بغداد – عادل الجبوري
عبّرت الرئاسات العراقية الثلاث عن تثمينها وتقديرها للبطولات والتضحيات التي قدمها الحشد الشعبي منذ تأسيسه قبل تسعة اعوام، ودوره الكبير في درء الاخطار عن البلاد، مؤكدة أنه بات يمثل أحد أهم التشكيلات الامنية في منظومة الدولة، ولم يعد ممكنا الاستغناء عنه.
رئاسة الجمهورية: فتوى الجهاد الكفائي شكلت منعطفا لتوحيد الصفوف
وفي بيان له بهذه المناسبة، قال رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، “نحتفل هذه الأيام بالذكرى السنوية لتأسيس الحشد الشعبي، والتي جاءت بالتزامن مع إعلان المرجعية الرشيدة لفتوى الجهاد الكفائي لمواجهة تحديات الإرهاب وجرائم عصابات داعش البشعة”.
وبارك الرئيس رشيد لـ”أبطال الحشد الشعبي، صنّاع النصر وأبطال التحرير، بهذه المناسبة التي جاءت استجابة ضرورية أملتها الظروف العصيبة، والأوضاع المعقدة التي مرت ببلادنا وتمثلت بالتهديدات الخطيرة للإرهاب والتطرف والأفكار الضالة، فكان الرد الهادر والتسابق نحو ساحات البطولة والتضحية بشجاعة وعزم”.
وأضاف رئيس الجمهورية في بيانه، “نحيي باحترام وتقدير فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني التي شكلت منطلقا مهما في توحيد الصفوف لمقاومة ودحر الإرهاب وتحرير المدن والقرى في ظرف عصيب من تاريخ بلدنا وشعبنا.. وأننا نستذكر سفرا خالدا من المآثر والشجاعة التي كتبت بفخر واعتزاز صولة الرجال للدفاع عن الشرف والكرامة فكانت قصص المجد والنصر والظفر.. واليوم وبعد دحر الإرهاب، نحن بحاجة لتوحيد جهودنا والعمل على برنامج وطني لتدعيم الأمن والاستقرار والمحافظة على المنجزات المتحققة، وإقرار التشريعات الضرورية التي تنظم مفاصل العمل في مؤسساتنا وتحمي حقوق العراقيين من مختلف الانتماءات والمكونات، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من البناء والإعمار وتأهيل البنى التحتية للمدن العراقية، وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية لأبناء شعبنا”.
رئاسة الوزراء: الحشد الشعبي بات من بين أهم التشكيلات الامنية
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن التحديات الأمنية التي كان يواجهها العراق في السابق باتت من الماضي، وان الحشد الشعبي أصبح واحدا من بين أهمّ التشكيلات الأمنية التي تعتمد عليها الدولةُ والحكومة لمواجهة الأخطار المستقبلية.
وأشار السوداني في كلمة له خلال الحفل المركزي السنوي بمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيس الحشد الشعبي الى انه “لولا الفتوى العظيمة التي أطلقها آية الله العظمى السيد علي السيستاني للجهاد لكان العراق والمنطقة بأسرها تعيش تحت حكم أسوأ عصابات الإرهاب وأكثرها بشاعة وانحلال، وكان هذا السلوك الاجرامي واضحا عند هذا التنظيم حيث استباح المدن وسبى النساء، وقتل الشيوخ والأطفال، وما هذا إلا دليل على خسة نفوس هؤلاء القتلة الخارجين عن الدين وكل الأعراف والتقاليد”.
وأضاف السوداني قائلًا “حين انطلقت الفتوى هب العراقيون جميعا ليكونوا جنودا مضحين ومدافعين عن وطنهم، فكان أبناء الشعب بكل مكوناتهم وأطيافهم يتزاحمون بالمعسكرات والمدن لينقذوا اخواتهم واخوانهم في المناطق التي احتلها الإرهاب، وتحقق النصر بتلك الوحدة الوطنية التي كان مخطط داعش يهدف لتفتيتها وتمزيقها”، لافتًا الى أن “دور تشكيلات الحشد الشعبي لم يقتصر على تحرير الأرض، بل ساند الجيشِ لحفظ مؤسسات الدولة والنظام السياسي في العراق، ولا يمكن الاستغناء اليوم عنه أو التفريط به على المستوى الأمني، بعد ان أصبح جزءاً أساسيا من حالة الاطمئنان في الشارع العراقي”.
وجدّد رئيس الوزراء التأكيد على أن حكومته “تعمل على وضع قانون يضمنُ لأبناء الحشد تقاعدا كريما، مثل إخوتهم في باقي القوات الأمنية”، في ذات الوقت الذي دعا فيه الكتّاب والمؤرخين والمثقفين ومراكزَ الابحاث الى تدوين وتوثيق ملحمة الانتصارات الخالدة.
رئاسة البرلمان: نستذكر بفخر واعتزاز التصدي البطولي لعصابات داعش
وفي كلمة ألقيت بالنيابة عنه، قال النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي محسن علي اكبر المندلاوي، “نستذكر اليوم وكلنا فخر واعتزاز وشموخ ذكرى التصدي البطولي وذكرى فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى علي الحسيني السيستاني (حفظه الله) لمواجهة الظلام الداعشي الذي خيم على جزء من وطننا الحبيب”.
وأكد المندلاوي أن اللسان يعجز عن وصف الاستجابة الكبرى للفتوى المباركة التي انطلق في ظلها شباب وكهول العراق ملبين نداء الوطن والدين، نداء الشرف والتضحية والإخلاص ليدافعوا عن أرضهم ومقدساتهم وشعبهم.
يذكر أن عصابات “داعش” الإجرامية كانت قد اجتاحت في العاشر من شهر حزيران/ يونيو عام 2014 عددا من المدن العراقية، وارتكبت جرائم بشعة، ابرزها مجزرة سبايكر في مدينة تكريت، التي راح ضحيتها حوالي الف وثمانيمائة شاب من طلبة كلية القوة الجوية، وعلى اثر ذلك، اصدر المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني فتوى الجهاد الكفائي في الثالث عشر من الشهر المذكور، ليتأسس الحشد الشعبي وتنطلق مسيرة الانتصارات وتتكلل بعد ثلاثة اعوام ونصف بأعلان الانتصار العسكري الشامل على “داعش”.