الرئيسية / تقاريـــر / الشيعة وفلسطين – عبد الستار الجابري – الحلقة الثامنة عشر

الشيعة وفلسطين – عبد الستار الجابري – الحلقة الثامنة عشر

الشيعة وفلسطين
عبد الستار الجابري
الحلقة الثامنة عشر– الموقف الشيعي الرسمي من طوفان الاقصى2

ايران وطوفان الاقصى
المتتبع للاحداث والتصريحات والجولات المكوكية للمسؤولين الايرانيين مضافاً الى مسارعة امريكا وبريطانيا الى ارسال حاملات الطائرات الى البحر المتوسط لتربض قبالة سواحل فلسطين المحتلة، وكذا تصريحات حزب الله في لبنان ودخوله الحرب في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، وتحرك الحوثيين الذي تمثل بقصف اسرائيل بالصواريخ والتصدي للسفن الاسرائيلية ثم التي تشحن الحمولات الى اسرائيل وما تقوم به الفصائل المسلحة المنضوية في محور المقاومة في العراق يكتشف بوضوح الدور الايراني في دعم طوفان الاقصى والشعب الفلسطيني، على الصعيدين الاقليمي والدولي.

فمنذ البداية اعلنت القيادة الايرانية ان عملية طوفان الاقصى هي عملية فلسطينية خالصة، وهذه العملية بهذا المستوى من التنظيم والدقة والكفاءة القتالية والدقة الاستخبارية والدقة في التحرك والتنظيم والنقلة النوعية في طريقة القتال سواء في الهجوم او الدفاع كل ذلك كاشف عن الاثر الايراني في هذه العملية النوعية، التي فاجأت العالم واشعرت الغرب بجناحية الامريكي والاوربي بالخطر على مستقبل الهيمنة الغربية على العالم الاسلامي، وان اسرائيل في خطر كبير، فمما لا شك فيه ان الدور الكبير الذي لعبه شهيد الاسلام العظيم الجنرال قاسم سليماني في فتح ابواب الارتباط مع المقاومة الفلسطينية كان له الاثر الكبير في التطور الكبير الذي حصلت عليه قوى المقاومة في فلسطين، فالانتقال من المظاهرات الى الحجارة ثم الصواريخ ثم التحول الى صناعة الصواريخ والانتقال من القتال في محاور محدودة وايام معدودة بعدد محدود من الصواريخ الى التخطيط لهجوم يخترق كل الدفاعات التي استخدم فيها العدو كافة الامكانيات التقنية والبشرية، ثم الحركة المتناسقة بين الهجوم الجوي والبري والبحري بحيث في فترة محدودة تمكنت القوات الفلسطينية المقاومة من قتل واسر عدد لم يسبق للكيان الصهيوني ان خسره في طول ايام حروبه مع العرب، فكل ذلك لم يأت من فراغ بل كان حصيلة مهمة جمعت بين الاصرار والكفاءة والقدرة للمقاومة الفلسطينية والدعم اللامحدود من محور المقاومة في تقديم المساعدة تسليحيا وتقنيا وفنيا واشرافاً وتدريباً.

على مدى ما يزيد عن ستين عاماً من اتكاء الشعب الفلسطيني على العرب لم يحقق الفلسطينيون لانفسهم شيئاً يذكر، بل اصحبت فلسطين من اخر اهتمامات الشعوب العربية فضلا عن شعوب العالم، واصبحت فلسطين قصة منسية، وفي السنوات العشر الاخيرة بعد ان نفضت المقاومة الاسلامية في فلسطين يدها عن العرب ولو بمقدار محدود، وانضمت الى محور المقاومة بجهود شهيد الاسلام العظيم قاسم سليماني عادت قضية فلسطين تدغدغ مشاعر الامة، وبعد طوفان الاقصى عادت فلسطين الى واجهة الحدث الدولي والاقليمي وعادت لتعزف انغامها في ضمير المجتمع العربي والاسلامي.
ان الموقف الايراني الرسمي من معركة طوفان الاقصى يلاحظ في مسارين، الاول الدور الايراني في ايجاد ودعم ساحة مقاومة تتعاطى على ضوء تكتيكات واستراتيجيات مدروسة بحسب مقتضيات الظروف، والثاني في الدعم السياسي الذي قامت به على الصعيدين الاقليمي والدولي.
فعلى صعيد خلق ساحة مقاومة، عملت ايران منذ انتصار الجمهورية الاسلامية على دعم حركات التحرر وتوظيف الطاقات المحلية في البلدان المختلفة للتأثير في الواقع الامني والسياسي بما يخدم مصالح تلك البلدان ومصلحة الامة الاسلامية، فساهمت في انشاء حركة حزب الله في لبنان ودعم القوى الشريفة في لبنان سواء من كان منها من المسلمين ام المسيحيين ام غيرهم، لتوثيق العرى بين ابناء الجبهة الوطنية الذين يجمعهم المصلحة اللبنانية، وتمكنت من تحقيق الكثير في هذا المجال من خلال دعمها المباشر واللامحدود لحزب الله والمساهمة في توفير اجواء ايجابية بين حزب الله وبقية الحركات الوطنية في لبنان، والتي كان لها اثر مهم في دعم الجبهة الداخلية في ايام المواجهات الكبرى بين حزب الله والكيان الصهيوني خاصة في عامي 2000 و2006، وهذا الاثر المهم للدور الايراني في لبنان ظهر بوضوح في طوفان الاقصى، فمسارعة حزب الله الى فتح جبهة محدودة العمل على الحدود شمال فلسطين وتقديم الحزب للشهداء كل يوم واجباره الكيان الصهيوني على اخلاء المستوطنات الى عمق 7كم وارسال قوات النخبة للاستقرار في الحدود بحيث شغلت ثلث القوة العسكرية المهاجمة للجيش الصهيوني في الجبهة الشمالية لانهم لا يعلمون متى يمكن ان يقرر حزب الله القيام بهجوم على مناطق شمال فلسطين المحتلة، وبذلك تمكن حزب الله من تخفيف الضغط عن المقاتلين في غزة والا لتوجهت تلك القوات للقتال في غزة ايضاً، كما جرى في حرب عام 1973 عندما اوقفت مصر من طرفها الحرب ضد الكيان الصهيوني فتوجهت القوة الجوية الصهيونية والقوات المدرعة بكامل طاقتها الى الجبهة السورية فكبدت الجيش السوري خسائر كبيرة لم يكن ليتكبدها لولا الموقف المصري.

وعند باب المندب في نهاية البحر الاحمر كان للدعم الكبير الذي اولته ايران لقوى المقاومة الوطنية التي قادتها حركة انصار الله في اليمن والتي تمكنت ايضاً ببسالة ابنائها من تطوير القدرات العسكرية وتمكنت من كسر هيبة العدوان الذي اجتمعت له قوى الظلام العربية التي استباحت دماء المسلمين في اليمن لتحقيق اغراضها الدنيئة في حروب طويلة كانوا يحاولون فيها كسر معنويات الشعب اليمني المجاهد الذي رفض الظلم والجور والتعسف والتدخل في شؤونه الداخلية، فتمكن اليمنيون من قهر التحالف الاميريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي القطري المصري السوداني الذي خاض حرباً مباشرة ضد انصار الله من خلال الطيران الحربي والقوات البرية التي كانت تسند القوى المرتبطة بدول العدوان، وفي الوقت الذي كان المال الخليجي ولا يزال يعمل على جذب المترزقة ولا يزال لتنفيذ برامجه الهدامة وتنفيذ برامجه السوداء في تفتيت الدول العربية واثارة الحرب الداخلية بين ابناء البلد الواحد كما حصل في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا، لم يجد ذلك المال ولا السلاح طريقه لنصر ابناء غزة، وفي قبالة الموقف العربي المتخاذل حمل اليمانيون المجاهدون ارواحهم على الأكف واخذت صورايخهم ومسيراتهم طريقها لقصف الكيان الصهيوني ولما لم يكن ذلك كافياً شن اليمنيون حرباً اقتصادية ضد الكيان الصهيوني فقاموا باسر البواخر العملاقة التي يملكها الصهاينة اثناء ابحارها قرب المياه اليمنية ثم وسعوا عملياتهم لتشمل كل سفينة تنقل بضاعة من او الى الكيان الصهيوني، وزادوا بعد ذلك بالتهديد بغلق مضيق باب المندب امام حركة التجارة العالمية ان استمرت جرائم الكيان الصهيوني في غزة، وهذا يعني عرقلة 34% من التجارة العالمية ووقف تدفق النفط والغاز الى اوروبا، مما يكشف عن وعي وادراك عميق للاستفادة من قوى التأثير السياسي والاقتصادي وتوظيفها في المعركة.

واما على الصعيد السياسي فان قائد الثورة الاسلامية السيد علي الحسيني الخامنئي اعلن في خطابات متعددة له ان انحدار الاوضاع في غزة سوف يدفع المجتمعات الاسلامية الى الدخول الى المعركة وليس هناك قوة يمكنها ان تمنع المسلمين من ذلك، وكذلك كانت تصريحات رئيس الجمهورية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي سواء في القمة التي عقدت في جدة او في الامم المتحدة فضلاً عن تضمين كل لقاءاته مع زعماء العالم الحديث عن قضية فلسطين والمأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة نتيجة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، كما ان الجولات المكوكية لوزير الخارجية الايراني سواء في دول محور المقاومة بعد اندلاع معركة طوفان الاقصى في السابع من تشرين اول / اكتوبر لتوحيد المواقف السياسية لبلدان محور المقاومة، او في جولاته الميدانية في دول المنطقة سواء في زيارته لقطر او السعودية وغيرها من بلدان العالم ودعوته في جميع المحافل لدعم الحق الفلسطيني ان كل ذلك كاشف عن الدور المهم الذي تلعبه السياسية الايرانية في دعم القضية الفلسطينية واعتبارها قضية الامة الاسلامية المركزية.

 

إقرأ المزيد ,,

 

مشهد مصور عن حقائق من الميدان في غزة _ طوفان الاقصى

إقرأ المزيد ,,

الإمام الخامنئي: طوفان الأقصى تمكنت من تعطيل السياسات الأميركية في المنطقة

إقرأ المزيد

 لنصرة غزة قاطق المنتجات الاسرائيلية

 فلسطيني رقص على الدبكة خلال الاشتباكات يُذكر بـ “رقصة الحرية” للهنود الحمر

 

.

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

#طوفان_الأقصى
#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב#نتن _ياهو_جزار_غزة

شاهد أيضاً

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ کتاب الشمس الساطعة منهج‌ المرحوم‌ القاضي‌ قدّس‌ ...