الرئيسية / من / الشعر والادب / أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام

الشيخ محمد حسين المظفر

المتوفى ١٣٧١

أنجد حادي العيس أم أتهما
أم أمّ نجد الغور ام يمما
سار وأبقاني أسير الضنى
مرتهنا ارعى نجوم السما
لم يبق لي الف ولا مألف
الاحمامات به حوما
قد شفها وجدي فناحت لما
قاسيته من ألم ألما
وأشعث ثاو به لا يرى
الا الاثافي حوله جثما
حتى اذا ما الركب زمت به
كوم ترامت بالفلا أسهما
من نار احشائي جرت أدمعي
فاجتمع الضدان نار وما
لا النار تطفيها دموعي ولا
دمعي بنيران الحشى أضرما
من ناشد لي يوم ترحالهم
قلبا بنيران الاسى مضرما
أودى به فرط الجوى فاغتدى
في كل لحن يندب الارسما
أخنى عليها الدهر من بعدما
كانت لمن وافى حماها حمى
لما انجلى عنها حسين وبالطف
على رغم العدى خيما
حفته من فتيانه عصبة
كل له الموت الزؤام انتمى
تخاله بدر على طالعه
في أفق المجد وهم أنجما
ما بين عباس اذا قطبت
رعبا مصاليت الوغى بسما
والقاسم القاسم حق العلى
بالسيف لما بالمعالي سما
وذا هلال طالعا في سما
الهيجاء ان بدر السما أظلما
حتى يقول فيها :

٣٦
يا راكبا يطوي أديم الفلا
في جسرة للسير لن تسأما
شملالة حرف أمون اذا
مرت تخال الريح قد نسما
عرج على مثوى الامام الذي
في سيفه ركن الهدى قوما
والثم ثرى اعتابه قائلا
قم ياحمى اللاجي وحامي الحمى
هذي بنو حرب الى حربكم
قادت جموعا جمعت من عمى
ثارت لاخذ الثأر لما رأت
من يوم بدر يومها مظلما
ظنت أبي الضيم مذ أحدقت
فيه جنود الشرك مستسلما
ضاقت عليها الارض في رحبها
لما رأته مشهرا معلما
ان كر فر الجيش من بأسه
كالحمر لما أبصرت ضيغما
لم يبق في الكوفة بيت ولا
في غيرها الا ترى مأتما
ما هز في يوم الوغى رمحه
الا لارماح العدى حطما
أو سل فيه سيفه لا ترى
سيفا لهم الا وقد كهما
اما ومشحوذ الغرار الذي
في حده حتف العدى ترجما
لولا القضا ما كان ريحانة
المختار يوم الطف يقضي ظمى
وآله الغر وأصحابه الامجاد
صرعى حوله جثما
وحائرات لم تجد ملجأ
تأوي اليه بعد فقد الحمى
ترى خباها أحرقته العدى
وثقلها صار لهم مغنما
الشيخ محمد حسين ابن الشيخ يونس ابن الشيخ أحمد ولد في قرية الشرش ـ قرية تابعة لقضاء الغورنة تبعد عنها ما يقرب من ٣ كيلومترات ، وكان ميلاده سنة ١٢٩٣ ه‍. نشأ ذواقة للعلم والأدب واخذ عن أبيه مقدمات العلوم وهاجر إلى النجف فدرس الفقه وحضر درس الملا كاظم الخراساني والسيد محمد كاظم اليزدي والشيخ ملا رضا الهمداني صاحب مصباح الفقيه ولما أتم دروسه رجع الى القورنة فكان فيها امام المحراب والخطيب المصقع والمدرس الخبير وأخذ يغذي الناس سيما المتفين حوله مباديء العلوم من نحو وصرف وأدب وفقه حتى نشأ جملة من المهذبين وهواة الكمال وكانت رسائله ترد النجف وفيها القطعة الشعرية والمقالة الادبية والتأريخ المعجب وقد امتاز بنظم التاريخ للحوادث التي يعاصرها ومنها تاريخه العشري يوم تأسست جمعية منتدى النشر بالنجف ومن نوادره قوله في قاض للمحكمة الشرعية السنية اسمه علي جاء الى قضاء القورنة ، قال يؤرخ عام تعيينه فيها.

٣٧
قل للذي رام القضا
من آخر وأول
من حنفي وشافعي
ومالكي وحنبلي
كفوا فقد تواترت
اخبار خير مرسل
بالصدق تنبي ارخوا
يا قوم اقضاكم علي
وأهدى له كتاب الكامل للمبرد فأخذ يقرأ فيه ورأى أنه عند ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلي عليه الصلاة المبتورة ، يذكره ولم يذكر آله فقال :

ان كتابا لم يكن يبتدى
فيه بذكر الآل بعد النبي
ولم يكن يختم في ذكرهم
فليس ب‍ ( الكامل ) في مذهبي
ومن شعره في أهل البيت سلام الله عليهم قوله :

آل النبي فما للناس شأوهم
ولا يضاههيم بالفضل كل نبي
وله في الامام الحسين عدة قصائد عامرة منها قوله في مطلع القصيدة

أماط الدجى عن صبح طلعته الغرا
فنادى منادي الحي حي على المسرى
نووا ظعنا والقلب بين رحالهم
يناديهم مهلا قفا نبك من ذكرى
والقصيدة ذكرها المعاصر الخاقاني في شعراء الغري.

وكان جميل الشكل حسن الهندام لطيف البزة سريع الجواب حاضر النكتة توفي في قضاء القورنة في شهر صفر سنة ١٣٧١ ونقل جثمانه الى النجف الاشرف. وله آثار علمية منها كتاب في الفقه ، وآخر في فاطمة الزهراء وديوان شعر وقام بمقامه ولده فضيلة الشيخ يونس بعدما درس في النجف ونضجت مواهبه.

وترجم له الخاقاني في شعراء الغري فذكر له جملة من المراسلات الأدبية والنتف الشعرية.

قال : ومن شعره قوله يؤرخ عام ذهابه لحج بيت الله الحرام عام ١٣٣٧ ه‍.

٣٨
تسير بنا السلامة حيث سرنا
وأمن الله ممدود الرواق
فطورا في بواخر سابحات
وطورا فوق اكوار النياق
وجاوزنا تخب بنا المطايا
لطيبة باشتياق واحتراق
فزرنا المصطفى وبنيه حتى
سقينا الارض بالدمع المراق
وأقبلنا جميعا في سرور
نسير من الحجاز الى العراق
رجعنا بالمسرة قم فأرخ
لقد ذهب العنا والاجر باق
وارخ وفاة سيدة من الفضليات من آل القزويني وذلك عام ١٣٣٦.

يا ابن الاطائب لا تكن جزعا
لكريمة بضريحها استترت
البنت ان ماتت جرى مثلا
تاريخها هي عورة سترت
ولا يفوتنا ان نذكر أنه ابتلي في أواخر ايامه بمرض أقعده خمسة عشر عاما حتى وافاه الاجل. ترجم له الشيخ الطهراني في نقباء البشر وقال : رأيت له كتاب ( حلية المرتلين ) في التجويد ورسالة ( التجويد ) للسيد محمد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة فرغ من كتابتهما عام ١٣١٠ ومن حسن خطه في التأريخ يظهر أنه يومئذ من أبناء العشرين تقريبا.

٣٩

شاهد أيضاً

السيد رئيسي افتتح معرض القدرات التصديرية: قوة الإنتاج لا تقلّ عن القوة العسكرية

لفت رئیس الجمهوریة الإسلامية في إيران السید إبراهیم رئیسي إلى أنّ الحظر شكل من أشكال ...