في ذكرى استشهاد شيخ المقاومة
مواضيع ذات صلة
الأونروا”: استشهاد 171 من موظفينا في العدوان على غزة
الإعلام الحكومي بغزة: 17 شهيدًا في مجزرتين للاحتلال شرق مدينة غزة
طالبت بوقف القتل والتجويع.. مسيراتٌ حاشدةٌ في عواصم عربية تضامنًا مع غزة
الوقت- ولد أحمد إسماعيل ياسين في يونيو 1936 في إحدى قرى جنوب قطاع غزة، وتزامنت ولادته مع الثورة الفلسطينية المسلحة الأولى ضد الاستعمار البريطاني وسياسة الهجرة الصهيونية المفتوحة، توفي والده وهو في الخامسة من عمره، وتولت رعايته والدته سعدة عبد الله الحبيل.
ودمر الجنود الصهاينة قريته عام 1948، أصيب أحمد ياسين في مراهقته بكسر في فقرات رقبته أثناء لعبه مع أقرانه على شاطئ بحر غزة، ما أدى إلى إصابته بالشلل.
ذهب أحمد إلى مصر للدراسة وتأثر بجماعة الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر وقرأ كتب قادتها وتعرف على أفكارهم، وبعد عودته إلى قطاع غزة تفرغ للأنشطة الثقافية وبدأ بالتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين.
جعل المساجد مراكز للدعوة والعمل الاجتماعي، وخصص الدروس للرجال والنساء وكذلك الأطفال، وأنشأ صندوق دعم في المساجد التي يرتادها لدعم المحتاجين، واجتمع حوله الكثير من الشباب تحت تأثير موهبته الخطابية وأسلوبه الوعظي، وأصبح أشهر خطيب في غزة، ووصلت شهرته إلى كل مدن وقرى بريكة.
وأسس الشيخ أحمد الحركة الإسلامية في غزة وارتبط بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، كما أسس الجمعية الإسلامية عام 1976، والتي نشطت في مجال الرياضة وتعليم الفكر الإسلامي للشباب، وكانت أنشطتها من ندوات ومحاضرات دينية ورحلات لاقت استحسان الشباب.
وفي عام 1982، أنشأ أولى وحدات المقاومة العسكرية في قطاع غزة، وبمساعدة مالية من أنصاره، قام بشراء الأسلحة وتدريب الشباب.
اعتقل بتهمة حمل السلاح، لكن بعد عام أطلق سراحه في عملية تبادل أسرى ليعود إلى عمل المحاماة وقيادة المقاومة العسكرية، ومع اندلاع الانتفاضة الأولى قرر الدخول في مرحلة جديدة من المقاومة من خلال العمل المسلح والمظاهرات وإنشاء منظمة جديدة.
تأسيس حركة حماس
توصل أحمد ياسين إلى اتفاق مع مجموعة من الشباب على تشكيل منظمة إسلامية لمقاومة احتلال الكيان الصهيوني والنضال من أجل تحرير فلسطين، وأطلقوا عليها اسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
في الـ 10 من ديسمبر 1987 ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، عقد اجتماع في منزل الشيخ ياسين في قطاع غزة بحضور ستة من أبرز الشخصيات الإسلامية في فلسطين وهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشيخ صلاح شحادة، والدكتور إبراهيم إليزوري، والمهندس عيسى النشار، ومحمد شما، وعبد الفتاح دخان، وتوصلوا إلى أن الانتفاضة فرصة للدخول إلى مرحلة جديدة في المقاومة ضد الاحتلال والعمل المسلح.
وفي الـ 14 من ديسمبر/كانون الأول، صدر البيان الأول لحركة “حماس”، الذي دعت فيه الشعب الفلسطيني إلى مقاومة احتلال الكيان الصهيوني.
الاعتقال والحياة في السجن
ومنذ عام 1970، قامت أجهزة مخابرات الكيان الصهيوني باستدعائه مراراً وتكراراً واعتقلته في عام 1984، وحكم عليه بالسجن 13 عاما، وأطلق سراحه عام 1985 في إطار عملية تبادل أسرى، ولكن اعتقل مرة أخرى، وصدرت لائحة اتهام بحقه وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن المؤبد.
وعرضت كتائب عز الدين القسام تحريره مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي تم أسره في ديسمبر/كانون الأول 1992 ضمن اتفاق تبادل أسرى مع مسؤولي كيان الاحتلال، لكن تل أبيب رفضت هذا العرض.
وجرت عدة محاولات لإطلاق سراحه، حتى تحقق ذلك في أكتوبر 1997 في تبادل بين الأردن و”إسرائيل”، حيث تم إطلاق سراحه مقابل إطلاق سراح اثنين من عملاء الموساد بعد محاولة اغتيال فاشلة لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، وتم إطلاق سراحه.
موقف الشيخ
واعتبر الشيخ أحمد ياسين أن الجهاد والمقاومة هما السبيل الوحيد لتحرير فلسطين من احتلال الكيان الصهيوني وأكد على ضرورة إعداد الأمة وتجهيز الشعب وتوجيه وعيه قبل الجهاد العسكري.
ويرى أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين فقط، بل قضية جميع المسلمين، ولذلك يرى أن حريتها لا يمكن أن تتحقق دون تحقيق نهضة إسلامية شاملة.
ورأى أن اتفاق أوسلو لم ينجح لمصلحة الشعب الفلسطيني، بل بسبب التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية والمحتلين، ما أدى إلى تفكك وحدتهم أمام كل من أراد مقاومته.
ويرى الشيخ ياسين أن حماس هي الأكثر تضررا من هذا التنسيق لأنه يزيد من صعوبة الأمر على المجموعات العسكرية.
إقامة جبرية
وفرضت السلطة الفلسطينية الإقامة الجبرية على أحمد ياسين بسبب معارضته للصلح، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية في عام 1998.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2001، تم وضعه رهن الإقامة الجبرية كجزء من جهد أوسع للحد من أنشطة قادة حماس، ما أدى إلى نشوب قتال بين عدد من الأشخاص الذين تجمعوا حول منزله لكسر قرار الإقامة وإبعاد القوات الأمنية التابعة لهذه الدائرة، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات.
محاولات اغتيال فاشلة
وتعرض أحمد ياسين لعدة محاولات اغتيال فاشلة، كان أولها في شهر رمضان 2002 في مسجد الرحمة بمنطقة الصبرة، والذي استهدفته طائرات الاحتلال المروحية.
أما الحادث الثاني فكان بتاريخ الـ 6 من سبتمبر/أيلول 2003، عندما استهدفته المروحيات الصهيونية أثناء وجوده في مبنى سكني بغزة مع إسماعيل هنية، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة في ذراعه اليمنى ويده اليمنى.
وفي العام نفسه، أدرجت الولايات المتحدة في عهد جورج دبليو بوش اسم الشيخ أحمد ياسين في قائمة الإرهابيين.
التنبؤ بانهيار الكيان الصهيوني
ورأى الشيخ أحمد ياسين أن الأمة الفلسطينية ستستعيد قوتها ولن تسعى قوى المقاومة بعد الآن إلى السلام مع الكيان الصهيوني، بل ستسعى إلى حرب تتحقق فيها حرية فلسطين، وأكد دائما أن الكيان الصهيوني زائل.
وفي حديث تنبأ فيه بتراجع الكيان الصهيوني، قال الشيخ أحمد: الكيان الصهيوني يقوم على القمع واغتصاب أراضي الآخرين، حسب معتقداتنا، مثل هذه الأنظمة غير مستدامة، وأؤكد أن “إسرائيل” لن تكون موجودة في العالم عام 2027.
الشهادة
وأخيراً استشهد الشيخ أحمد ياسين في الـ22 من مارس 2004 أثناء خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الصبح، تمت عملية الاغتيال بإشراف أرييل شارون، رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك.
وبينما كان الشيخ أحمد ياسين جالسا على كرسي متحرك، أطلقت مروحية الأباتشي التابعة للكيان الصهيوني ثلاثة صواريخ عليه فاستشهد عن عمر يناهز 68 عاما.