ذكر الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف Chas Freeman (تشاس فريمان) أنّ: “إسرائيل” تواجه تحديّات كبيرة، في المرحلة الراهنة، وهي لم تستطع إقامة علاقات صداقة داخل المنطقة منذ أن “انقلبت إيران عليها” -بعد زوال حكم الشاه- وذلك رغم مساعٍ أميركيّة شاقة لمساعدتها في هذا الإطار.
وخلال كلمة له، أمام منتدى “Falmouth” للشرق الأوسط، أوضح أنّ: “قيام “إسرائيل” بمنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، فضلًا عن اعتداءات المستوطنين اليهود على باحته، إنّما هي إهانة للمسلمين حول العالم. إذ لم تتبن أيّة جهة نهجًا قوميًا دينيًا يُكن هذا المستوى من الكراهية تجاه الديانتين المسيحيّة والإسلاميّة كما يفعل المتطرّفون “الإسرائيليون”، باستثناء “الهندوس” في الهند”.
ورأى “فريمان” أنّ الأحزاب السياسيّة “الإسرائيليّة” المتطرّفة خلقت فجوةً عميقةً بين اليهود “الإسرائيليين”، كما أنّها قوّضت اقتصاد “إسرائيل” وأثارت موجة من فقدان الثقة بمستقبلها، وتسببت بمغادرة المستثمرين الأجانب منها. وتابع: “ينطبق قول “إبراهام لينكون”، في العام 1858: “البيت المنقسم على نفسه لا يمكن أن يقف على قدميه” على مستقبل “إسرائيل”. فالتهديدات “الإسرائيليّة” بمهاجمة إيران تبدو الآن أشبه بالتبجّح ممّا هي إلى الخطط، ومسعًى من أجل استخدام تهديد خارجي كورقة من أجل التغطية على الانقسامات الداخليّة وإخفاء ضعف “إسرائيل”.
وأضاف “فريمان” أنّه: “تتسبّب التجاوزات “الإسرائيليّة” بالانقسامات، ليس بين “الإسرائيليين” فحسب، بل إنّها تؤدي أيضًا إلى حالٍ من النفور عند اليهود في أوروبا وأميركا، والذين كانوا في السابق متعاطفين وداعمين. ويُعدّ دعم هؤلاء، وكذلك دعم المسيحيين “المتعصبين”، ضروريًا من أجل استدامة “إسرائيل”. ولفت إلى أنّ كيان الاحتلال سيجد صعوبة أكبر في تنويع مصادر دعمه الخارجي بالمقارنة مع جيرانه العرب, إذ لا يبدو أنّ هناك أي دولة كبرى، غير الولايات المتّحدة، مستعدّة لغضّ الطرف عن قمع “إسرائيل” الوحشي (بحقّ الفلسطينيين)، قضلًا عن دعم هذا القمع. وبينما يزداد أهميّة الدور والمكانة الدوليّة لجيرانها العرب، ستصبح القوى الكبرى أقل استعدادًا لإهانة الجيران العرب.
وبحسب “فريمان”، فإنّ المساعي “الإسرائيليّة” الحالية لتجنّب الانحياز مع أي طرف في الحرب الأوكرانيّة لم تقرّبها من واشنطن أو موسكو، على حد سواء، سيقطن بعض الأثرياء من الروس والأوكرانيين المعرضين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في “إسرائيل”. وأضاف: “إذا ما فقدت “إسرائيل” تعاطف أميركا وحمايتها السياسيّة- العسكريّة، لن يكون من السّهل لها أن تعيد تموضعها على الصعيد الجيوسياسي. ورغم مساعي حكومة بنيامين نتنياهو لتوطيد العلاقات مع الصين والهند وروسيا، فلا بديل حقيقي لها عن الولايات المتّحدة”.
ولفت “فريمان” إلى أنّ كيان الاحتلال “الإسرائيلي” يخاطر في أن “ينتهي بمأساة”، حيث يكون ضحية الغطرسة وتجاهل التحذيرات. وسيأتي زوال “إسرائيل” – فيما لو حصل- ليس على يد المقاومة الفلسطينيّة أو بسبب عداء جيرانها العرب؛ بل إنه سيكون على أيديها هي نفسها، مع مساعدة أصدقائها الأميركيين.
وأوضح كلامه قائلًا: “بينما يبقى الدعم الأميركي المطلق لـ”إسرائيل” ضروريًا من أجل الحصول على المال للحملات الانتخابيّة في أميركا، إلا أنّه لا يشكّل في النهاية سوى “خطر معنوي” على “إسرائيل”. إذ تتسبّب الإعانات الأميركيّة لها والإصرار على إعفائها من أعراف القانون الدولي، بشكل أساس برفض العالم المزاعم الأميركيّة حول دعم العدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية”، مشيرًا إلى أنّ كيان العدوّ سيواصل السلوك الذي يشكل عارًا على الديانة اليهوديّة، ويخلق الأعداء لها وللولايات المتّحدة، والذي يضع بقائها – كونها دولة- في خطر.
المصدر: العهد الاخباري
.