بسم الله الرحمن الرحيم
(ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) [النحل: 89] (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلفا كثيرا) [النساء: 81] ” كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار، قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره، أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه ” – حديث شريف – أخرجه الترمذي
كلمة شكر لا نملك ونحن نودع مرحلة، ونستهل أخرى، إلا أن نتوجه من أعماقنا بالشكر والامتنان، لأساتذتنا ومعلمينا الذين نهلنا على أيديهم العلم والمعرفة، ونخص منهم الدكتور محمود ناظم النسيمي الذي زودنا بتوجيهاته القيمة، وكذلك الأخ الأستاذ صالح السمر الذي قام بتدقيق الرسالة لغويا، ولا ننسى أن نشكر جميع الاخوة الذين كانوا لنا خير مشجع وداعهم، ونسأل الله سبحانه أن يمكننا من الوفاء.
عبد الحميد أحمد
وبما أن القرآن الكريم هو المصدر الأول لتعاليم الاسلام وهو معجزته الخالدة الذي لا تنتهي جدته ولا تنقضي عجائبه، فقد رأى الزميلان، السيد عبد الحميد دياب والسيد أحمد قرقوز، أن يقوما متعاونين بدراسة، حول الآيات القرآنية التي لها مساس بالطب، ولو كان ورودها في معرض التنبيه إلى التفكر بالخالق المبدع الخبير القدير، ليضئ الايمان جنبات بالنفس فيستنير الفكر باشعاعات اليقين، ورغبا أن يوضحا الحقائق الطبية والمقاصد الصحية التي توصل إليها العلم
وكذلك كثرت الآيات المتعلقة بتخلق الانسان الداعية إلى التدبر والاذعان بوجود خالق حكيم خبير، أما الآيات المتعلقة بالطب العلاجي فهي قليلة العدد، وردت في معرض امتنان الخالق على عباده بنعمه التي تستوجب الحمد والشكر.
ولقد بذل الزميلان جهدا مشكورا في الرجوع إلى المصادر الطبية، وإلى ما كتبه الزملاء في العالم العربي حول المواضيع الطبية الاسلامية، فجاءت رسالتهما جامعة مستوفية زاخرة بالفوائد العلمية، موضحة الجانب الطبي من معجزات القرآن الخالدة، فجزاهما الله خيرا، وأيدهما دائما وكل العاملين، برعايته وتوفيقه.
ناظم نسيمي
38]، ولا غرابة في أن كل من وقف أمام القرآن شعر أنه أمام كتاب فريد، يختلف تماما عن كل كتب الأرض التي تعد بالملايين.
صحيح أن القرآن لم ينزل كتابا في الطب أو في أي فرع من العلوم، وهو قبل كل شئ منهج للانسان وعقيدة للحياة، ولكنه منهج كامل فيه (تبيانا لكل شئ)، ضرب الله فيه للانسان من كل الأمثال: (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل، وكان الانسان أكثر شئ جدلا) [الكهف: 54] ولذلك فلا عجب أن نجد أن الله قد بين فيه الانسان ما يهمه لحفظ صحته، وأرسى لذلك أسسه العريضة، كما لفت نظره إلى آيات الخلق، وحثه على البحث والتأمل، حتى غدت آيات القرآن الكريم معالم في طريق العلم، تمده وتضعه دوما في مساره الصحيح، ليؤدي وظيفته في حياة البشر، ولا نكون مغالين إذا قلنا إن شقاء البشرية اليوم، رغم تقدمها التكنولوجي الكبير، يعود لعدة أسباب من أهمها، اندفاعها في ركب العلم على غير هدى، وبدون أية ضوابط أخلاقية أو إنسانية، ولذلك لم يفد أوربا وأمريكا علومهما عن مضار الخمر والمخدرات والزنا في، الحد من ويلاتها المدمرة، كما أننا لا نستغرب إذ نسمع أن معدل العمر الوسطي للبدء في التدخين في الدول الاسكندنافية (السويد والدانمرك والنرويج) هو (8) سنوات.
وهكذا لقد جاءت رسالتنا هذه خلاصة لمشاعر وأحاسيس، كانت تموج في نفوسنا ونحن على مقاعد التحصيل العلمي، لما كنا نرى من السبق العلمي المعجز القرآن في كل فرع من فروع الطب، ابتداء بعلم الأجنة، ومرورا بعلم التشريح الوصفي والنسيجي، وعلم الطفيليات والجراثيم.. وانتهاء بدراسة الأمراض الجهازية المختلفة.
وكم كنا ندهش عندما نجد في القرآن تعرضا لأهم مشاكل العلوم الحديثة الغامضة التي تستقطب اهتمام علماء الاختصاص، كتعرضه لمسألة بدء الخلق، ولعملية تمايز أعضاء الجنين المختلفة ابتداء من خلايا متماثلة..
وكان ما يستقر في خواطرنا بعد تفاعلنا بين حقائق الطب وآيات القرآن الكريم، هو أن الله تبارك وتعالى قد من على الانسان منة عظمى، ففي تلك الآيات دلالة على وجود الله الخالق المبدع، وعلى عظمته وقدرته المطلقة، كما فيها هداية للبشرية – قبل وبعد اكتشافاتها العلمية – إلى أسس العلوم الطبية، وطرق الوقاية من الأمراض العضوية والنفسية المختلفة.
كنا عندما نقرأ أن أسباب سرطان اللسان هي: تناول الغول – وهو محرم في شريعة القرآن – وآفات السفلس – وهو محرم بتحريم الزنا -، ومضغ التبغ – وهو محرم أو مكروه – وقلة العناية بنظافة الفم – وله علاجه في نظام القرآن بالوضوء، عندما نقرأ ذلك وأمثاله نحسن فعلا أن القرآن هو الدعوة المخلصة