الرئيسية / من / طرائف الحكم / الثورة الإسلامية والغزو الثقافي

الثورة الإسلامية والغزو الثقافي

 

28-حديث قائد الثورة في مراسم الذكرى السنوية الأولى لوفاة الإمام الخميني، 14/3/1369.

 

الحضارة البشرية شاهدة اليوم على تجربة بلد يقوم على أساس ولاية الفقيه، أي يخضع لحاكمية الدين والتقوى ويدار بواسطتهما. وهذا اختيار مهم ومصيري للبشرية التي جرَّبت أنواع النظم، ولم تجد غايتها في علاج معضلاتها الأساسية، في أي منها.

 

علينا جميعاً أن نعرف بأنَّ هذا النظام المقدّس إذا استطاع أن يوفر الاستقرار الجسمي والروحي للإنسانية، ويجتث الفقر والجهل والتمييز، ويستأصل حالة غياب الإيمان والعدالة ثم ينهض في الساحة العالمية لمواجهة معضلات البشرية المزمنة، يكون قد قدّم للتاريخ الإنساني أعظم خدمة، وفتح أمام البشرية سبيلاً جديداً.

 

والنهوض بمثل هذه المهمة يتطلب أن يتوانى أحد من المسؤولين لحظة عن جهاده وثباته، بدءاً من القائد وكبار المسؤولين وانتهاءً بالبقية، كلٌّ بحسب موقعه ومسؤوليته، كما عليهم أن لا يستسلموا للشك، ولا يهنوا أمام أي تهديد مهما كان بحيث يعدوه عقبةً أمامهم 29.

 

هذا العصر هو عصر القرآن. فبعد التجارب الفاشية التي مرّت بها البشرية خلال قرون النهضة؛ أي بعد أن عجز البشر عن صياغة نظام للحياة الإنسانية يتناسب مع الثورة العلمية المدهشة، بدأت السُبل تتفتح تدريجياً على نهج التوحيد وسبيل الدين.

 

لقد أضحى الإنسان اليوم أقرب إلى النضج، وما تخلى عنه وتناساه

29-كلمة قائد الثورة بمناسبة بداية الدور الثانية لأعمال مجلس الخبراء. 1/12/1369.

 

 في غمرة الغرور والجهل اللذين ترافقا مع عصر التقدم العلمي،عاد ليبحث عنه اليوم.

 

وبحث الإنسان عن ضالته التي تناساها وأدار لها ظهره في السابق، يتم في العصر ذاته الذي حقق فيه الدين حاكميته في بقعة نم بقاع العالم إيران واستطاع أن يمسك من خلال ثورة استثنائية إذن تلك التي حل في هذا العصر، يستطيع من خلالها القرن أن يظهر إمكاناته في هداية الفكر والسلوك الإنسانيين، ويبرز قدراته في القيمومة على الحياة 30.

 

 

تبدو العقول العليلة للمحللين الماديين، عاجزة حتى الآن، عن فهم وتحليل الحوادث الإسلامية التي احتضنها العقد الأخير أجل، هذه العقول لا تستطيع أن تدرك ما حصل فعلاً. فقد مضت مائتا سنة على جهود الاستعمار في العالم الإسلامي، استخدم فيها ألوف الوسائل من أجل حذف الإسلام ودفعه خارج ميدان الحياة، بل ودفعه بعيداً حتى عن صفحة أذهان الناس وقلوبهم والأهم من ذلك إنه بعد قرون مما نال الدين من توجيه سيء وتلقين سلبي، على يد القوى المستبدة، وما طاله من انحرافات لا تحصى على يد وعاظ السلاطين والعلماء المرتبطين بالبلاط، حتى أثّر ذلك على صفائه ووضوحه، وتحوّل إلى دواء لا أثر له،وجسم لا روح فيه، بعد هذا كلّه وإذا بالإسلام يعود

30-كلمة قائد الثورة إلى تجمع مدرسي مادة القرآن للصفوف الثانية الأولى. 20/7/1368.

 

اليوم يبسط جناحيه في قلب العالم الإسلامي، ويبسط بظلال رحمته في جميع أرجاء دنيا الإسلام، وكأنه شمس وضّاءة أشرقت على قلوب المسلمين، فمنحتهم الروح والنشاط والأمل.

 

الذي يوقع أولئك المحللين في حيرة، هو كيف استطاع هذا الإسلام، الذي بدأ يختفي تدريجياً ليلفه عالم النسيان من دون أن تكون له القوة على بعث الأمة في القلوب الملتاعة، أن يتحوّل إلى مُلهم، بل إلى أمل وحيد للشعوب الإسلامية، وبالذات للشباب، ولذوي المعاناة واللوعة؟

 

إنّ فهم وتحليل هذا المسار المذهل، وإن كان غير ممكن لتلك العقول الأجنبية، الغريبة عن حقيقة الإسلام الجاهلة بماضيه الواقعي، إلاّ أنه يتمثل لأصحاب البصيرة بكلمة واحدة: إنها معجزة الثورة.

 

لقد تجلت النهضة الإسلامية في إيران بقيادة منقذ العصر الزعيم الكير الإمام الخميني رضوان الله عليه في إطار ثورة عظيمة، اتّبع فيها الإمام نهج النبي الأعظم والرسول الخاتم سنام الوجود وذروة ولد آدم محمد المصطفى صلى الله عليه و آله .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...