الشهيد حميدٛ تركيٛ عبد الحسين عاش موَلّه أسَرَهُ حب مولاه الحسينعليهالسلام، وملأ عليه وجوده وكيانه، وملك درب الجهاد الحر كل حناياه الطاهرة، فعاش حياته مجاهدا شاهرا سلاحه، واستشهد بطلا حسينيا والبندقية في يده، ولقي الله مخضبا بدمه الزكي، في قصة من أروع قصص البطولة النادرة.
من مواليد محافظة الناصرية — قضاء الشطرة عام1964م، نشأ وترعرع شابا حسينيا مجاهدا رافضا لكل الرايات اليزيدية التي علت على أرض العراق، وكان معروفا بتردده الدائم على المساجد والحسينيات،
ومشاركته في إحياء الشعائر الحسينية، مما سبب له هذا الحب والولاء الحسيني الكثير من المشاڪل من قبل السلطة الجائرة في بغداد.
أڪمل الدراسة الابتدائية ثم المتوسطة في مدرسة الحسينية، ثم سيق إلى الخدمة العسكرية في الوقت الذي كانت فيه القوات البعثية تشن حربها الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، لم يكن بحاجة إلى التفكير الصعب لاتخاذ قراره، فقد أخد عهدا على نفسه أن لايكون عونا للظالمين أو أداة طيّعة بأيديهم، بالإضافة إلى ما كان يعانيه من مضايقات ومتابعات استخبارات وحدته.
صدر أمر اعتقاله ولكن بلطف الله سبحانه وعنايته به ولذكائه وفطنته استطاع الخلاص من مخالب زبانية النظام، ولم يكن أمامه إلا أن يلقي بنفسه في مياه شط العرب، إذ كانت وحدته قريبة منه، فكانت رحلة شاقة وعبورا متعبا، وصل بعده إلى إيران بتاريخ23/6/1984م، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته الجهادية المليئة بالجد والاجتهاد والمثابرة في سبيل الله.
التحق بالدورة التاسعة من دورات مجاهدي قوات بدر بتاريخ27/7/1984م، وبعد انتهائها انضم إلى الفوج الثالث ليرابط في هور الحويزة، في هذه الفترة برزت صفاته القيادية، فقد كان يتمتع بقابلية عسكرية جيدة، وشجاعة فائقة، ودقة في تنفيذ الأوامر، وحسن التصرف في أصعب المواقف، وكانت القاعدة التي تستند عليها هذه الصفات هي إيمانه المطلق بالله والتوكل عليه والعمل لمرضاته.
شارك في كل العمليات التي قام بها المجاهدون في هور الحويزة، والتي أبدى فيها ضروبا من الشجاعة النادرة وحرصا على تنفيذ الواجب، مما جعله نموذجا للمجاهد المضحي الذي آمن بقدسية العمل الذي يقوم به، وبقي عَلَما شاخصا من أعلام فوجه حتى أنهى حياته الجهادية في شمال الوطن وهو يتقدم نحو مواقع البعثيين على الرغم من كثافة النيران المصوبة نحوه،
وصعوبة المنطقة وقوة استحكاماتها. كان هو الدليل الذي قاد مجموعته إلى أهدافها على أصعب المواقع البعثية، واستشهد رحمهالله فوق مرتفعات الشهيد الصدر بتاريخ1/9/1986م، في ملحمة حاج عمران خاتما حياة الهجرة والجهاد لنيل مراتب الكمال والوصول إلى غاية يتمناها كل مجاهد وهي الشهادة في سبيل الله.
ومن وصيته (أوصي إخواني المجاهدين كافة أن يتركوا كل الخلافات التي تؤدي إلى التفرقة، وأن يستقيموا على نهج الإمام الخميني ويأخذوا ويسمعوا ويعملوا بتوصياته).
سلام عليك أبا جواد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا