القائل: ” أنا أبو عبد الله، قتلته وأنا بوادي السباع “، وهو المقر بأن انضمامه لابن آكلة الأكباد إنما هو من أجل الدنيا “.
أما معاوية، صاحب القميص الذي صار مضربا للمثل على الادعاءات الكاذبة، فنورد فقرة من خطبته التي استهل بها عهده المشؤوم. ري أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين: ” لما انتهى الأمر لمعاوية، وسار حتى نزل النخيلة وجمع الناس بها فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة “. وأورد بعض مقاطعها ومنها:
” ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها.
فندم فقال: إلا هذه الأمة فإنها وإنها… ” ” ألا إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به “.
” إني والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك. وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون ” (1).
هل كان ابن آكلة الأكباد ووزيره الأول عمرو بن العاص يطالبان بدم عثمان أو السلطة كانت هدفا لهما؟ وهل يبقى شك، بعد قراءتنا خطاب كل منهما في طبيعة الادعاءات المرفوعة من قبل الفئة الباغية والصورة الحقيقية لحركة الردة التي ما كان لها أن تحقق هدفها لولا تخاذل بعض المسلمين ووهن بعضهم الآخر.
أما معاوية، صاحب القميص الذي صار مضربا للمثل على الادعاءات الكاذبة، فنورد فقرة من خطبته التي استهل بها عهده المشؤوم. ري أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين: ” لما انتهى الأمر لمعاوية، وسار حتى نزل النخيلة وجمع الناس بها فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة “. وأورد بعض مقاطعها ومنها:
” ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها.
فندم فقال: إلا هذه الأمة فإنها وإنها… ” ” ألا إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به “.
” إني والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك. وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون ” (1).
هل كان ابن آكلة الأكباد ووزيره الأول عمرو بن العاص يطالبان بدم عثمان أو السلطة كانت هدفا لهما؟ وهل يبقى شك، بعد قراءتنا خطاب كل منهما في طبيعة الادعاءات المرفوعة من قبل الفئة الباغية والصورة الحقيقية لحركة الردة التي ما كان لها أن تحقق هدفها لولا تخاذل بعض المسلمين ووهن بعضهم الآخر.
(١) مقاتل الطالبيين، ص 76 – 77، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1408 ه 1987 م.
(١٨)
كانت هذه هي الأهداف الحقيقية: ” لاستحواذ على السلطة و ” إذلال المؤمنين “، وهي تختلف عن الأهداف الدعائية: ” الثأر من قتلة عثمان “.
ب – وسائل التآمر على الناس أما عن الوسائل التي اتبعها ابن آكلة الأكباد من أجل تحقيق غايته الشيطانية (وهي إقامة حكومة من بدوا في رؤيا رسول (ص) ” قردة “، في مواجهة حكومة العدل الإلهية) فهي في المستوى نفسه، ومن نماذجها نذكر:
أولا: الرشوة والإغراء بالمناصب وإليك النموذج الآتي: حاول معاوية رشوة قيس بن سعد بن عبادة، والي الإمام علي على مصر. فكتب له: “… فإن استطعت، يا قيس، أن تكون ممن يطلب بدم عثمان فافعل. تابعنا على أمرنا ولك سلطان العراقين، إذا ظهرت ما بقيت، ولمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطاني. وسلني غير هذا مما تحب فإنك لا تسألني شيئا إلا أوتيته ” (1).
أما رد قيس بن سعد بن عبادة رضوان الله عليه، على ابن آكلة الأكباد فكان ردا مخرسا فقد كتب له: ” بسم الله الرحمن الرحيم، من قيس بن سعد إلى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد، فإن العجب من
(1) تاريخ الطبري، مؤسسة الأعلمي، بيروت، د. ت.
(١٩)
ب – وسائل التآمر على الناس أما عن الوسائل التي اتبعها ابن آكلة الأكباد من أجل تحقيق غايته الشيطانية (وهي إقامة حكومة من بدوا في رؤيا رسول (ص) ” قردة “، في مواجهة حكومة العدل الإلهية) فهي في المستوى نفسه، ومن نماذجها نذكر:
أولا: الرشوة والإغراء بالمناصب وإليك النموذج الآتي: حاول معاوية رشوة قيس بن سعد بن عبادة، والي الإمام علي على مصر. فكتب له: “… فإن استطعت، يا قيس، أن تكون ممن يطلب بدم عثمان فافعل. تابعنا على أمرنا ولك سلطان العراقين، إذا ظهرت ما بقيت، ولمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطاني. وسلني غير هذا مما تحب فإنك لا تسألني شيئا إلا أوتيته ” (1).
أما رد قيس بن سعد بن عبادة رضوان الله عليه، على ابن آكلة الأكباد فكان ردا مخرسا فقد كتب له: ” بسم الله الرحمن الرحيم، من قيس بن سعد إلى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد، فإن العجب من
(1) تاريخ الطبري، مؤسسة الأعلمي، بيروت، د. ت.
(١٩)