعلا قلقين من وجود الإرادة اليمنية الحرة التي ابت إلا أن تنقذ الإنسانية والحرية والكرامة في بلدهم، وإذا كانوا قد اعتبروا أن أعمالهم الحربية على هذه الإرادة اليمنية ستنقذهم من مشروع الشعب اليمني وتمكنهم من القضاء على ارادتهم، فإن واقع الحال وتجارب التاريخ أثبتت إثباتا قاطعا لا يقبل الشك أبدا أن الإرادة الحرة والضمائر التي تفيض بروح الإنسانية إذاما اعتدي عليها فإن ذلك يعني المقولة التي تقول بأن هذه الإرادة ستتضاعف أضعافاً مضاعفة ستصل إلى حد ستكسر فيه إرادة الإستكبار وتدمره وتقضي عليه إلى الأبد. وإذا كانت التحليلات السياسية اليوم تتحدث عن بداية لتدهور الحكم الذي أنشأته العائلة الحاكمة في السعودية والذي سيؤدي إلى تقسيمها، فإن روح الإنسانية لا علاقة لها بالقضاء على بلد أو تقسيمه وإنما وظيفتها تدمير والقضاء على الفكر الوهابي التكفيري الذي تحمله العائلة الحاكمة في السعودية، وما مشروع التقسيم إلا مخطط غربي الإنسانية منه براء.

نقلاً عن موقع الوقت