الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / قصص و خواطر من اخلاقيات علماء الدين

قصص و خواطر من اخلاقيات علماء الدين

شكرا لكم مولانا على التثبيت

إذا اغتبت أحدا فتطهر
قال أحد كبار العلماء : لما كنت في شبابي طالبا في مدرسة علمية تعرض بعض الاشخاص لغيبة آية الله العظمى السيد حجت رحمه الله المجلس الذي ضمني معهم فاستمعت للغيبة انجرارا مع الجو الذي كان يحكم ذلك المجلس هذا مع أن السيد كان أستاذي لأني درست عنده فترة وحصلت منه على جائزة في مسابقة علمية أجراها لنا مع طلبة آخرين فغدوت أعاتب نفسي
لماذا سيطر علي جو ذلك المجلس؟ فاغتبت السيد

صرت بعد ذلك أبحث عن فرصة مناسبة لألتقي به واسترضيه عني حتى جاءت الفرصة في صيف كان السيد قادما إلى زيارة مرقد السيد عبدالعظيم الحسني (في طهران )فذهبت إلى البيت الذي يقيم فيه وكان الوقت عصرا

فلما فتحوا الباب
قلت : أخبروا السيد حجت فلانا عند الباب

كان السيد في غرفته فأذن لي بالدخول أتذكر عندما دخلت عليه رأيته واضعا قلنسوه على رأسه متكئا على مسند وكان يبدو عليه أثر المرض والتعب لشيخوخته
قلت له :سيدي جئت لأقول لك شيئا!
قال : ماهو ذلك الشيىء؟

قلت :اني اغتبتك بعض الشيىء ولكني استمعت إليها من الآخرين أكثر والآن أنا نادم على ذلك بشدة ولأني قررت أن لا أستغيبك مرة أخرى ولا أستمع للغيبة أيضا جئت إليك تعفو عني
قال السيد حجت وبكل طيبة وعظمة :إن الغيبة لأمثالنا على نوعين :
تارة تكون الغيبة استهزاء بالإسلام وتوجيه إهانة للدين وتارة تكون الغيبة موجهة لشخصي أنا
يقول هذاالعالم : حيث أني عرفت ماذا يقصد السيد حجت
أجبته :أني ما أهنت الإسلام وإنما اغتبتك أنت شخصيا
فقال السيد: إذن عفوت عنك

ويضيف هذا العالم الذي نقل قصته في محاضرته حول التوبة وحقوق الناس : إن الإنسان إذا أراد أن يتوب يلزمه إعطاء حقوق الناس التي عليه فإذا اغتاب أحدا أو اتهمه مثلا وجب عليه أن يسترضيه وإذا كان طرفه ميتا وجب عليه ان يستغفر الله له على اغتيابه ويطلب المغفرة لأولئك ويحسن بالخيرات لهم حتى يجلب رضاهم

وأخيرا هل تعلم من هو هذا العالم الذي غلب عليه هواه يوم كان شابا وهو في بداية اشتغاله بدراسة العلوم الدينية ؟
هو العلامة الشهيد آية الله المطهري رحمه الله ولم يصل إلى الدرجة التي وصل إليها في حياته إلا بعد أن مارس الجهاد الأكبر لترويض نفسه
هكذا يطهر الهادفون في حياة نفوسهم من أدران الخطيئات حقا إنها عملية تربوية شجاعة ولذا فإنها ستعقب خيرا وعظمة

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...