الرئيسية / من / الشعر والادب / أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام

الشيخ محمد السماوي

المتوفى ١٣٧٠

من قصيدة طويلة للشيخ محمد السماوي وقد تضمنت الابيات المعروفة لجعفر بن ورقاء (١).

كم دمع عينك يهمع
أفما تكف الادمع
وتوثب الحقد الحسين
فسار فيه يجعجع
حتى رماه بكربلا
حيث الجيوش تجمع
والمشرفية شهر
والسمهرية شرع
والنبل قد ملأ الفضا
ء مخطف أو وقع
__________________

١ ـ جعفر بن ورقاء الشيباني هو ابو محمد كان فاضلا اديبا مصنفا وكان أمير بني شيبان وتقلد عدة ولايات للمقتدر ، وكان شاعرا جيد البديهة يأخذ القلم ويكتب ما يريد من نثر ونظم كأنما هو محفوظ له ، وله مع سيف الدولة مكاتبات ، ذكره النجاشي والعلامة وغيرهما. ولد بسامراء سن مائتين واثنتين وسبعين وتوفي في رمضان سنة ثلثمائة واثنتين وخمسين كما في فوات الوفيات. انتهى عن الطليعة من شعراء الشيعة للشيخ السماوي كما نسب له الابيات المشهورة والتي أولها :

رأس ابن بنت محمد ووصيه
للناظرين على قناة يرفع
وقد تقدم في الجزء الأول من هذه الموسوعة ان هذه الابيات للشاعر دعبل بن علي الخزاعي كما يقول الحموي في معجم الادباء.

١٨
والنقع يدجو والبوا
رق في دجاه لمع
فثنى على القربوس رجلا
وانثنى يتطلع
وهداهم وعظا فلم
يصغوا اليه ولم يعوا
فاستل صارمه فهام
لا تعد وأذرع
مهما محا جمعا تكتب
آخر متجمع
ضاق الفضاء وسيفه
ان ضاق فيهم يوسع
غرثان لا يروى بغير
دمائهم أو يشبع
صافي الحديدة لا يزال
فرنده يتشعشع
مما يكونه الاله
له ومما يصنع
حتى دعاه الله واز
دهى المقام الارفع
فأجاب داعي ربه
لبيك ها أنا طيع
ورمى الحسام فعاد و
هو الى المواضي مرتع
صلت عليه المرهفات
فسجد أو ركع
وتشابكت فيه النبا
ل فخر وهو مدرع
وتناكصت عنه الحجا
رة ليس فيه موضع
فاقل رأس بالسنان
له وديست أضلع
يا للرجال لحادث
منه الجبال تصدع
( رأس ابن بنت محمد )
فوق الاسنة يرفع
( والجسم منه على الثرى )
ثاو هناك مبضع
( والمسلمون لهم هنا )
لك منظر أو مسمع
( لا منتكر فيهم ولا )
منهم له متوجع
( كحلت بمنظرك العيون )
عماية لا تقلع
( وأصم رزؤك في البر
ية ) كل اذن تسمع
( أسهرت اجفانا )
وكنت لها كرى يتمتع
( وأنمت أخرى لم تكن )
من خوف بأسك تهجع
نم كيفما شاؤا فأنت
الضيغم المستجمع
يخشى وثوبك في الحيا
ة وفي الممات ويفزع
ما بقعة الا تمنت
أنها لك موضع
١٩
ولسر علمك مدفن
ولطيب جسمك مضجع
ءأبا علي لا يزل
يجري لرزئك مدمع
ويذوب قلب من مصا
بك ذا وتخفق أضلع
والهفتاه تقطع الا
حشا وليست تقطع
ما ان يبرد اصبع
تدمى وسن يقرع
كلا ولا اللبات تلد
م والجباه تبضع
ان الاسى ذاك الاسى
معها فماذا نصنع
الشيخ محمد ابن الشيخ طاهر بن حبيب بن الحسين بن محسن الفضلي السماوي كان أبوه عالما فاضلا والمترجم له ولد في السماوة بتاريخ ٢٧ ذي الحجة عام ١٢٩٢ ه‍ ونشأ بها وبعد عشر سنوات من ولادته توفي ابوه فهاجر الى النجف لطلب العلم فقرأ المبادئ على العلامة الشيخ شكر البغدادي والشيخ عبد الله بن معتوق القطيفي ودرس الرياضيات على الشيخ آغا رضا الاصفهاني وأصول الفقه على الشيخ علي ابن الشيخ باقر صاحب الجواهر كما درس على الشيخ آغا رضا الهمداني والسيد محمد الهندي والشيخ حسن المامقاني وشيخ الشريعة وممن زوده باجازة الاجتهاد الحجة السيد حسن الصدر والشيخ علي الشيخ باقر ثم عين قاضيا في المحكمة الشرعية الجعفرية في النجف الاشرف طيلة زمن الاحتلال وعامين من الحكم الوطني ثم نقل الى كربلاء فبقي سنتين ومنها الى بغداد فبقي عشر سنين بين القضاء والتمييز الشرعي وأخيرا طلب نقله الى النجف وبقي يشغل منصب القضاء سنة واحدة ثم استقال على أثر خلاف بينه وبين فخامة السيد محمد الصدر ونظم الخطيب محمد علي اليعقوبي :

قل للسماوي الذي
فلك القضاء به يدور
الناس تضربها الذيو
ل وأنت تضربك الصدور
يقول صاحب شعراء الغري : والسماوي مارس الصحافة واشتغل كمحرر في صحيفة ( الزوراء ) الرسمية والتي كانت ببغداد باللغتين : التركية والعربية مدة سنتين وذلك في أواخر العهد التركي

٢٠
حتى سقوط بغداد ومن النوادر الادبية أنه دخل على مدير المال وعنده كاتب يهودي يرتاح الى كماله وجماله فأنشد الشيخ السماوي مرتجلا ـ واسم اليهودي ( يعقوب ).

يا آل موسى ان يعقوبكم
جارت معانيه على العالمين
حكم لحظيه وأردافه
فأفسدت محكمة المسلمين
مال مدير المال من لحظه
واتخذ الارداف صندوق أمين
ومن غزله قوله :

أبدلي مم احورار المقل
أهو من كحل بها أم كحل
بت منها وهي سكرى ثملا
هل سمعتم ثملا من ثمل
تلفت نفسي أما يرأف بي
ساحر الاجفان أو يعطف لي
ثغره الاشنب لو عللني
لشفى لي عللي أو غللي
جائر الاعطاف كم قد هزها
فأسال النفس فوق الاسل
ترجم له الزركلي في ( الاعلام ) فقال :

الشيخ محمد بن طاهر السماوي بحاثة كبير وأديب لبيب وفقيه بارع شغل منصب القضاء الشرعي ردحا من الزمن ، ولد ونشأ بالسماوة على الفرات شرقي الكوفة ، وهي غير السماوة القديمة ، وتعلم بالنجف ، اكثر في شبابه من نظم الغزل والاخوانيات وانقطع في كهولته الى المدائح النبوية وما يتصل بها من مدح الحسين السبط والائمة الطاهرين وهو عضو من أعضاء المجمع العلمي العراقي ، صنف كتبا منها ( ابصار العين في انصار الحسين ) انتهى ، الكواكب السماوية ، عنوان الشرف في تاريخ النجف وهو أرجوزة في ٥٠٠ بيتا ، تأريخ الطف أرجوزة في ١٢٥٠ بيتا ، صدى الفؤاد في تاريخ الكاظم والجواد ارجوزة في ١١٢٠ بيتا ، وشائح السراء في تاريخ سامراء ارجوزة في ٧٠٠ بيتا وهذه الاربعة طبعت في كتاب واحد ، ظرافة الاحلام فيمن نظم شعرا في المنام ، بلوغ الامة في تأريخ النبي والائمة ارجوزة في ١٢٠ بيتا ، رياض الازهار فيما نظمه في النبي وآله الاطهار ، الترصيف في التصريف ، مناهج الوصول الى علم الاصول ، فرائد الاسلاك في الافلاك ، الطليعة من شعراء الشيعة وغير هذه كثير

٢١
فقد كتب عشرات الكتب وكان شديد الشغف بالاستنساخ والتأليف كنت اسأله واستفيد منه ودخلت عليه مرة فرأيته يكتب تفسير القرآن استنساخا فقال لي اني كتبت وجمعت من الدواوين لشعراء لم يجمع شعرهم مما يربو على الخمسين شاعرا ، أما من التفاسير فهذا التفسير السادس الذي اكتبه بخطي ، واذكر ان التاجر السيد حسن زيني قال لي مرة : يوجد ديوان جدنا السيد محمد زيني في مكتبة الشيخ السماوي ولعلك تستطيع شراءه لي ، ولما أبديت ذلك للشيخ قال لي هاك الديوان فاسرته أولى به ولما سألته عن الثمن ، قال : خذ منه ما تجود به يده ، وكانت مكتبة السماوي مضرب المثل وأمنية هواة الكتب واذكر أنه حاول ان تشترى منه وتوقف وقفا محبسا حتى ولو تنازل عن بعض ثمناها وقال : اتمنى ان تقدر هذه المكتبة وأتبرع بثلث قيمتها اذا حصل من يوقفها وقفا خيريا ، واعتقد انه لو كان يملك القوت لاوقفها هو ولكنه كان مملقا ، وبعد وفاته باعها الورثة وتفرقت في عشرات من المكتبات اخص المخطوطات التي تنيف على الالفي مخطوط ، ومن ذكرياتي انه لما أصدر كتبه الثلاثة ( عنوان الشرف ) ظرافة الاحلام ، الكواكب السماوية قرضتها بقطعة شعرية نشرتها جريدة ( الهاتف ) في سنتها الثامنة عدد ٣٠٦ ومنها :

الا هكذا فليك المنتجون
وفي مثل هذا يكون الشغف
وهذا الذي يستحق الثناء
وعنوانه يستحق الشرف
جدير اذا قيل بحاثة
له بالكمال الكمال اعترف
له طرف في أحاديثه
ظرافتها تزدري بالطرف
وان راح يعرب عن نطقه
ويروي نوادره والنتف
لقلت هو البحر لكنه
لئاليه فاقت لئالي الصدف
ومقتطفات له كالهلال
وقل ما الهلال وما المقتطف
يقول الكاتب المعاصر في شعراء الغري : كتب السماوي بخطه أكثر من مأتي كتاب مضافا إلى انه ينتقي الكتب القيمة وطبعاتها القديمة : الصحيحة حتى ارتفعت طبعات بولاق بسبب كثرة طلبه لها وكتب عن مكتبته جرجي زيدان في كتابه ( تاريخ آداب اللغة العربية ) أما مؤخذاتنا عليه رحمه الله فقد كان ينتحي القوافي

٢٢
الصعبة فتعوزه السلاسة كما انه لو اتحفنا بتاريخ النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء نثرا لكان أنفع من نظمه في أرجوزة واليكم قصيدة في مدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد التزم فيها بالحروف المهملة دون المعجمة.

أهواه سمح الوعود أمرد
أعطى مرام الورود أم رد
هلال سعد ودعص رمل
حلاهما عوده المؤود
أطال صدا وحال عهدا
ومل ودا وواصل العد
سطا وعود الاراك رمح
عدله والسهام سدد
أما لاهل الهوى محام
وهل لصرعى الوداد عود
الى أن يقول :

وصائم الوصل لو رآه
راء لصلى على محمد
الاطهر المرسل الموطى
طاها عماد العلى الموطد
ملك سما للسماء لما
أوحى له الله عد واصعد
وهي طويلة نكتفي منها بهذا ، وله من قصيدة في الامام الحسين عليه‌السلام.

كم طلعة لك يلا هلال محرم
قد غيبت وجه السرور بمأتم
ما انت الا القوس في كبد السما
ترمي قلوب المسلمين بأسهم
ذكرتهم يوم الطفوف وما نسوا
لكن تجدد ذكره المتصرم
يوم به زحف الضلال على الهدى
وبه تميز جاحد من مسلم
بعثت بنو حرب كتائب تقتفي
بكتائب وعرمرما بعرمرم
ونحت بها عزم ابن حيدر فاستوى
منها يلف مؤخرا بمقدم
سدت بها صدرالفضا فأزالها
منه بصاعقة الحسام المخذم
وأعاضت الماء الفرات بوردها
فأفاضها بندى يديه وبالدم
كم من خميس جال في أوساطه
فدعاه ملقى لليدين وللفم
قص الجناح له وأنشب قلبه
بمخالب البازي وظفر الضيغم
تتقصف الاصلاب في يوم الوغى
ما ان يقول انا الحسين وينتمي
وتهافت الارواح مثل فراشها
دفعا ببارق سيفه المتضرم
أترى أمية يوم قادت جيشها
ظنته يعطيها يد المستسلم
هيهات ما أنف الابي بضارع
للحادثات من الخطوب الهجم
٢٣
فقضى بحكم حسامه ، أجسادها
لاوابد ، ونفوسها لجهنم
في فتية يتلونه فكأنه
من بينهم قمر يحف بأنجم
ويستمر في نظمه الى رثاء الحسين ومصرعه.

وله قصيدة في علي الاكبر شهيد الطف منها :

يا أشبه الناس بنفس المصطفى
خليقة وخلقا ومنطقا
بمن اذا اشتاقوا النبي أبصروا
وجها له يجلو سناه الغسقا
لله من ظام ولكن سيفه
من الدما راو يمج العلقا
يرشف من ثغر أبيه بضعة
لاتستطيع بالظما أن تنطقا
ثم يعود للقتال جاهدا
يقط كشحا ويقد مفرقا
يستقبل البيض بوجه ويرى
ان الفنا خير له من البقا
حتى هوى على الثرى موزعا
بين المواضي والقنا مفرقا
يستحمل الريح سلاما لاب
بر فينقض عليه صعقا
يا زهرة الدنيا على الدنيا العفا
وزهرة الافق وليت أطبقا
ونبعة ريانة من دوحة
بها النبي والوصي اعتنقا
فمن نحاك بالحسام ضاربا
جسما تغذى بالتقى وما اتقى
وأي سيف حز منك منحرا
جرى به دم الهدى مندفقا
وللشيخ السماوي شعر كثير في الامام الحسين يجده المطالع في كتاب ابصار العين وغيره وتحس بلوعته لفاجعة أهل البيت بأبياته التي صدر بها كتابه بقوله :

فاجعة ان أردت اكتبها
مجملة دكرة لمدكر
جرت دموعي فحال حائلها
ما بين لحظ الجفون والزبر
وقال قلبي بقيا علي فلا
والله ما قد طبعت من حجر
بكت لها الأرض والسماء وما
بينهما في مدامع حمر
وقوله مخمسا بيتا واحدا من قصيدة الشيخ كاظم الازري السالفة الذكر :

٢٤
ان يقتلوك على شاطي الفرات ظما
فقد تزلزل كرسي السما عظما
وقد بكتك دما حتى العدى ندما
أي المحاجر لا تبكي عليك دما
أبكيت والله حتى محجر الحجر

وله في رثاء الحسين عليه‌السلام قصيدة ، مطلعها :

أدموع عين أم مخيله
هطلت على تلك الخميلة (١)
واخرى في أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين (ع) أولها :

بكرت تصب اللوم مزنه
لما رأت قلبي وحزنه
وثالثة في ( عيد الغدير ) أولها :

أضئ يا أيها البرق التماعا
لعلي ان أرى تلك الرباعا
وقال في رثاء الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام :

تذكر بالرمل جلاسه
فهاج التذكر وسواسه
وأفرده الوجد حتى انثنى
يعاقر من حزن كاسه
فصار اذا رمقته العيون
يطأطئ من ذلة راسه
وليل دجوجي برد الصبا
تولت همومي الباسه
أقام فخيم في أعيني
وسد بقلبي أمراسه
تململت فيه أناجي الجوى
وأدرس يا ربع أدراسه
أيا وحشة ما وعاها امرئ
وآنس في الدهر ايناسه
تمثل ليلة غال الشقي
بها علم القسط قسطاسه
وأرصده في ظلام الدجى
بحيث العدى آمنت باسه
أتاه وقد اشغلته الصلاة
وأهدأت النفس أنفاسه
على حين قد عرجت روحه
ولم تودع الجسم حراسه
فلو أنه داس ذاك العرين
بحيث يرى الليث من داسه
لفر الى الموت من نظرة
وألقى الحسام وأتراسه
ولكنه جاءه ساجدا
وقد وهب الله احساسه
__________________

١ ـ المخيلة جمعها مخائل : السحب المنذرة بالمطر.

٢٥
فقوى عزيمته واجترى
فشق بصارمه راسه
وهد من الدين أركانه
وجذ من العدل أغراسه
وغيض للعلم تياره
وأطفأ للحق نبراسه
فيا طالب العلم خب فالكتاب
قد مزق الكفر قرطاسه
ويا وافد العرف عد بالسحاب
غب وغيب رجاسه
ويا رخم الطير سد فالعقاب
قد مهد الموت أرماسه
فمن للعلوم يرى فكره
ومن للحروب يرى باسه
ومن لليتيم ومن للعديم
يبدل عن ذاوذا ياسه
قضى المرتضى بعدما قد قضى
ذمام القضا بالذي ساسه
قضى حيدر العلم فالعالمون
أضاعوا الصواب بمن قاسه
أعني على النوح يا صاحبي
فقد جاوز الحزن مقياسه
ألسنا فقدنا امام المهدي
وبدر الفخار ومقياسه
أتبكي الاوزة في وجهه
واصبر ان فلقوا رأسه
وقال في مدح الحسين الشهيد :

أدهق ساقي الهوى له قدحه
فشب زند الجوى بما قدحه
بات يجن الهوى ويستره
لكن صوت البكاء قد فضحه
ترثي له الناس رقة وهم
لم ينظروا قلبه ولا قرحه
ثل الجوى عزمه بحب رشا
لو مر عذب الصبابه جرحه
جؤذر رمل ومهر سابقة
ألا ترى جيده ومتشحه
حاز من الزبرقان لمحته
وباع من مشتري السما ملحه
خطا قناة وما خطى كبدي
ومال صفحا سيفا وما صفحه
دعاه قلبي للحزن لازمه
فلم يزل همه ولا ترحه
ذاك لان الفؤاد هام به
ولم يطع فيه قول من نصحه
رق لمن لم يرق سواك له
وارث لمن لا تزال مقترحه
زايلت وصفيك ثم عدت الى
( الحسين ) أجلو من وصفه مدحه
سبط النبي الهادي وبهجته
وثقله الاكبر الذي طرحه
شاد عماد الهدى وأطلعه
بدرا يوازي بدر السما وضحه
صرف في دين جده فكرا
له وأوحى الى الهدى لمحه
٢٦
ضاقت يد المسلمين عن رجل
يقيم للمسلمين منفسحه
طلاب حق ركاب مخطرة
حيي وجه بالسيف منه قحه
ظلوا حيارى به فلم يجدوا
سواه يعطي الاسلام ما اقترحه
عاذ به خائفا فآمنه
ومستميحا فبثه منحه
غدا يشيد الهدى ويرفع ما
كان أبوه النبي قد فتحه
فكم دريس أعاد رونقه
وكم مشوب قد رده صرحه
قاتل عنه بصاحب خذم
لو صادم الطود حده نفحه
كهم بيض الظبى بموقفه
الحرج وأنسى عن قوسه قزحه
لما انثنى في الكفاح مبتسما
كأن في حومة الوغا فرحه
ماز الهدى وانجلت حقائقه
و عدن سبل الاسلام متضحه
نال المنى في وقوفه ومضى
لله ذبحا فويح من ذبحه
ورد ضوء الكتاب منتشرا
يجلو على مسمع الهدى فصحه
هدى به الله من أضل هدى
ومن للإسلام صدره شرحه
يقصر وصفه الطويل ثنا
فقل بمثن يقيم منسرحه
٢٧

شاهد أيضاً

الجاهل القاصر والجاهل المقصر

الجاهل القاصر والجاهل المقصر الجاهل القاصر: هو الذي يعتقد جازما أن هذا الفعل الذي يفعله ...