هو علاء البوسنة الذي اشتهر اسمه على مسامع وألسن المجاهدين، مقَاتلٌ في كلِّ الجبهات، وخَاضَ أكبر المعارك من لبنان إلى البوسنة إلى العراق وصولًا إلى سورية، متلهفًا للقتال، مُدَرَّعًا بكفنِ محبَّتِهِ الأبديَّة، مغروسًا بمحبَّةِ أرض الطُّفُوف، معانقًا قُبَّةَ العقيلة، خاض معارك الصُّمود، فلم يَعُد إلاَّ بنصرٍ تِلْوَ نَصر، وفتحٍ تِلْوَ فتح، وتنقَّل في كلّ الجبهات إلى أن رُسمت صورته في الجفون حين أذِنَت له السَّمَاء بالعبور إلى المجد الأعظم حين ارتقى شهيدًا.
في الذكرى السنوية الثامنة للشهيد القائد الحاج علي فيّاض “علاء البوسنة” موقع “العهد” الإخباري يروي بعضًا من حكاياته في حديث مع صديق الشهيد، الشيخ علي جواد الذي حدَّثنا عن علاء الفتى الذي آمن بوجوب محاربة المحتل الإسرائيلي وهو لم يبلغ الحلم، فالتحق في ركب المقاومة الإسلامية مجاهدًا مقاتلًا في محور إقليم التفاح، ومحور صدّيقين – كفرا – ياطر وقد نال شرف الالتحام بالعدو ومقاتلته في العديد من اقتحامات المواقع، وأبرزها موقعي الدبشة والبياضة.
وأضاف: “لا شكّ أنّ اقتحام موقع الدبشة حينها كان فتحًا من الفتوحات، لما شكّله ذلك الموقع من تهديدٍ للآمنين في مناطق النبطية وجوارها، وكان اقتحامه صعبًا ومعقّدًا نتيجة تحصينه الشديد ووجوده على رأس جبلٍ، وكانت حامية الموقع من جنود العدوّ الإسرائيلي وليس من العملاء. كما أنّ عملية الاقتحام كان لها الأثر المعنوي الكبير على مجاهدي المقاومة الإسلامية وجمهورها. وقد أخبرني علاء كيف أنّ دبابة الميركافا لاحقته في حين كان يتنقّل من صخرةٍ إلى أخرى متحايلًا عليها، هازئًا بها. وحينما سألته إن كان قد شعر بالخوف حينها، نظر إليّ وتبسّم ابتسامة المطمئن بالله، والهازئ بعدوٍ أثبت أمثال علاء أنه أوهن من بيت العنكبوت”.
ولفت الشيخ جواد إلى أنَّ “الحاج علاء كان مؤديًا لتكليفه في الجهاد والمقاومة، فكان جزءًا من مجموعةٍ وقع الاختيار عليها للدفاع عن المسلمين المظلومين في البوسنة، مدرّبًا ومقاتلًا. وقد نقل لي مشاهد من الظلم الكبير الذي لحق بالمسلمين البوسنيين، ومدى ارتفاع المعنويات لديهم لدى التحاق شباب المقاومة الإسلامية بهم، وكيف أنّ ذلك الأثر انعكس عملياتٍ ناجحةً أثمرت نصرًا. وقد أصرّ علاء على المقاتلين المسلمين البوسنيين ألّا يقتربوا من المدنيين، وألّا يتم الانتقام منهم وارتكاب مجازر بحقّهم، وهو ما يتماهى مع قيمه الإسلامية وأخلاقه الرفيعة”.
وكشف أنَّ الحاج علاء كان من أوائل القادة الملتحقين بجبهة سورية والدفاع عن المقام المقدّس للسيدة زينب عليها السلام. وكانت له صولاتٌ وجولاتٌ في الغوطة الشرقية، حيث أخبرني يومًا أنَّه كان يدير عملية ضخمة فيها، وكان كعادته بين صفوف المجاهدين، وأصيب بطلقة في بطنه، فشدّ الدرع عليها وأخفى أمر إصابته وأصرّ على بقائه بينهم. وحينما سألته عن سبب مكابرته، قال إنه خاف أن تتضعضع معنويات الشباب لا سيّما أنّ المعركة كانت مستعرة. كما أنه قصّ لي عن أول صلاة صلاها بعد عملية تحرير محيط السيدة زينب عليها السلام، حيث قال لي: “دخلتُ لأُصلّي وأنا خجلٌ من السيدة زينب (ع)، خائفٌ أن نكون قد تأخرنا في تحرير محيط مقامها”. وحدّثني عن معارك سهل الغاب وإدلب وحلب حيث ارتقى شهيدًا كما أراد”.
ومن الملفت أن يتمّ اختياره على عجل قائدًا للالتحاق بجبهة العراق، في حين أنّ المعارك مستعرة في سورية. وحينما عاد من العراق، سألته عن الوضع فقال مبتسمًا: “ذهبنا إلى آمرلي وجرف الصخر، وجرفنا الدواعش”.
ولم ييأس علاء يومًا أو يملّ من العمل المقاوم. ولم يسهُ ولو للحظة واحدة عن مقارعة هذا العدوّ الغاشم. فمنذ بزوغ فجر التحرير في أيار العام 2000، كان يتنقّل على الحافة بنشاط ويكثر قول “الآن بدأ العمل للمعركة اللاحقة”. وذات يوم، في حين كانت المقاومة تستحدث نقطة عسكرية في منطقة حدب عيتا، قال لي: “طالما أنّ الإسرائيلي في فلسطين، فالمعركة لم تنتهِ معه بعد”.
وبعد التحرير بأيام وبحسب صديق الشهيد، انفجر لغمٌ في منطقة الحمى في عيتا الشعب، على الحدود الفلسطينية، ما أدى إلى إصابة رجلٍ لبناني. وبعد أن عجزت قوات الأمم المتحدة عن سحب الجريح بسبب وقوعه داخل حقل ألغام، تركت المقاومة القرار لعلاء لاتّخاذ الإجراء المناسب. فما كان منه إلّا أن فتح ثغرةً في حقل الألغام في حِرفيّة متناهية، وتمكّن من سحب الجريح في عمليّةٍ محكمةٍ استمرّت لساعاتٍ طوال من المغرب حتّى صلاة الفجر. وأضاف: “أكثر ما لفتني، إلى جانب مهارته ودقّته، هو تواضعه عندما اقتربت عائلة الجريح لتشكره، كيف أنه خبّأ وجهه ورفع بيده ملقيًا السلام وانسحب بهدوء”.
أما صداقتهما، فيروي الشيخ علي لـ “العهد” أنها “بدأت على أثر خضوع الحاج علاء لعملية جراحية تبرّعتُ له فيها بالدم، في العام 1995. وقد رافقته في هذه الفترة في المستشفى، وعندما استفاق من أثر العملية وعلم أنني من تبرّعت له بالدم قال لي: “من هلأ وطالع نحنا إخوة بالدم”، وقد اشتدّت هذه العلاقة على مدى السنوات، حتّى استشهاده، وكانت علاقة قوية حيث كنت على تماسٍ شبه يومي معه”.
واستطرد قائلًا: “أكثر ما كان يلفتني هو كرمه على الفقراء رغم قلة حيلته المادية أحيانًا، بالإضافة إلى تواضعه وحبّه لمجالستهم وزيارتهم والاطمئنان عليهم ومساعدتهم، وكان يصرّ على القول إنّ “المستضعفين يذكّروننا بالله”.
ومن مصاديق عبادته وإخلاصه في العبادة، كيف أنه كان يخفي أمر صيامه عنا رغم مرافقتنا له. كما أنه في أسفارنا المشتركة، لطالما استيقظت ليلًا لأجده يصلي صلاة الليل بخشوعٍ شديد، في حين أنّه لا يذكر أبدًا أنه من أهل صلاة الليل.
وختم صديق الشهيد حديثه: “إنّ علاء مدرسة بالتفاني والشجاعة وصدقة السرّ والوصال مع الله والذوبان به سبحانه وتعالى، دون دعةٍ أو عجب. وهو مثال لقوله تعالى: “أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ””.
إقرأ المزيد ..
الإمام الخامنئي: العالم الإسلامي سيشهد زوال الغدة السرطانية الصهيونية
قائد الثورة: جبهة الاستكبار بلا شك ضد الانتخابات الإيرانية/على الجميع المشاركة في الانتخابات
الإمام الخامنئي: مأساة غزة هي مأساة الإنسانية وتظهر أن النظام العالمي الحالي نظام زائف
معركتنا هي إلحاق أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية بالعدو لنفرض عليه الهزيمة
كل تطورات المنطقة مرهونة بوقف العدوان على غزة.. يهددوننا بألوية “تعبانة” ومرعوبة ومهزومة
السيد الحوثي: سلاح الغواصات دخل المعركة.. سنمنع عبور السفن الأميركية والبريطانية
الشيعة وفلسطين _.._ قراءة في عملية طوفان الاقصى (جميع الحلقات)
دكتور بريطاني بطريقة بسيطة يقتل السرطان في أيامه الأخيرة
قضايا المجتمع والأسرة والزواج على ضوء القرآن الكريم العلامة الطباطبائي
ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي
رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk
رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU
رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah
#طوفان_الأ#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב#نتن _ياهو_جزار_غزة