من مواليد مدينة علي الغربي عام1966م، عاش فيها سنواته الأولى حتى بدأ الطغيان البعثي يتزايد، وبدأت حملات التهجير وطرد الأسرالعراقية المظلومة.
وكان نصيب أسرته كنصيب بقية الأسر الأخرى من الظلم والإرهاب، فحُملت مع مجموعة أخرى من أُسر علي الغربي ليلا وأُلقي بها على الحدود الإيرانية ضمن أول وجبة من وجبات التهجير القسري.
تولد لدى علاء شوق عارم للجهاد في سبيل الله ومشاركة إخوانه المجاهدين في قتال البعثيين الذين عاثوا في الأرض فسادا، وهو يرى أن الفرصة قد سنحت له لكي ينتقم من الظَلَمة والمجرمين، وقد أذن له بالقتال كما أذن للمظلومين في صدر الإسلام ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج:39) فكان من السبّاقين للمشاركة مع قوات الشهيد الصدر في العديد من العمليات الجهادية التي خاضتها ثم انتقل إلى العمل الجهادي مع قوات بدر.
بعد أن انتقل مجاهدو بدر إلى العمل في هور الحويزة كان علاء ضمن الفوج الثالث وخلال تلك الفترة تميز بإخلاصه وتفانيه في كل الأعمال التي أنيطت به، فكان سبّاقا للمشاركة في كل ما يحتاجه العمل هناك من بناء النقاط القتالية، والعمل في الكمائن، والتوجه إلى أماڪن قريبة من العدو البعثي للاستطلاع وجلب المعلومات. وبالرغم من قساوة الجو في الأهوار وصعوبة البقاء فيها لمدة طويلة، لكنه كان يعشق البقاء هناك ولايذهب إلى أهله إلا في أيام معدودة بين كل شهرين أو ثلاثة أشهر، وعندما يرجع إلى البيت يضع رأسه في حجر أمه قائلا لها متسائلا (متى يمنَّ الله عليّ فيأتون بي إليك شهيدا فتضعين رأسي هكذا في حجرك وأنت تودعيني الوداع الأخير).
وبعد انتقال قوات المجاهدين إلى المنطقة الشمالية للعراق، كان نموذجا فذا للإنسان المؤمن المجاهد المخلص والمتفاني في العمل وبذل أقصى الطاقات في سبيل رضا الله سبحانه ونيل القربة لديه، وكان يشارك في كل الأعمال المطلوبة في الفوج دون أن يطلب أحد منهُ المشاركة أو يأمره بالقيام بعمل معين، فلم يكن يعرف للراحة طعما.
يتحدث عنه أحد إخوته المجاهدين قائلا (لقد كنت أعرفه منذ زمن طويل، وكنت أعتقد أنه لايهتم إلا بالرياضة فقط، ولكن بعد توجه القوات للعمل في المناطق الشمالية أخذت فكرتي عنه تتلاشى بسرعة، إذ كان يعمل ليل نهار لايعرف الكلل والملل، فلقد كان في النهار يعمل ضمن واجبات الحراسة أو الكمائن أو حفر المواضع القتالية، أما في الليل فقد كان يقوم مع المجاهدين بالدوريات القتالية أو الحراسات).
ليس هذا هو الموقف الوحيد الذي سجل في أعماق ذاڪرة المجاهدين بل هناك الكثير من المواقف التي يذكرها من كان معه.
يقول أحدهم (قبل بدء عمليات حاج عمران، لاأدري كيف أصفه وماذا أقول عنه لقد شاهدته ذات مرة يصلي فأخذت أصلي خلفه مؤتما به فأخذ يرتجف وبعد فراغه قال لي بالله عليك لاتصلي خلفي فمن أنا حتى أڪون إماما لك في الصلاة).
والى جانب هذا الخشوع والتواضع لله ولإخوته في سبيل الله كان نموذجا صادقا للشجاعة والإخلاص في أداء الواجب. ففي عمليات حاج عمران كان يرمي الصواريخ من قاذفته باتجاه مواضع العدو ويدمرها وهو ينتقل من موضع إلى أخر ومن نقطة إلى أخرى لم يعرف للسكون سبيلا، وكان كلما نفدت ذخيرته من الصواريخ أخذ غيرها ليطلقها باتجاه البعثيين أعداء الدين والإنسانية، واستمر بقتاله البطولي حتى جاءت إحدى القذائف فمزقت ذلك الجسد الذي بذل كل ما لديه من جهد وطاقة في سبيل رضوان الله تعالى، ورحل إلى جنة الخلد وملك لايبلى في1/9/1986م، ملتحقا بسيد الشهداء وصحبه الأبرار، مسجلا على ربى حاج عمران أروع قصص الوفاء والصدق والإخلاص. شيع ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة قم مع شهداء بدر.
سلام عليه وعلى الشهداء الذين رحلوا معه إلى جنات النعيم