الرئيسية / الاسلام والحياة / خطبة الإمام علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب (عليهم السلام) على منبر في الجامع الأموي في قصر يزيد ابن معاوية

خطبة الإمام علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب (عليهم السلام) على منبر في الجامع الأموي في قصر يزيد ابن معاوية

صعد الإمام السجاد زین العابدین علی ابن الحسین (ع) المنبر فحمد اللَّه و أثنى علیه ثم خطب خطبة أبکى منها العیون و أوجل منها القلوب ثم قال:أیها الناس أعطینا ستاً و فضلنا بسبع أعطینا العلم والحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة فی قلوب المؤمنین ‏و فضلنا بأن منا النبی المختار محمداً و منا الصدیق و منا الطیار و منا أسد اللَّه و أسد رسوله و منا سبطا هذه الأمة من عرفنی فقد عرفنی ومن لم یعرفنی أنبأته بحسبی و نسبی.
أیها الناس أنا ابن مکة و منى أنا ابن زمزم و الصفا أنا ابن من حمل الرکن بأطراف الردا أنا ابن خیر من ‏ائتزر و ارتدى أنا ابن خیر من انتعل و احتفى أنا ابن خیر من طاف وسعى أنا ابن خیر من حج و لبى أنا ابن من حمل على البراق فی الهواء أنا ابن من أسری به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من ‏بلغ به جبرئیل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دَنا فَتَدَلَّى فَکانَ قاب َ‏قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى‏ أنا ابن من صلى بملائکة السماء أنا ابن من أوحى إلیه‏ الجلیل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى.
أنا ابن علی المرتضى أنا ابن ‏من ضرب خراطیم الخلق حتى قالوا لا إله إلا اللَّه أنا ابن من ضرب بین ‏یدی رسول اللَّه سیفین و طعن برمحین و هاجر الهجرتین و بایع ‏البیعتین و قاتل ببدر و حنین و لم یکفر باللَّه طرفة عین أنا ابن صالح ‏المؤمنین و وارث النبیین و قامع الملحدین و یعسوب المسلمین ونور المجاهدین و زین العابدین و تاج البکاءین و أصبر الصابرین وأفضل القائمین من آل یاسین رسول رب العالمین أنا ابن المؤید بجبرئیل المنصور بمیکائیل أنا ابن المحامی عن حرم المسلمین وقاتل المارقین و الناکثین و القاسطین و المجاهد أعداءه الناصبین وأفخر من مشى من قریش أجمعین و أول من أجاب و استجاب للَّه ولرسوله من المؤمنین و أول السابقین و قاصم المعتدین و مبید المشرکین و سهم من مرامی الله على المنافقین و لسان حکمة العابدین و ناصر دین اللَّه و ولی أمر اللَّه و بستان حکمة اللَّه و عیبة علمه ‏سمح سخی بهی بهلول زکی أبطحی رضی مقدام همام صابر صوام ‏مهذب قوام قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب أربطهم عنانا و أثبتهم‏ جنانا و أمضاهم عزیمة و أشدهم شکیمة أسد باسل یطحنهم فی‏ الحروب إذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة طحن الرحى و یذروهم‏ فیها ذرو الریح الهشیم لیث الحجاز و کبش العراق مکی مدنی خیفی‏ عقبی بدری أحدی شجری مهاجری من العرب سیدها و من الوغى ‏لیثها وارث المشعرین و أبو السبطین الحسن و الحسین ذاک جدی‏ علی بن أبی طالب.
ثم قال: أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سیدة النساء، أنا ابن خدیجة الکبرى
أنا ابن المقتول ظلماً
أنا ابن محزوز الرأس من القفا
أنا ابن العطشان حتى قضى
أنا ابن طریح کربلاء
أنا ابن مسلوب العمامة والرداء
أنا ابن من بکت علیه ملائکة السماء
أنا ابن من ناحت علیه الجن فی الأرض والطیر فی الهواء
أنا ابن من رأسه على السنان یهدى
أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى

فلم یزل یقول: أنا، أنا، حتى ضج الناس بالبکاء والنحیب، وخشی یزید أن تکون فتنة، فأمر یزید المؤذن مع أنه لم یکن وقت الصلاة فقطع علیه الکلام.
فلما قال المؤذن: اللَّه أکبر
قال علی بن الحسین: لا شیء أکبر من اللَّه، کبرت کبیراً لا یقاس
فلما قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا اللَّه
قال علی بن الحسین: شهد بها شعری وبشری وعظمی ولحمی ودمی
فلما قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله
إلتفت من فوق المنبر إلى یزید وقال: محمداً هذا جدی أم جدک یا یزید؟
فإن زعمت أنه جدک فقد کذبت وکفرت، وإن قلت: إنه جدی فلم قتلت عترته؟

فنزل زین العابدین من المنبر، هذا وقد تفرق من کان فی المسجد، والتفوا حول الإمام زین العابدین.
ولما خشی یزید الفتنة وانقلاب الأمر، عجل بإخراج الإمام زین العابدین والعیال من الشام إلى وطنهم ومقرهم.

شاهد أيضاً

اليمن – رمز الشرف والتضامن العربي مع غزة فتحي الذاري

  ان الحشد المليوني للشعب اليمني بكافة قواه الفاعلة والاصطفاف الرشيد بقيادة السيد القائد عبدالملك ...