ظلمت نفسي، فاغفر لي انك أنت التواب الرحيم، لا اله الا أنت سبحانك وبحمدك عملت (1) سوءا وظلمت نفسي، فاغفر لي انك أنت خير الغافرين ” (2).
30 – وباسناده عن الصفار، عن علي بن حسان، عن علي بن عطيه، عن بعض من سال أبا عبد الله عليه السلام عن الطيب، قال: ان آدم وحوا عليه السلام حين اهبطا (3) من الجنة نزل آدم عليه السلام على الصفا وحوا على المروة، وان حوا حلت قرنا من قرون رأسها، فهبت به الريح فصار بالهند أكثر الطيب (4).
31 – وباسناده انه قال في قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) سأله بحق محمد و علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصلاة السلام (5).
فصل – 6 – في كيفية التناسل وخلق حوا وقصة ابني آدم ووفاته:
32 – عن ابن بابويه، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن أورمة، عن النوفلي، عن علي بن داود اليعقوبي (6) عن مقاتل، بن مقاتل عمن سمع زرارة يقول: سال أبو عبد الله عليه السلام عن بدء النسل من آدم صلوات الله عليه كيف (7) كان؟ وعن بدء النسل من ذريه آدم، فان أناسا عندنا يقولون: ان الله تعالى أوحى إلى آدم ان يزوج بناته من بنيه، وان هذا الخلق كلهم أصله من الإخوة والأخوات، فمنع ذلك أبو عبد الله عليه الصلاة السلام عن ذلك (8)، وقال نبئت (9) ان بعض البهائم تنكرت له أخته، فلما نزا عليها ونزل ثم علم أنها أخته قبض على عزموله بأسنانه حتى قطعه
١ – في ق ٣: وبحمدك إني عملت.
٢ – بحار الأنوار ١١ / ١٨١، برقم: ٣٥. و ٩٥ / ٣٥٤، برقم: ٩.
٣ – في ق ٣: أهبط، وفي ق ٤: حين أهبطا إلى الأرض.
٤ – بحار الأنوار ١١ / ٢١١، برقم: ١٦.
٥ – بحار الأنوار ١١ / 117، برقم: 23.
6 – في ق 1: عن ابن داود اليعقوبي.
7 – في ق 2: وكيف.
8 – في ق 1 وق 2: من ذلك.
9 – في ق 4: ثبت.
(٥٧)
فخر ميتا، وآخر تنكرت له أمه ففعل هذا بعينه فكيف بالانسان (1) في فضله وعلمه، غير أن جيلا من هذه الأمة الذين يرون انهم رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم، فأخذوه من حيث لم يؤمروا بأخذه، فصاروا إلى ما يرون من الضلال.
وحقا أقول: ما أراد من يقول هذا: الا تقويه لحجج المجوس.
ثم أنشأ يحدثنا (2) كيف كان بدء النسل، فقال: ان آدم صلوات الله عليه ولد له سبعون بطنا، فلما قتل قابيل هابيل جزع جزعا قطعه عن اتيان النساء، فبقى لا يستطيع ان يغشى حوا خمسمائة سنة (3)، ثم وهب الله له شيثا وهو هبة الله، وهو أول وصى أوصى إليه من بني آدم في الأرض، ثم وراه بعده يافث، فلما أدركا وأراد الله ان يبلغ بالنسل ما ترون انزل بعد العصر يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها نزلة، فامر الله ان يزوجها من شيث، ثم انزل الله بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها منزله، فامر الله آدم ان يزوجها من يافث فزوجها منه، فولد (4) لشيث غلام وليافث جاريه، فامر الله آدم عليه السلام حين أدركا ان يزوج بنت يافث من ابن شيث، ففعل فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما ومعاذ الله ان يكون ذلك ما قالوه من الإخوة والأخوات ومناكحهما.
قال: فلم يلبث آدم صلوات الله عليه بعد ذلك الا يسيرا حتى مرض (5) فدعا شيثا و قال: يا بنى ان أجلي قد حضر وانا مريض فان ربي قد انزل من سلطانه ما قد ترى، وقد عهد إلى فيما قد عهد ان أجعلك وصيي (6) وخازن ما استودعني، وهذا كتاب الوصية تحت رأسي وفيه اثر العلم واسم الله الأكبر، فإذا انا مت فخذ الصحيفة وإياك ان يطلع عليها أحد (7) وان تنظر فيها إلى قابل في مثل هذا اليوم الذي يصير إليك فيه، وفيها جميع ما
1 – في ق 1 وق 3 وق 5: الانسان.
2 – في ق 1 وق 4 وق 5: حديثا.
3 – في ق 3: عام.
4 – في ق 2: فولدت.
5 – في ق 3: فمرض.
6 – في ق 2: وصيا.
7 – في 3: أن تطلع عليها أحدا.
(٥٨)
تحتاج إليه من أمور دينك ودنياك وكان آدم صلوات الله عليه نزل بالصحيفة التي فيها الوصية من الجنة.
ثم قال آدم لشيث صلوات الله عليهما: يا بنى إني قد اشتهيت ثمره من ثمار الجنة، فاصعد إلى جبل الحديد، فانظر من لقيته من الملائكة، فاقراه منى السلام وقل له: ان أبي مريض و هو يستهديكم من ثمار الجنة، قال: فمضى حتى صعد إلى الجبل فإذا هو بجبرئيل في قبائل من الملائكة صلوات الله عليهم.
فبدأه جبرائيل بالسلام، ثم قال: إلى أين يا شيث؟ فقال له شيث: ومن أنت يا عبد الله؟
قال: انا الروح الأمين جبرئيل، فقال: ان أبي مريض وقد (1) أرسلني إليكم، وهو يقرئكم السلام ويستهديكم من ثمار الجنة، فقال له جبرئيل عليه السلام: وعلى أبيك السلام يا شيث، اما انه قد قبض (2) وانما نزلت لشانه، فعظم الله على مصيبتك فيه اجرك (3) وأحسن على العزاء منه صبرك، وآنس بمكانه منك عظيم وحشتك ارجع فرجع معهم ومعهم كل ما يصلح به امر آدم صلوات الله عليه وقد جاؤوا به من الجنة.
فلما صاروا إلى آدم كان أول ما صنع شيث ان اخذ صحيفة الوصية من تحت رأس آدم صلوات الله عليه فشدها على بطنه فقال جبرئيل عليه السلام: من مثلك يا شيث؟ قد أعطاك الله سرور كرامته (4) وألبسك لباس عافيته، فلعمري لقد خصك الله منه بأمر جليل.
ثم إن جبرئيل عليه السلام وشيثا اخذا في غسله، وأراه جبرئيل كيف يغسله حتى فرغ منه، ثم أراه كيف يكفنه ويحنطه حتى فرغ، ثم أراه كيف يحفر له.
ثم إن جبرئيل اخذ بيد شيث، فأقامه للصلاة عليه كما نقوم اليوم نحن، ثم قال: كبر على أبيك سبعين تكبيره، وعلمه كيف يصنع. ثم إن جبرئيل عليه السلام امر الملائكة (5) ان يصطفوا
1 – في ق 2: وهو.
2 – في ق 3: قد قضى.
3 – في 2: فعظم على الله مصيبتك فيه آجرك الله.
4 – في ق 3: سرورا وكرامة.
5 – في ق 3: ثم أمر جبرئيل الملائكة.
(٥٩)
شاهد أيضاً
مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام
شعره الرائق: أضاء بك الأفق المشرق * ودان لمنطقك المنطق وكنت ولا آدم كائنا * ...