تعقيبات أُخرى
الدعاء قبل الصلاة وبعدها
في الكافي : ج ٢ ص ٥٤٤ ح ١ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلاميقول : من قال هذا القول كان مع محمد وآل محمد إذا قام قبل أن يستفتح الصلاة :
اللَّهُمَّ إنِّي أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ صَلاَتِي ، وَأتَقَرَّبُ بِهِمْ إلَيْكَ فَاجْعَلْنِي بِهِمْ وَجيْهَاً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمِنَ المُقَرَّبِيْنَ ، مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ فَاخْتِمْ لِي بِطَاعَتِهِمْ ، وَمَعْرِفَتِهِمْ وَوِلاَيَتِهِمْ ، فَإنَّهَا السَّعَادَةُ وَاخْتِمْ لِي بِهَا ، فَإنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. ثم تصلي فإذا انصرفت قلت :
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلاَءٍ ، وَاجْعَلْنِي مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوَىً وَمُنْقَلَبٍ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيَاهُمْ ، وَمَمَاتِي مَمَاتَهُمْ ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ في
٢٣٠
المَوَاطِنِ كُلِّها ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ …
أفضل ما يتقرب به بعد الفرائض
قال السيد ابن طاووس رحمهالله تعالى في فلاح السائل : ٣٩٨ : ثم يقول ما روي في أدعية السر : يا محمد قل للذين يريدون التقرب إليَّ : اعلموا علماً يقيناً أن هذا الكلام أفضل ما أنتم متقربون به إليَّ بعد الفرائض وذلك أن يقول :
اللَّهُمَّ إنَّهُ لَمْ يُمْسِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أنْتَ إلَيْهِ أحْسَنُ صَنِيعَاً ، وَلاَ لَهُ أدْوَمُ كَرَامَةً وَلاَ عَلَيْهِ أبْيَنُ فَضْلاً ، ولاَبِهِ أشَدُّ تَرَفُّقَاً ، وَلاَ عَلَيْهِ أشَدُّ حَيْطَةً ، وَلاَ عَلَيْهِ أشَدُّ تَعَطُّفَاً مِنْكَ عَلَيَّ ، وَإنْ كَانَ جَمِيْعُ الْمَخْلُوقِيْنَ يُعَدِّدُونَ مِنْ ذَلِكَ مِثْلَ تَعْدِيْدِي فَاشْهَدْ يَا كَافِيَ الشَّهَادَةِ بِأنِّي أُشْهِدُكَ بِنِيَّةِ صِدْقٍ بِأَنَّ لَكَ الْفَضْلَ وَالطَّوْلَ في إنْعَامِكَ عَلَيَّ وَقِلَّةِ شُكْرِي لَكَ فيهَا.
يَا فَاعِلَ كُلِّ إرَادَةٍ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَطوِّقْنِي أمَانَاً مِنْ حُلُولِ السُّخْطِ لِقِلَّةِ الشُّكْرِ ، وَأوْجِبْ لِي زِيَادَةً مِنْ إتْمَامِ النِّعْمَةِ بِسِعَةِ الرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ ، أنْظِرْنِي خَيْرَكَ وَلاَ تُقَايِسْنِي بِسُوءِ سَرِيْرَتِي ،
٢٣١
وَامْتَحِنْ قَلْبِي لِرِضَاكَ ، وَاجْعَلْ مَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إلَيْكَ في دِيْنِكَ خَالِصَاً ، وَلا تَجعَلْهُ لِلُزُومِ شُبْهَةٍ ، وَلا فَخْرٍ ، وَلا رِيَاءٍ يَا كَرِيْمُ.
فإنه إذا قال ذلك أحبَّه أهل سماواتي وسموه الشكور.
دعاء ، آخر ما يُدعى به بعد الصلاة
عن السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ٣٣٠ ح ٥١ ، قال : ومن المهمات الدعاء بآخر ما يدعى بعد الصلاة حدث أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الرازي رضياللهعنه رفعه قال : هذا الدعاء يجب أن يكون آخر ما يُدعى به :
اللَّهُمَّ إنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي إلَيْكَ ، وَأقْبَلْتُ بِدُعَائِي عَلَيْكَ رَاجِيَاً إجَابَتَكَ ، طَامِعَاً في مَغْفِرَتِكَ ، طَالِبَاً مَا وَأيْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ ، مُستَنْجِزَاً وَعْدَكَ إذْ تَقُولُ : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأقْبِلْ إلَيَّ بِوَجْهِكَ ، وَاغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْني ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي يَا إلَهَ الْعَالَمِيْنَ.
دعاء لدفع الأسقام
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل :
٢٣٢
ص ٣٣٤ ح ٥٣ : وإن كانت بك علة فاصنع كما رواه أحمد ابن محمد بن علي الكوفي وغيره ، عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : دعاء يُدعى به في عقيب كل صلاة تصليها ، فإن كان بك داء من سقم ووجع ، فإذا قضيت صلاتك فامسح بيدك على موضع سجودك من الأرض وادع بهذا الدعاء ، ومرَ يدك على موضع وجعك سبع مرات ، تقول :
يَا مَنْ كَبَسَ الأَرْضَ عَلَى الْمَاءِ ، وَسَدَّ الهَوَاءَ بِالسَّمَاءِ ، وَاخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَحْسَنَ الأسْمَاءِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافْعَلْ بِي كذا وكذا ، وَارْزُقْنِي كذا وكذا ، وَعَافِنِي مِنْ كذا وكذا.
دعاء لغفران الذنوب
في الكافي : ج ٤ ص ٥٤٦ ح ٤ ، قال : عنه (أي البرقي) : عن بعض أصحابه رفعه قال عليهالسلام : من قال بعد كل صلاة وهو آخذ بلحيته بيده اليمنى : يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ ارْحَمْنِي مِنَ النَّارِ ـ ثلاث مرات ـ ويده اليسرى مرفوعة وبطنها إلى ما يلي السماء ثم يقول : أَجِرْنِي مِنَ العَذَابِ الأَلِيمِ. ثلاث مرات.
٢٣٣
ثم يؤخر يده عن لحيته ، ثم يرفع يده ويجعل بطنها مما يلي السماء ، ثم يقول : يا عَزِيزُ يَا كَرِيمُ يَا رَحْمنُ يَا رَحِيْمُ. ويقلب يديه ويجعل بطونهما مما يلي السماء ، ثم يقول : أَجِرْنِي مِنَ الْعَذَابِ الأَلِيْمِ ـ ثلاث مرات ـ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ، غفر له ورضي عنه ، ووصل بالاستغفار له حتى يموت جميع الخلائق إلّا الثقلين الجن والإِنس.
دعاء من داوم عليه رد الله عليه روحه في قبره
وقال : إذا فرغت من تشهدك فارفع يديك وقل :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً عَزْمَاً جَزْمَاً لاَ تُغَادِرُ ذَنْبَاً ، وَلاَ أَرْتَكِبُ بَعْدَهَا مُحَرَّمَاً أبَدَاً ، وَعَافِنِي مُعَافَاةً لاَ بَلْوَى بَعْدَهَا أبَدَاً ، وَاهْدِنِي هُدَىً لاَ أضِلُّ بَعْدَهُ أبَدَاً ، وَانْفَعْنِي يَا رَبِّ بِمَا عَلَّمْتَنِي ، وَاجْعَلْهُ لِي وَلاَ تَجْعَلْهُ عَلَيَّ ، وَارْزُقْنِي كَفَافَاً وَرَضِّنِي بِهِ يَا رَبَّاهُ ، وَتُبْ عَلَيَّ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحْمَنُ يَا رَحْمَنُ ، يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ ، ارْحَمْنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ السَّعِيرِ ، وَابْسُطْ عَلَيَّ مِنْ سِعَةِ رِزْقِكَ ، وَاهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِكَ ، وَاعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ ، وَأَبْلِغْ مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَنِّي تَحِيَّةً
٢٣٤
كَثِيْرَةً وَسَلاَمَاً ، وَاهْدِنِي بِهُدَاكَ ، وَأغْنِنِي بِغِنَاكَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أوْلِيَائِكَ المُخْلَصِيْنَ ، وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ آمِيْنَ.
قال : من قال هذا بعد كل صلاة رد الله عليه روحه في قبره ، وكان حياً مرزوقاً ناعماً مسروراً إلى يوم القيامة.
ما يقال عقيب الصلوات في السفر
قال السيد الخوئي رحمه الله تعالى في المنهاج : ج ٢ ص ٢٥٥ : (مسألة ٩٥٧) يستحب للمسافر أن يقول عقيب كل صلاة مقصورة ثلاثين مرة : سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلاَ إلَهَ إلّا اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ.
وقال المحقق الحلي رحمه الله تعالى في المعتبر : ج ١ ص ٤٨٤ : ويستحب أن يقول المسافر عقيب كل صلاة فريضة يقصر فيها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر. ثلاثين مرة جبراً للفريضة ، روي ذلك عن الإمام العسكري عليهالسلام قال : يجب على المسافر أن يقول في دبر كل صلاة : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ثلاثين مرة تماماً للصلاة ، وقوله عليهالسلام : يجب … يريد به شدة الاستحباب.
٢٣٥
التلبية في دبر كل صلاة مكتوبة في الحج
جاء في العروة الوثقى ، للسيد اليزدي : ج ٢ ص ٥٧٠ ، مسألة : ١٩ : يستحب الإكثار بها وتكريرها ما استطاع خصوصاً في دبر كل صلاة فريضة أو نافلة ….
الإكثار من التلبية بعد الفرائض
وهي كما في المقنع : ص ٢٢٠ ، للشيخ الصدوق رحمه الله تعالى : لَبيكَ اللَّهُمّ لَبَيكَ ، لَبَيكَ لا شَريكَ لَكَ لَبَيكَ ، إنَّ الحَمدَ وَالنِعمةَ لَكَ والمُلكَ لا شريكَ لكَ لَبَيكَ ….
ثم تقول : لبيك ذا المعارج لبيك ، لبيك تبدئ والمعاد إليك لبيك ، لبيك داعياً إلى دار السلام لبيك ، لبيك غفار الذنوب لبيك ، لبيك مرهوباً ومرغوباً إليك لبيك ، لبيك أنت الغني ونحن الفقراء إليك لبيك ، لبيك ذا الجلال والإكرام لبيك.
لبيك إله الحق لبيك ، لبيك عبدك ابن عبديك لبيك ، لبيك يا كريم لبيك ، لبيك أتقرب إليك بمحمدٍ وآل محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ، لبيك بحجة وعمرة معاً لبيك ، لبيك هذه عمرة متعة إلى الحج لبيك ، لبيك تمامها وبلاغها عليك لبيك.
٢٣٦
تقول هذه في دبر كل صلاة مكتوبة أو نافلة ، وحين ينهض بك بعيرك أو علوت شرفاً ….
وجاء في دعائم الإسلام : ج ١ ص ٣٠٢ : عن الإمام جعفر ابن محمد الصادق عليهماالسلام ، أنه قال : وأكثر من التلبية في دبر كل صلاة مكتوبة أو نافلة ، وحين ينهض بك بعيرك ، وإذا علوت شرفاً ، وإذا هبطت وادياً ، أو لقيت راكباً ، أو استيقظت من نومك وبالأسحار ، على طهر كنت ، أو على غير طهر ، بعد أن تحرم.
قال العلامة الحلي رحمه الله تعالى في تذكرة الفقهاء : ج ٧ ص ٢٦٢ : ويجزئ من التلبية في دبر كل صلاة مرة واحدة ، لإطلاق الأمر بها ، وبالواحدة يحصل الامتثال ، ولو زاد ، كان فيه فضل كثير ، لقولهمعليهمالسلام : وأكثر من ذكر ذي المعارج.
ما يُدعى به عقيب الصلوات في شهر رجب
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في إقبال الأعمال : ج ٣ ص ٢١٠ : ومن الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضاً فقال : دعاء علَّمه أبو عبد الله عليهالسلام ،
٢٣٧
محمد السجاد .. عن محمد السجاد في حديث طويل ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك ، هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به ، قال : فقال لي أبو عبد الله عليهالسلام : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، وقل في كل يوم من رجب صباحاً ومساء ، وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك :
يَا مَنْ أرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ ، يَا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيْرَ بِالْقَلِيلِ ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنَاً مِنْهُ وَرَحْمَةً ، أعْطِنِي بِمَسْألَتِي إِيَّاكَ جَمِيْعَ خَيْرِ الدُّنْيَا وَجَمِيْعَ خَيْرِ الآخِرَةِ ، وَاصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إيَّاكَ جَمِيْعَ شَرِّ الدُّنْيَا وَشَرِّ الآخِرَةِ ، فَإنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مَا أعْطَيْتَ ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ.
قال : ثم مدّ أبو عبد الله عليهالسلام يده اليسرى فقبض على لحيته ، ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى ، ثم قال : بعد ذلك :
يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ يَا ذَا النَّعْمَاءِ وَالجُودِ ، يَا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ ، حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلَى النَّارِ. وفي حديث آخر : ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها إلّا وقد امتلأ ظهر كفه دموعاً.
٢٣٨
دعاء كل يوم من رجب
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في إقبال الأعمال : ج ٣ ص ٢١٠ : ومن الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضاً في كتابه ، فقال أبو الفرج محمد بن موسى القزويني الكاتب (رحمه الله) ، قال : أخبرني أبو عيسى محمد بن أحمد بن محمد بن سنان ، عن أبيه ، عن جده محمد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند مولاي أبي عبد الله عليهالسلامإذ دخل علينا المعلى بن خنيس في رجب فتذاكروا الدعاء فيه ، فقال المعلى : يا سيدي علمني دعاء يجمع كل ما أودعته الشيعة في كتبها؟ فقال : قل يا معلى :
اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِيْنَ لَكَ ، وَعَمَلَ الخَائِفِيْنَ مِنْكَ ، وَيَقِيْنَ العَابِدِيْنَ لَكَ ، اللَّهُمَّ أنْتَ العَلِيُّ العَظِيْمُ ، وَأَنَا عَبْدُكَ البَائِسُ الفَقِيرُ ، وَأنْتَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ ، وَأَنَا الْعَبْدُ الذَّلِيلُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَامْنُنْ بِغِنَاكَ عَلَى فَقْرِي ، وَبِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي ، وَبِقُوَّتِكَ عَلَى ضَعْفِي يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأوْصِيَاءِ المَرْضِيِّيْنَ ،
٢٣٩
وَاكْفِنِي مَا أهَمَّنِي مِنْ أمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
ثم قال عليهالسلام : يا معلى والله لقد جمع لك هذا الدعاء ما كان من لدن إبراهيم الخليل إلى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
دعاء : اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في إقبال الأعمال : ج ٣ ص ٢١٥ : ومن الدعوات كل يوم من رجب ، ما رويناه أيضاً عن جدي أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه ، فقال : قال ابن عياش : وخرج إلى أهلي على يد الشيخ أبي القاسم رضياللهعنه في مقامه عندهم هذا الدعاء في أيام رجب :
اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ بِالْمَوْلُودَيْنِ في رَجَب ، مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَب ، وَأتَقَرَّبُ بِهِمَا إلَيْكَ خَيْرَ الْقُرَبِ ، يَا مَنْ إلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ ، وَفِيْمَا لَدَيْهِ رُغِبَ ، أسْأَلُكَ سُؤَالَ مُعْتَرِفٍ مُذْنِبٍ ، قَدْ أوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ ، وَأوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ ، وَطَالَ عَلى الخَطَايَا دُؤُوبُهُ ، وَمِنَ الرَّزَايَا خُطُوبُهُ ، يَسْألُكَ التَّوْبَةَ ، وَحُسْنَ الأوْبَةِ ، وَالنُّزَوعَ مِنَ الحَوْبَةِ ، وَمِنَ النَّارِ فَكَاكَ رَقَبَتِهِ ، وَالْعَفْوَ عَمَّا في رِبْقَتِهِ ، فَأَنْتَ يَا مَوْلاَيَ أعْظَمُ أمَلِهِ وَثِقَتِهِ.
٢٤٠
اللَّهُمَّ وَأسْأَلُكَ بِمَسَائِلِكَ الشَّرِيفَةِ ، وَوَسَائِلِكَ المُنِيْفَةِ ، أنْ تَتَغَمَّدَنِي في هَذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ ، وَنِعْمَةٍ وَازِعَةٍ ، وَنَفْسٍ بِمَا رَزَقْتَهَا قَانِعَةٍ إلَى نُزُولِ الحَافِرَةِ ، وَمَحَلِّ الآخِرَةِ ، وَمَا هِيَ إلَيْهَا صَائِرَةٌ.
الدعاء عند كل زوال من أيام شعبان
الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى في مصباح المتهجد : ص ٨٢٨ : عن العباس بن مجاهد ، عن أبيه ، قال : كان علي بن الحسين عليهماالسلام يدعو عند كل زوال من أيام شعبان وفي ليلة النصف منه ، ويصلي على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الصلوات يقول :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعِ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفِ المَلاَئِكَةِ ، وَمَعْدِنِ الْعِلْمِ ، وَأهْلِ بَيْتِ الْوَحْي ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الفُلْكِ الجَارِيَةِ في اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ ، يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَهَا وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها ، المُتَقَدِّمُ لَهُمْ مَارِقٌ ، وَالمُتَأخِّرُ عَنْهُمْ زَاهِقٌ ، وَالَّلازِمُ لَهُمْ لاَحِقٌ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، الكَهْفِ الحَصِيْنِ ، وَغِيَاثِ المُضْطَرِّ المُسْتَكِينِ ، وَمَلْجَإِ الْهَارِبِيْنَ وَعِصْمَةِ المُعْتَصِمِيْنَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ
٢٤١
عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَوةً كَثِيْرَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضَاً ، وَلِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أدَاءً وَقَضَاءً ، بِحَوْلٍ مِنْكَ وَقُوَّةٍ يَا رَبَّ العَالِمَيْنَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِيْنَ الأبْرَارِ الأخْيَارِ الَّذِيْنَ أوْجَبْتَ حُقُوقَهُمْ وَفَرضْتَ طَاعَتَهُمْ وَوِلاَيَتَهُمْ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاعْمُرْ قَلْبِي بِطَاعَتِكَ ، وَلاَتُخْزِنِي بِمَعْصِيَتِكَ ، وَارْزُقْنِي مُوَاسَاةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ بِمَا وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَنَشَرْتَ عَلَيَّ مِنْ عَدْلِكَ ، وَأَحْيَيْتَنِي تَحْتَ ظِلِّكَ ، وَهَذَا شَهْرُ نَبِيِّكَ سَيِّدِ رُسُلِكَ شَعْبَانُ الَّذِي حَفَفْتَهُ مِنْكَ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ ، الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَدْأَبُ في صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ في لَيَالِيْهِ وَأيَّامِهِ بُخُوعَاً لَكَ في إكْرَامِهِ وَإعْظَامِهِ إِلَى مَحَلِّ حِمَامِهِ ، اللَّهُمَّ فَأَعِنَّا عَلَى الاسْتِنَانِ بِسُنَّتِهِ فيهِ ، وَنَيْلِ الشَّفَاعَةِ لَدَيْهِ ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْهُ لِي شَفِيعاً مُشَفَّعاً ، وَطَرِيقاً إلَيْكَ مَهْيَعَاً ، وَاجْعَلْنِي لَهُ مُتَّبِعَاً حَتَّى أَلْقَاكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنِّي رَاضِيَاً ، وَعَنْ ذُنُوبِي غَاضِيَاً قَدْ أوْجَبْتَ لِي مِنْكَ الرَّحْمَةَ وَالرِّضْوَانَ ، وَأَنْزَلْتَنِي دَارَ الْقَرَارِ ، وَمَحَلَّ الأخْيَارِ.
٢٤٢
الدعاء عقيب الفرائض في شهر رمضان
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في إقبال الأعمال : ج ١ ص ٧٩ : فصل فيما نذكره من دعاء زائد عقيب كل فريضة من شهر رمضان دعاء بعد كل فريضة ، بإسنادنا إلى التلعكبري عن أبي عبد الله عليهالسلام وأبي إبراهيم عليهالسلام قالا : تقول في شهر رمضان من أوله إلى آخره بعد كل فريضة :
اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ في عَامِي هَذَا وَفِي كُلِّ عَامٍ ، مَا أبْقَيْتَنِي في يُسْرٍ وَعَافِيَةٍ وَسَعَةِ رِزْقٍ ، وَلاَ تُخْلِنِي مِنْ تِلْكَ المَوَاقِفِ الكَرِيمَةِ ، وَالمَشَاهِدِ الشَّرِيْفَةِ ، وَزِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَفِي جَمِيعِ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَكُنْ لِي.
اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ فيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنْ الأمْرِ المَحْتُومِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، مِنَ القَضَاءِ الَّذِي لاَ يُرَدُّ وَلاَ يُبَدَّلُ ، أنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ ، المَبْرُورِ حَجُّهُمُ ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أنْ تُطِيْلَ عُمْرِي في طَاعَتِكَ وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي ، وَتُؤَدِّيَ
٢٤٣
عَنِّي أمَانَتِي وَدَيْنِي ، آمِيْنَ رَبَّ العَالَمِيْنَ.
قال : وتدعو عقيب كل فريضة في شهر رمضان ليلاً كان أو نهاراً ، فتقول :
يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ ، يَا غَفُورُ يَا رَحِيمُ ، أنْتَ الرَّبُّ العَظِيْمُ ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ، وَهَذَا شَهْرٌ عَظَّمْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ عَلَى الشُّهُورِ ، وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي فَرَضْتَ صِيَامَهُ عَلَيَّ ، وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ ، الَّذِي أنْزَلْتَ فيهِ القُرْآنَ ، هُدَىً للِنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرقَانِ ، وَجَعَلْتَ فيهِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَهَا خَيْرَاً مِنْ ألْفِ شَهْرٍ ، فيا ذَا الْمَنِّ وَلاَ يُمَنُّ عَلَيْكَ ، مُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، فيمَنْ تَمُنُّ عَلَيْهِ ، وَأدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
الدعاء بين كل ركعتين من نوافل شهر رمضان
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في إقبال الأعمال : ج ١ ص ٨٠ : فذكر علي بن عبد الواحد بإسناده إلى رجاء بن يحيى بن سامان ، قال : خرج إلينا من دار سيدنا أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام صاحب العسكر سنة خمس
٢٤٤
وخمسين ومأتين ، فذكر الرسالة المقنعة بأسرها ، قال : وليكن مما تدعو به بين كل ركعتين من نوافل شهر رمضان :
اللَّهُمَّ اجْعَلْ فيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ ، وَفِيمَا تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الْحَكِيْمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، أنْ تَجْعَلَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ ، المَبْرُورِ حَجُّهُمُ ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ ، وَأسْأَلُكَ أنْ تُطِيلَ عُمْرِي في طَاعَتِكَ ، وَتُوَسِّعَ لِي في رِزْقِي ، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
٢٤٥
سجدة الشكر وفضلها وما يقرأ فيها وآدابها
سجدة الشكر وفضلها
قال السيد اليزدي رحمهالله في العروة الوثقى : ج ١ ص ٧٠٤ ، (مسألة ٢٣) : يستحب سجود الشكر بعد كل صلاة فريضة كانت أو نافلة.
وقال العلامة الحلي رحمهالله في منتهى المطلب : ج ١ ص ٣٠٢ : يستحب السجدة عند الفراغ من الفرائض لرواية مرازم ، لأنها مظنة التعبد ، وموضع الخضوع والشكر على التوفيق لأداء العبادة ، وعند تجدد النعم ودفع النقم ، لأن شكر المنعم واجب عقلاً ، وأبلغ أنواعه السجود على ما روي أن منتهى العبادة من ابن آدم لله تعالى السجود ، وأن أقرب ما يكون العبد إلى الله عزوجل إذا كان في سجوده لقوله : (واسجُد واقترب).
٢٤٦
وقال الميرزا القمي رحمهالله في غنائم الأيام : ج ٣ ص ٩٣ : تستحب سجدتا الشكر عقيب الصلاة شكراً على التوفيق لأدائها ، قال في التذكرة : إنه مذهب علمائنا خلافاً للجمهور.
ويدل على ذلك روايات كثيرة ، ففي صحيحة مرازم عن الصادق عليهالسلام ، قال : سجدة الشكر واجبة على كل مسلم ، تتم بها صلاتك ، ويرضى بها ربك ، وتعجب الملائكة منك ، وأن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة ، ويقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ، أدى فرضي ، وأتم عهدي ، ثم سجد لي شكراً على ما أنعمت به عليه ، ملائكتي ماذا له عندي؟ قال ، فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك ، ثم يقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة : يا ربنا جنتك ، ثم يقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة : يا ربنا كفاية مهمة ، فيقول الله تبارك وتعالى : ثم ماذا؟ قال : فلا يبقى شيء من الخير إلّا قالته الملائكة ، فيقول الله تبارك وتعالى : يا ملائكتي ثم ماذا؟ فتقول الملائكة : ربنا لا علم لنا ، قال ، فيقول الله تبارك وتعالى : أشكر له كما شكر لي ،
٢٤٧
وأقبل إليه بفضلي ، وأُريه وجهي (راجع : مكارم الأخلاق ، الشيخ الطبرسي : ص ٢٨٦).
وفي التهذيب : ج ٢ ص ١١٠ ح ١٨٣ : (وأريه رحمتي). والأخبار في هذا الباب كثيرة.
قال رحمهالله : بقي الكلام في محلهما ، قيل : يستحب جعلهما خاتمة للتعقيب ، ويمكن أن يستدل عليه بما رواه الصدوق رحمه الله تعالى في الفقيه : ج ١ ص ٣٣٢ ح ٩٧١ ، مرسلاً ، قال : كان أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلاميسجد بعدما يصلي ، فلا يرفع رأسه حتى يتعالى النهار (انتهى ما جاء في كتاب غنائم الأيام).
وفي بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ٢١٦ ح ٣١ ، عن جامع البزنطي ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد ، فادع الله واسأله الرزق.
وفي الكافي : ج ٣ ص ٣٢٤ ح ١١ : عن عبد الله بن هلال ، ولفظه قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام تفرق أموالنا وما دخل علينا ، فقال : عليك بالدعاء وأنت ساجد ، فإن أقرب ما
٢٤٨
يكون العبد إلى الله وهو ساجد … الحديث.
وفي الاحتجاج : ص ٢٧٢ : كتب الحميري إلى القائم عليهالسلاميسأله عن سجدة الشكر بعد الفريضة ، فإن بعض أصحابنا ذكر أنها بدعة ، فهل يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة؟ وإن جاز ففي صلاة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الأربع ركعات النافلة؟
فأجاب عليهالسلام : سجدة الشكر من ألزم السنن وأوجبها ، ولم يقل إن هذه السجدة بدعة إلّا من أراد أن يحدث في دين الله بدعة ، وأما الخبر المروي فيها بعد صلاة المغرب والاختلاف في أنها بعد الثلاث أو بعد الأربع ، فإن فضل الدعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدعاء بعقيب النوافل ، كفضل الفرائض على النوافل ، والسجدة دعاء وتسبيح ، والأفضل أن يكون بعد الفرض ، فإن جعلت بعد النوافل أيضاً جاز.
قال العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ١٩٤ ـ ١٩٥ ، بعدما أورد الرواية السابقة : (بيان)
٢٤٩
يدل على جواز السجدة في المغرب قبل النوافل وبعدها ، وأن التقديم أفضل ، وهو أقرب ، وبه يجمع بين الأخبار ، ولا يبعد أن يكون ما ورد من التأخير محمولاً على التقية ، لأنهم بعد الفريضة يتفقدون من يسجد ومن لا يسجد ، ويُشعر به بعض الأخبار أيضاً.
وذهب أكثر الأصحاب إلى أفضلية التأخير قال في المنتهى : سجود الشكر في المغرب ينبغي أن يكون بعد نافلتها ، لما رواه الشيخ عن حفص الجوهري قال : صلى أبو الحسن علي بن محمد عليهماالسلامصلاة المغرب فسجد سجدة الشكر بعد السابعة ، فقلت له : كان آباؤك يسجدون بعد الثالثة؟ فقال : ما كان أحد من آبائي يسجد إلّا بعد السبع (راجع : التهذيب : ج ١ ص ١٦٧).
وقد روى جواز التقديم بعد المغرب جهم بن أبي جهمة قال : رأيت موسى بن جعفر عليهالسلام وقد سجد بعد ثلاث ركعات من المغرب ، فقلت له : جعلت فداك رأيتك سجدت بعد الثلاث ، فقال : ورأيتني؟ قلت : نعم ، قال : فلا تدعها فإن
٢٥٠
الدعاء فيها مستجاب. انتهى.
قال الشيخ المجلسي رحمه الله تعالى : أقول : وهذا مما يومي إلى التقية في التأخير فلا تغفل ، وسيأتي في خبر ابن أبي الضحاك عن الرضا عليهالسلامأنه سجد قبل النافلة وقال في الذكرى : في موضع سجدتي الشكر بعد المغرب روايتان يجوز العمل بهما مع إمكان حمل رواية الكاظم عليهالسلام على سجدة مطلقة ، وإن كان بعيداً .. انتهى ، ولعل إيقاعها في الموضعين أفضل وأحوط ، إذ يظهر من كثير من الأخبار استحبابها بعد النافلة مطلقاً أيضاً. انتهى كلام العلامة المجلسي رحمه الله تعالى.