الرئيسية / *الأمام الخامنئي / قائد الثورة: الدفاع المقدس مرحلة بارزة ومهمة في تاريخ الثورة

قائد الثورة: الدفاع المقدس مرحلة بارزة ومهمة في تاريخ الثورة

 

قائد الثورة: الدفاع المقدس مرحلة بارزة ومهمة في تاريخ الثورة

جاء ذلك في كلمة سماحة قائد الثورة خلال استقباله صباح يوم الاربعاء ، في حسينية “الامام الخميني (رض)” ، حشدا من طلائع واسر الشهداء والفنانين والكتاب ورواد وناشطي الدفاع المقدس (في مواجهة الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترة من 1980 الى 1988) والمقاومة.

وقال سماحته خلال اللقاء: اننا لم نتمكن لغاية الان من معرفة تفاصيل لوحة الدفاع المقدس العظيمة والزاخرة بالنقوش والالوان ومن ثم التعريف بها.

واضاف: عن ماذا دافعنا في الدفاع المقدس؟ علينا أن ندرك هذه اللحظة والحدث المهم ونقدمها للأجيال القادمة.

وتابع قائد الثورة: إنني على يقين بانه لو عرفت أجيالنا المتعاقبة الجوانب المهمة والهادفة للدفاع المقدس وعلمت كيف تمكن الشعب الإيراني من الوصول إلى منصة النصر والوقوف هناك بقوة في هذا الحدث المهم، ستكون هناك دروس عظيمة مستلهمة من هذه المعرفة.

وذكر آية الله الخامنئي أنه في الدفاع المقدس جرى الدفاع عن الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية التي هي نتاج الثورة الإسلامية وعن وحدة أراضي البلاد، وقال: لقد هاجم الجانب الآخر هذه الامور الثلاثة. بالطبع، الجبهة الأساسية للعدو، لم يكن هدفها مسألة استهداف وحدة الأراضي، بل كان هدفها الثورة. لقد أرادوا قمع هذه الثورة الفريدة والعظيمة والمهمة التي حدثت في إيران بفضل تضحيات الشعب.

واضاف: هنالك فرق كبير بان تحدث حرب لتغيير الحدود بين دولتين أو حرب لتدمير ما يشكل هوية الشعب.

وقال قائد الثورة: إن معظم الحروب هي حروب حدودية ومن أجل الاستيلاء على الأراضي، لكن الحرب تختلف حينما تريد استهداف هوية الشعب، ووجود الوطن، وإنجازات تضحيات الشعب، وهذا الحدث مختلف عن تلك الأحداث، فالمسألة لم تكن مجرد تغيير الحدود الجغرافية، مع أن ذلك كان مهما أيضا، لكن أهمية هذا الامر لا يمكن مقارنتها بتلك.

وشدد آية الله الخامنئي على التفكير والتدبر في نتائج الدفاع المقدس وإنجازاته وأسبابه وقال: ما هي نتائج وإنجازات الدفاع المقدس؟ يجب أن نفكر وندرس عن ماذا جرى الدفاع؟ ضد من جرى الدفاع؟، وثالثاً على يد من جرى الدفاع؟، ورابعاً، ماذا كانت نتيجة هذا الدفاع؟.

وذكر أن الجمهورية الإسلامية تعني الديمقراطية الدينية، وقضية العدو هي وجود الجمهورية الإسلامية، هذه هي القضية الأساسية واضاف: القضية في حرب العراق ضد إيران لم تكن فقط تغيير الحدود والجغرافيا. لقد استهدفوا هوية الشعب.

واكد قائد الثورة انه ينبغي معرفة عظمة حادث الدفاع المقدس وقال: لقد تم إنجاز الكثير، ولكن أعتقد أنه لا يزال هناك مجال كبير للعمل. لم نتمكن حتى الآن من معرفة تفاصيل هذه اللوحة العظيمة والزاخرة بالنقوش والالوان، ومن ثم التعريف بها.

وأضاف آية الله الخامنئي: عظمة هذا الحادث يمكن رؤيتها من عدة زوايا، إحداها عن ماذا كنا ندافع؟ ومن زاوية اخرى، ضد من كان هذا الدفاع، ومن الذي هاجم ليصبح من الضروري الدفاع ضده؟ الزاوية الثالثة من قام بهذا الدفاع؟ والزاوية الرابعة ما هي نتائج وإنجازات هذا الدفاع؟ وماذا كانت نتيجة هذا الدفاع؟.

وقال سماحته: كان المحرض الرئيسي هو أميركا ووضع الفرنسيون المعدات العسكرية الأكثر تقدما تحت تصرف العراق كما ان الكتلة الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق زودوا العراق بكل الامكانيات البرية والجوية التي يحتاجها.

وقال آية الله الخامنئي: لم يساعدنا احد في الحرب (المفروضة)، حتى التسهيلات والأسلحة التي أردنا دفع ثمنها وشراءها لم يتم توفيرها إلا نادرا وفي حالات جزئية.

وأضاف قائد الثورة: إن الدفاع المقدس كان ساحة الحضور الجماهيري للشعب. وكانت مصادر القوة هي المساجد والجوامع والجامعات والمدارس والثكنات.

وشدد آية الله الخامنئي على ضرورة انجاز الأعمال الفنية لتعزيز قيم الدفاع المقدس وقال: من كان المهاجمون في مرحلة الدفاع المقدس؟ إذا نظرنا إلى الدفاع المقدس من هذه الزاوية، تتضح عظمة الدفاع المقدس وأهميته.

ومضى يقول: اجتمعت كل القوى البارزة في العالم يومها في جبهة واحدة وشاركت في هذا الهجوم على الجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية. أميركا بطريقة ما والدول الأوروبية المختلفة كل واحدة بطريقة ما، والكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي بطريقة اخرى.

وتابع قائد الثورة: لقد قيل إن الأميركيين كانوا المحرضين الرئيسيين لهجوم صدام على إيران. ومن ثم، خلال الحرب، قدموا المساعدة الأهم، وهي المساعدة الاستخباراتية. اذ كانوا يرصدون بخرائط جوية مواقع قواتنا بشكل مستمر ومتلاحق ويزودون صدام بها فضلا عن الاساليب التكتيكية.

وذكر آية الله الخامنئي أن الأوروبيين والفرنسيين زودوا صدام بأحدث المعدات الجوية والمقاتلات والمروحيات، وقال: أن الألمان وفروا التسهيلات لانتاج الأسلحة الكيميائية التي تسببت في الكثير من الكوارث في إيران وفي العراق نفسه، حتى في حلبجة. لقد زودت الكتلة الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق ودول أوروبا الشرقية صدام بكل التسهيلات البرية والجوية التي أرادها وأعطوه كل ما يحتاجه. كانت الصواريخ باهظة الثمن، لذا جهزوا مدفعيته بطريقة تمكنه من ضرب طهران، دون إنفاق الكثير.

واضاف: الدول العربية في منطقتنا زودته بمبالغ لا حصر لها من المال. لقد قدموا المال وطرق النقل. كان الجزء الجنوبي من الخليج الفارسي مكانًا دائمًا لحركة الشاحنات والآلات الثقيلة التي تأخذ الأدوات وتنقلها إلى العراق. أعني أن الجميع ساعدوه، الجميع! المهاجمون كانوا هؤلاء.

وأكد آية الله الخامنئي: ان الدفاع المقدس وسع حدود المقاومة. نحن لم نسع إلى توسيع الحدود الجغرافية. عنوان المقاومة طرحه الدفاع المقدس في العالم وتقدم به الى الامام.

واعتبر القوات المسلحة بانها من الأساسيات الحتمية لكل مجتمع، وقال: القوات المسلحة هي موفرة للأمن، لذا فان من الامور التي يعول عليها العدو المساس بقيم القوات المسلحة.

*الجمهورية الاسلامية كانت وحيدة في الحرب

وأشار قائد الثورة إلى ان الجمهورية الإسلامية والشعب الايراني كانا وحيدين في المعركة ضد “جبهة الاستكبار وصدام ودول المنطقة العربية” وقال: وقف الشعب على منصة النصر في مثل هذه الحرب غير المتكافئة وأظهر عظمته ومجده.

وفي تبيينه للزاوية الثالثة من عظمة الدفاع المقدس، اشار سماحته الى حضور جميع شرائح الشعب في تلك الملحمة الفريدة وقال: إن ظاهر هذه القضية هو أن القوات المسلحة الإيرانية، كما في كل مكان في العالم، ومن بينها الحرس الثوري والجيش والتعبئة، هم من يصدون الغزو، لكن جوهر ذلك الدفاع كان مختلفاً تماماً عن الحروب الأخرى.

*قيادة الامام 

وعدّ قيادة الإمام لمجموعة الدفاع المقدس بشخصيته المعنوية وعلمه وفكره ونضجه وصفائه الروحي من بين هذه الاختلافات وقال: ان تأثير الكلمات الناشئة عن روحانية الإمام وأنفاسه الدافئة في أوقات مختلفة بما في ذلك إنقاذ مدينة بانة (بمحافظة كردستان غرب ايران من يد الزمر الارهابية) وكسر الحصار عن مدينة آبادان (بمحافظة خوزستان جنوب ايران) كان له تأثير هائل على الجبهات.

واعتبر قائد الثورة اللون الديني للمدافعين هو الفارق بين الدفاع المقدس وغيره من الحروب وقال: التوجه لله والقيم المعنوية في الجبهات ودعم الشعب العام للمجاهدين وصمود أمهات وآباء وزوجات الشهداء حولت الدفاع المقدس والخطوط الأمامية إلى محراب للعبادة.

*مشاركة مختلف الطبقات الاجتماعية

كما اعتبر مشاركة كافة الطبقات الاجتماعية وتحويل المساجد والجوامع والجامعات والمدارس إلى أماكن للنهوض وإرسال القوات إلى الجبهة من المظاهر الأخرى للجانب الديني للدفاع المقدس وأضاف: يمكن إنتاج مئات الأعمال الفنية الجذابة في هذه المجالات.

وفي الجزء الرابع من وصف عظمة الدفاع المقدس تحدث قائد الثورة عن الإنجازات الفريدة والكثيرة التي حققها الشعب والوطن.

*الحفاظ على وحدة اراضي البلاد

واعتبر الحفاظ على وحدة الأراضي وعدم فصل ولو جزء واحد من أرض إيران العزيزة أحد هذه الإنجازات وقال: ان ابراز الطاقات العظيمة للشعب يعد من الانجازات المهمة جدا للدفاع المقدس، وفي الواقع فان الشعب اكتشف عظمته وقدرته في مرآة الدفاع المقدس وايقن بها، لأن كل الأعداء تآمروا عليه لمدة ثماني سنوات، لكنهم لم يستطيعوا ان يرتكبوا اي حماقة.

واعتبر ازدهار مواهب آلاف الشباب من الحقائق المثيرة الأخرى في الدفاع المقدس وقال: بالاعتماد على هذه القضايا نؤكد بكل ثقة أن شباب البلاد قادرون على حل كافة المشاكل.

*تحصين البلاد

وكان تحصين إيران إحدى النتائج الأخرى لسنوات الحرب المفروضة الثماني، التي أشار إليها قائد الثورة وقال: لقد تم تحصين البلاد من الهجمات المحتملة إلى حد كبير بفضل الدفاع البطولي الشامل. وكما رأينا، فقد قالوا (الاعداء) مرات عديدة إن الخيار العسكري مطروح على الطاولة، لكن هذا الخيار لم يتحرك عن الطاولة لأنهم عرفوا الشعب الايراني في الحرب وكانوا يعلمون أنهم قد يكونوا مبادرين إلى التحرك، لكن شعبنا هو من سينهي هذا التحرك.

وأشار إلى بروز الطاقات الواسعة والذكاء والمبادرة والابتكار والقدرة على التغلب على متغطرسي العالم خلال سنوات الحرب الثماني وأضاف: عندما تتجلى هذه القدرات الوطنية فإنها تزيد الأمل والحيوية لتحقيق النصر والتقدم في المجالات الأخرى.

*توسيع الحدود الفكرية والمعرفية

وكان توسيع حدود إيران غير الجغرافية، بما فيها الحدود الفكرية والمعرفية، إنجازاً آخر اشار اليه آية الله الخامنئي وقال: نتيجة لهذا النجاح المهم جداً، تشكل وتبلور المفهوم العالمي للمقاومة في فلسطين وسوريا والعراق وغيرها من المناطق، واصبحت أعمال الشعب الايراني نموذجا للشعوب الأخرى في مختلف مناطق آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.

ووصف قائد الثورة ظهور وترسيخ ثقافة الثقة بالنفس بأنه معجزة الدفاع المقدس وقال: إن متغطرسي العالم يطمعون في منطقتنا المهمة لأسباب مختلفة، ولهذا السبب فان الحضور المعنوي لجمهورية إيران الاسلامية وصعود ثقافة المقاومة، قد جعل أميركا والبعض الاخر يطلقون الصراخ لأن مقاومة الشعوب منعت تحقيق مصالحهم النفعية.

ووصف آية الله الخامنئي نمو وقوة فكرة المقاومة داخل البلاد بأنه نتيجة سنوات الدفاع المقدس وقال: في الثلاثين سنة التي تلت الحرب، شهدنا هجمات وفتن مختلفة، وكلها باءت بالفشل بسبب مأسسة ثقافة المقاومة في الشعب.

وفي تلخيص حديثه عن أبعاد عظمة الدفاع المقدس قال قائد الثورة: إن الدفاع المقدس له الحق في الحياة في بلادنا، لكن البعض يسيئون إليه ويشككون في عظمته بالتحريف أو الأكاذيب الصريحة، لذا يتوجب تبيين وتقديم حقائق الدفاع المقدس الصانعة للتاريخ.

واعتبر أن الإمكانات والعناصر البشرية تشكل أرضية مناسبة لزيادة الأعمال الفنية الجذابة، بما في ذلك الأفلام والكتب والروايات الجيدة حول الدفاع المقدس، وقال: يجب أن نكون حريصين على عدم إغفال الهدف في مثل هذه الأعمال.

*القوات المسلحة من الاركان الاساسية للمجتمع

وخصص سماحته الجزء الأخير من كلمته للحديث عن بعض النقاط المتعلقة بالقوات المسلحة، حيث اعتبر القوات المسلحة من الاركان الأساسية لكل مجتمع وقال: من النقاط التي يستهدفها العدو الإضرار بقيمة القوات المسلحة وشرفها وكرامتها.

وأشار آية الله الخامنئي إلى ضرورة تكريم القوات المسلحة، وأضاف: أمن المجتمع والوطن هو كل شيء، وإذا لم يكن كذلك فلا اقتصاد ولا طمانينة. ولذلك ينبغي الاهتمام بالقوات المسلحة بطرق مختلفة، وتقدير وجودها، واحترام جهودها.

واكد أن منطق القوة في الإسلام، على عكس الغرب، لا يسعى إلى التفوق وإذلال الآخرين، وقال: ان الاقتدار لا يتناقض مع السلوك المشفوع بالعطف وطيب الكلام، وكلما زادت قوتكم وقدرتكم الذاتية والقانونية يجب أن يزداد ايضا تواضعكم تجاه الناس وتوجهكم نحو الله عز وجل.

وفي الختام، ذكّر آية الله الخامنئي بوعد العون الإلهي في حال وجود النية إلالهية في العمل، وقال: طالما أننا نعمل في سبيل الله ولله، سواء فهمنا أم لا، فإن الله سيساعدنا بالتاكيد.

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :
الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

 

شاهد أيضاً

السيد رئيسي افتتح معرض القدرات التصديرية: قوة الإنتاج لا تقلّ عن القوة العسكرية

لفت رئیس الجمهوریة الإسلامية في إيران السید إبراهیم رئیسي إلى أنّ الحظر شكل من أشكال ...