الرئيسية / الاسلام والحياة / منهج في الإنتماء المذهبي – صائب عبد الحميد

منهج في الإنتماء المذهبي – صائب عبد الحميد

وفي حديث سد الأبواب: عن عبد الله بن عباس، وزيد بن أرقم، وغيرهم: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” سدوا الأبواب، إلا باب علي “.
فتكلم بذلك الناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ” أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي، وقال فيه قائلكم، والله ما سددته ولا فتحته، ولكني أمرت فاتبعته ” (1).
9 – علامة الإيمان:
قال علي عليه السلام: ” والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي إلي، لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق ” (2).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: إنا كنا لنعرف المنافقين –
(١) الترمذي ٥: ٦٤١ / ٢٧٣٢، أحمد في المسند ١: ٣٣١، وفي فضائل الصحابة ٢: ٥٨١ / ٩٨٥، فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٧: ١٣، أحكام القرآن لابن عربي ١: ٤٣٨، المستدرك ٣: ١٢٥، ابن عساكر كما في الترجمة ١: ٢٧٥ / ٣٢٣ وبعده من واحد وعشرين طريقا، مجمع الزوائد ٩: ١١٤ – ١١٥، الرياض النضرة ٣: ١٥٨ ذخائر العقبى: ٧٦، الخصائص للنسائي: ١٣، الإصابة للعسقلاني ٤: ٢٧٠، جامع الأصول ٩: ٤٧٥ / ٦٤٩٤، البداية والنهاية ٧: ٣٥٥، وجميع كتب المناقب.
(٢) صحيح مسلم – كتاب الإيمان – ١: ٨٦ / ١٣١، سنن الترمذي ٥: ٦٤٣ / ٣٧٣٦، سنن النسائي – كتاب الإيمان – ٨: ١١٦، وأخرجه أيضا في الخصائص: ٢٧، سنن ابن ماجة ١: ٤٢ / ١١٤، مصابيح السنة ٤: ١٧١ / ٤٧٦٣، ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ٢: ١٩٠ / ٦٨٢ ٦٨٥، جامع الأصول ٩: ٤٧٣ / ٦٤٨٨، البداية والنهاية ٧: ٣٦٨، الإستيعاب – بهامش الإصابة ٣: ٣٧، الإصابة ٤: ٢٧١، أسد الغابة ٤: ٢٦.
(٤٤)
نحن معشر الأنصار – ببغضهم علي بن أبي طالب (1).
وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلوات، والبغض لعلي بن أبي طالب (2).
10 – الصديقون ثلاثة:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين، قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين).
وحزقيل مؤمن آل فرعون، قال: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله).
وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم (3).
11 – والسبق ثلاثة:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” السبق ثلاثة: السابق إلى موسى، يوشع
(١) سنن الترمذي ٥: ٦٣٥ / ٣٧١٧، الإستيعاب ٣: ٣٦ فضائل الصحابة ٢: ٥٧٩ / ٩٧٩، أسد الغابة ٤: ٣٠، جامع الأصول ٩: ٤٧٣ / ٦٤٨٦ الترجمة من تاريخ ابن عساكر ٢: ٢١٩ / ٧٢٢ ٧٢٦، ٧٢٧، ٧٢٨، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري مثله.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣: ١٢٩ وقال: صحيح على شرط مسلم.
(٣) الصواعق المحرقة باب ٩. فصل ٢ / ٣٠، ٣١ وأخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ٢:
٦٢٧ / ١٠٧٢ و ٦٥٥ / ١١١٧، والديلمي في الفردوس ٢: ٥٨١ / ٣٦٨١، وابن عساكر كما في الترجمة ١: ٩١ / ١٢٦، ابن المغازلي في المناقب ٢٤٥ / ٢٩٣ و ٢٩٤ والخوارزمي في المناقب: ٢١٩، السيوطي في الجامع الصغير ٢: ١١٥ / ٥١٤٨، ٥١٤٩، والمتقي في الكنز ١١ / ٣٢٨٩٧، المحب الطبري في ذخائر العقبى: ٥٨، السيرة الحلبية ١: ٤٣٥، شواهد التنزيل ٢: ٢٢٣ / 938 – 942.
(٤٥)
ابن نون.
والسابق إلى عيسى، صاحب ياسين.
والسابق إلى محمد، علي بن أبي طالب (1).
12 – ولما قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الآيات: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيهما اسمه…) الآيات (2)، سئل: أي بيوت هذه؟
فقال: ” بيوت الأنبياء “.
قال أبو بكر: يا رسول الله، هذا البيت منها؟ – يعني بيت علي وفاطمة -.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” نعم، من أفاضلها ” (3).
فهو بيت ضم بين أركانه أخا رسول الله وأحب الناس إليه وسيد العرب علي ابن أبي طالب، مع بضعة رسول الله، سيدة نساء أهل الجنة – فاطمة الزهراء – مع ريحانتي رسول الله، وسبطيه، وسيدي شباب أهل الجنة – الحسن والحسين – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فكيف لا يكون من أفاضلها؟
(١) الصواعق المحرقة باب ٩. فصل ٢ / ٢٩ وقال: أخرجه الديلمي عن عائشة، والطيراني وابن مردويه عن ابن عباس، وهو في مجمع الزوائد ٩: ١٠٢، كنز العمال ١١ / ٣٢٨٩٦، والرياض النضرة ٣:
١١٠، ذخائر العقبى: ٥٨، الجامع الصغير ٢: ٦٦ / ٤٧٩٥، المناقب للخوارزمي: ٢٠، شواهد التنزيل ٢: ٢١٣ / 924 – 931 (2) النور: 36 – 38.
(3) الدر المنثور، عند تفسير الآية، وقال: أخرجه ابن مردويه عن أنس بن مالك، وبريدة. وذكره الحاكم في شواهد التنزيل: من سورة النور ح / 567، 568، والآلوسي في روح المعاني 18: 174.
(٤٦)

لا بد من إمام * الإمامة في القرآن * في السنة * وفي الاجماع
(٤٧)
الإمامة في القرآن في القرآن الكريم نصوص تفيد إفادة واضحة ضرورة وجود إمام يقتدى به في كل زمان.
وفيها أيضا تفصيل لحال الناس، وأن لكل فئة منهم إماما تقتدي به، برا كان أو فاجرا، وسواء كان (يهدي إلى الحق) أم يهدي إلى الضلال والنار.
والناس على ذلك منقسمون.
ثم جعل لزاما على المؤمنين التزام الإمام الحق في كل زمان..
ومن تلك النصوص الشريفة:
١ – قوله تعالى: ﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون﴾ (1).
قال المفسرون: والمعنى: ولنجعلن من أمتك أئمة يهدون مثل تلك الهداية لما صبروا عليه من نصرة الدين وثبتوا عليه من اليقين (2).
(١) سورة السجدة: ٢٤.
(٢) الكشاف ٣: ٥١٦، روح المعاني ٢١: ١٣٨، تفسير أبي السعود ٧: ٨٧، تفسير المراغي ٢١: ١١٨ وبنفس المعنى في: تفسير الرازي ٢٥: ١٨٦، تفسير النسفي ٣: ٤٥.
(٤٩)
٢ – قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا..) الآية (١).
٣ – قوله تعالى: ﴿ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون﴾ (٢).
٤ – قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ (٣).
ففي هذه الآيات يلزم الله جل جلاله عباده المؤمنين بالتمسك بولاية الولي الحق وإطاعته، وأن طاعته هي طاعة لله ولرسوله، وهي الأصل في كونهم (حزب الله).
وقوله تبارك اسمه: ﴿يوم ندعوا كل أناس بإمامهم﴾ (4) فلكل طائفة من الناس إمام يأتمون به، وهذا حال الناس منذ خلق الله آدم، وإلى قيام الساعة (5).
(١) المائدة: ٥٥.
(٢) المائدة: ٥٦.
(٣) النساء: ٥٩.
(٤) الإسراء: ٧١.
(٥) إن هناك وجوها أخرى في تفسير ” إمام ” في هذه الآية، وقد تعرض لها صاحب تفسير الميزان وأجاب عليها، ونذكر خلاصة كلامه، قال: فمنها – أي تلك الوجوه – قولهم إن الإمام هنا هو الكتاب المنزل كالقرآن والتوراة، وفيه أنه معلوم لا كتاب ولا صحف أو ألواح قبل نوح (عليه السلام)، وعلى مقتضى تفسيرهم خرج من قبل نوح من عموم الدعوة.
ومنها: قولهم إن المراد بالإمام هو اللوح المحفوظ. قال: لم يصلح هذا، لكون اللوح المحفوظ واحدا، والآية تفيد أن لكل طائفة من الناس إماما غير ما لغيرهم.
ومنها: أن الإمام هو النبي، وفيه أنهم أخذوا الإمام بمعناه العرفي، ولا سبيل إليه مع وجود معنى خاص له في عرف القرآن وهو الذي يهدي بأمر الله، أو المؤتم به في الظلال. وكذلك فإنه لا يلائمه ما في الآية من تفريع، أعني قول: (فمن أوتي كتابه بيمينه) و (من كان في هذه أعمى) إذ لا تفرع بين الدعوة بالإمام بهذا المعنى، وبين إعطاء الكتاب باليمين أو العمى، فالآية الكريمة تقول: (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا). انتهى بإيجاز.
ومما يؤكد هذا المعنى، ما ذكره اليعقوبي في تاريخه، باب خطب رسول الله ومواعظه، فقال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال في خطبته: ” اذكروا الموت فإنه آخذ بنواصيكم – إلى أن قال -:
إن العبد لا تزول قدماه يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه، وعن إمامه من هو؟ قال الله، عز وجل: (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) ” إلى آخر الآية – تاريخ اليعقوبي ٢: ٩٠.
(٥٠)

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

شاهد أيضاً

مسلسل النبي يوسف الصديق على نبينا وعليه السلام ح -1

https://youtu.be/ua_Xv-ahQMg?feature=shared