الرئيسية / القرآن الكريم / الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

15) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
ثم ان القلوب امام بمعنى النفوس الناطقة،فعندئذ تكون نسبة إلى القساوة إلى الروح نسبة حقيقية،أو المراد منها هو العضو المودع في الجهة اليسرى من الصدر الذي ليس له دوى سوى تصفية وإرساله إلى سائر الأعضاء،وعندئذ تكون النسبة مجازية وإنما نسبت القساوة إلى ذلك العضو،لأنه مظهر من مظاهر الحياة الإنسانية،وأول عضو يتأثر بالأمور النفسانية كالفرح والغضب والحزن والجزع،فلا منافاة في أن يكون المدرك هو النفس الناطقة،ومع ذلك يصح نسبة الإدراك إلى القلب.ثم انه سبحانه

 

 

وتعالى وصف قلوبهم بأنها اشد قسوة من الحجارة وعلل ذلك بأمور ثلاثة:
1 – (وان من الحجارة لمّا يتفجر منه الأنهار):
2- (وان منها لمّا يشقق فيخرج منه الماء).
3 – (وان منها لما يهبط من خشية الله).
فأما الأول: أي يتفجر من الأحجار الماء،كالعيون الجارية من الجبال الصخرية.
وأما الثاني: كالعيون الحادثة عند الزلازل المستتبعة للإنشقاق والانفجار المستعقب لجريان الماء.
وأما الثالث: كهبوط الحجارة من الجبال العالية إلى الأودية المنخفضة من خشبة الله تعالى،وعلى ضوء ذلك فالحجارة على الرغم من صلابتها تتأثر طبقا للعوامل السالفة الذكر،وأما قلوب بني إسرائيل فيه صلبة لا تنفعل أمام وحيه جل شأنه وبيان رسوله،فلا تفزع نفوسهم ولا تخشع لأمره ونهيه .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا،لماذا يقسو القلب؟ فأول هذه الاسباب هو الصلاة بدون خشوع وخضوع وترى قاسي القلب يتثاقل من اداء الصلاة،بل يؤخرها عن اول الوقت(واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى) ،وأيضا عدم التأثر بآيات الله تعالى،وتمر عليه دون ان يتعظ بها،ولا شك ولا ريب ان هناك أسباب اخرى لقسوة القلب منها كثرة الكلام والاكل والنوم،مما يؤدي الى ضيق الصدر والشعور بالقلق،وبالنتيجة البعد عن الله سبحانه وتعالى.فعلى المؤمن التمسك بكتاب الله والتدبر بآياته متذكرا هادم اللذات (الموت)بشكل دائم وان لا ينشغل بملذات الحياة الدنيا الزائلة،وعليه أن يعرف حقيقة هذه الدنيا بالرجوع الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله والتمسك بخط آل بيت النبوة عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام.
4 – شرح الآية 261 من سورة البقرة:
(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) .
إن مثل الإنفاق في سبيل الله كمثل حبة انبتت ساقاً أنشعب سبعة شعب خرج من كل شعبة سنبلة فيها مائة حبة فصارت الحبة سبعمائة حبة،بمضاعفة الله لها، ولا يخفى أن هذا التمثيل أبلغ في النفوس من ذكر عدد السبعة،فان في هذه إشارة إلى أن الأعمال الصالحة يمليها الله عزوجل لأصحابها كما يملي لهم البذر في الأرض الطبية.وظاهر الآية أن المشبه هو المنفق،والمشبه به هو الحبة المتبدلة إلى سبعمائة حبة .
وتعتبر مسألة الإنفاق إحدى أهم المسائل التي أكد عليها الإسلام والقرآن الكريم،والآية أعلاه هي أول آية في مجموعة الآيات الكريمة من سورة البقرة التي تتحدث عن الإنفاق،ولعل ذكرها بعد الآيات المتعلقة بالمعاد من جهة أن احد الأسباب المهمة للنجاة في الآخرة هو الإنفاق في سبيل الله جل شأنه .
وهناك بحث وجدل بين المفسرين في تفسير قوله تعالى(أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة)حيث أشارت إلى حبة واحدة تصير سبعمائة حبة أو أكثر وان هذا التشبيه لا وجود خارجي له فهو تشبيه فرضي(لان حبة الحنطة لا تبلغ في موسم الحصاد سبعمائة حبة أبدا)وان المقصود هو نوع خاص من الحبوب(كالدخن)التي تعطي هذا القدر من الناتج.
ومن الجدير بالذكر ههنا،أن الصحف كتبت أخيراً أن بعض المزارع القمح أنتجت في السنوات المعطرة سنابل طولية يحمل بعضها نحواً من أربعمائة آلاف حبة وهذا يدل على أن تشبيه القرآن الكريم حقيقي وواقعي .
و فيه أن المثل كما عرفت لا يشترط فيه تحقق مضمونه في الخارج فالأمثال التخيلية أكثر من أن تعد و تحصى، على أن اشتمال السنبلة على مائة حبة و إنبات الحبة الواحدة سبعمائة حبة ليس بعزيز الوجود.
قوله تعالى: و الله يضاعف لمن يشاء و الله واسع عليم، أي يزيد على سبعمائة لمن يشاء فهو الواسع لا مانع من جوده و لا محدد لفضله كما قال تعالى: “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة:” فأطلق الكثرة و لم يقيدها بعدد معين.
وقيل: إن معناه أن الله يضاعف هذه المضاعفة لمن يشاء فالمضاعفة إلى سبعمائة ضعف غاية ما تدل عليه الآية .
وعن المفضل بن محمد الجعفي،قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام،عن قول الله تعالى: حبة انبتت سبع سنابل.
قال:الحبة فاطمة صلى الله عليها والسبعة سنابل سبعة من ولدها سابعها قائمهم،قلت الحسن؟ قال الحسن عليه السلام إمام مفترض طاعته،ولكن ليس من السنابل السبعة،أولهم الحسين عليه السلام وآخرهم القائم عليهم السلام جميعاً.
فقلت،قوله: في كل سنبلة مائة حبة،قال: يولد الرجل منهم في الكوفة ماءه من صلبه وليس ذلك إلا هؤلاء السبعة .
وهذا التفسير هو احد المصاديق المنقولة عن أهل البيت عليه السلام لتفسير الآية الشريفة.

 
وفي ثواب الأعمال وعن العياشي عن الإمام الصادق عليه السلام،أنه قال:
إذا أحسن العبد المؤمن عمله ضاعف الله له عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف،وذلك قول الله تعالى والله يضاعف لمن يشاء.

 
وزاد في رواية أخرى للعياشي في آخرها،فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله،قيل وما الإحسان قال إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك وإذا صمت،فتوق ما فيه فساد صومك،وإذا حججت فتوق كل ما يحرم عليك في حجتك وعمرتك،قال وكل عمل تعمله،فيلكن نقيّا من الدنس(والله واسع)لا يضيق عليه ما يتفضل به من الزيادة(عليم بنية المنفق وقدر إنفاقه) .

 
(الاحسان يجعلك اكثر سعادة)
هو عنوان آخر علمي في رحلة البحث عن اسرار السعادة،وقد اثبت ان إنفاق المال على الفقراء يمنح الانسان السعادة الحقيقية،وهذا ما أكده القرآن الكريم في آيات عديدة.
فيقول بعض البحّاثة الكنديون،أن جني الاموال الطائلة لا يجلب السعادة الى الانسان،وأن ما يعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين.ويؤكدون على الانفاق ضروري ولو بمبلغ زهيد،وهو أمر أكد عليه الرسول الاعظم صلى الله عليه واله منذ زمن بعيد،فقال:
(اتقوا النار ولو بشق تمرة).

 
ان انفاق المال على الاخرين له أبعاد مادية وهي التخفيف عن الفقراء والمحتاجين،وله أبعاد روحية معنوية حيث يعلمنا ويحثنا فيها على الكرم والبذل،وليس الكرم والبذل بالمال فقط،فالمساعدة واحدة من تلك المصاديق او ببذل النصحية والدعاء والعلم الى من يحتاجه.
5 – شرح الآية 264 من سورة البقرة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) .

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...