الرئيسية / مقالات متنوعة / هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام

هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام

هبة السماء رحلتي من المسيحية إلى الإسلام

علي الشيخ دار الصادقين

1 – أن هذه الأسفار (المقدسة) قد كتبت خلال فترة خمسة عشر قرنا تقريبا أو أكثر ومعظم النصوص الأصلية أو كلها مفقودة الآن، إضافة إلى هذا فإن الكثير منها لا يعرف مؤلفوها فهي مجهولة ولا من هو ناسخها ومتى كتبت، والنسخ المتوفرة مأخوذة عن نسخ أصلية كما يعتقد في أحسن الأحوال، فهل يمكن القول بأن الناسخ لهذه الكتب الجديدة لم يخطئ، ولا سيما عند القول بأن هذه الكتب مترجمة من اللغة العبرية إلى اللغات الأخرى؟!
وهل هذه الترجمة – كما كان يعتقد اليهود في الترجمة السبعينية – إنما تمت بوحي من الله تعالى أم لا؟
ولهذا أعتقد أن هذه الكتب والأسفار التي بين أيدينا الآن من العهد القديم لا يمكن الاعتماد عليها بشكل قاطع ويقيني ولا يمكن الاطمئنان من أنها لم تتسرب إليها الأخطاء إذ ينقل في قاموس الكتاب المقدس ما نصه وكل ما وصل إلينا هو نسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناء عظيما فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الإملائية الطفيفة جدا إليها (1).
فعلى أقل تقدير هناك شك في أن هذه النسخ الموجودة هي نفس النسخ الأصلية، ولذا نرى الاختلافات القائمة بين علماء الكتاب المقدس حول هذه الأسفار.

(1) قاموس الكتاب المقدس: ص 763.
(٢٧)
2 – نحن باعتبارنا مؤمنون بالله ورسالاته وعلى اختلاف المذاهب والأديان نعتقد بأن الأنبياء الإلهيين هم من أفضل البشرية ولهذا نستطيع القول بأنهم صالحون وعلى الأقل معصومون من الذنوب والخطايا التشريعية، ولكننا للأسف نجد في هذه الأسفار، وفي مواضع كثيرة نسبة هذه المعاصي والخطايا الكبيرة لهؤلاء الأنبياء العظام، كشربهم للخمر والزنا بالمحارم وغير ذلك من الأمور التي يأبى كل مؤمن شريف التفكير بها فضلا عن مزاولتها، وها أنا أذكر بعض الأمثلة على هذا ومن أراد التوسع فليطالع العهد القديم.
ينقل في العهد القديم أن النبي لوط (عليه السلام) قد شرب الخمر وسكر ومن ثم ارتكب خطيئة الزنا مع من حرم عليه الزواج منهن (بناته) ومن ثم حملن منه (أنظر: سفر التكوين (19 – 1 – 38)، وكذلك ينقل عن النبي سليمان (عليه السلام) الذي كان مملوءا بالحكمة، أن السنوات الأخيرة من حكمه كانت مؤسفة، فقد بدأ بتعدد الزوجات، وأحب نساء كثيرات إضافة إلى بنت فرعون (زوجته) فكان له سبعمائة من الزوجات وثلاثمائة من السراري استطعن أن يميلن قلبه إلى الآلهة الغريبة حتى بنى أماكن لعبادة الأوثان أيضا، إرضاء لهن فغضب الرب عليه أنظر (1 ملوك: 11: 1 – 25).
وكذلك قصة نوح النبي (عليه السلام) إذ ينقل في العهد القديم أنه صنع مسكرا وشربه وسكر فكشف عورته أمام أولاده فغطوه. أنظر
(٢٨)
التكوين: 9: 1 – 29) وقصة يعقوب ومصارعته مع الرب وغيرها من القصص الأخرى تجعلنا نعتقد أن هذه الأسفار قد دخلت فيها بعض التحريفات التي تدفعنا للاعتقاد بأن هذا العهد القديم الموجود بين أيدينا وعلى أقل تقدير ليس كله وحيا إلهيا.
إضافة إلى هذا، هناك بعض القصص العجيبة التي يرفضها العقل مثلا (فالأنبياء يتعرون) – وفيما شاول ذاهب إلى هناك حل عليه روح الله فأخذ يتنبأ طول الطريق ونزع أيضا ثيابه وتنبأ أيضا أمام صموئيل وانطرح عريانا كل ذلك النهار وليله لذلك يقال شاول أيضا من الأنبياء). (أنظر: أصم: 19: 20 – 24).
وأيضا أشعيا (20: 1 – 6) فالنبي أشعيا (مشى عاريا حافيا لمدة ثلاث سنين، كذلك يمشون سبايا مصر عراة حفاة مكشوفة مؤخراتهم وغيرها الكثير.
3 – من المسائل التي يمكن ذكرها أيضا كثرة التناقضات الموجودة فيها، ففي القصة الواحدة مثلا نرى أن بعض الأسفار تخالف الأسفار الأخرى بل ونجد في السفر الواحد بعض التناقضات ففي سفر التكوين ينقل عن قصة نوح والسفينة بأنه أمر أن يأخذ معه من كل ذي جسد اثنين ذكرا وأثنى. أنظر (تك 6: 19 – 20) وفي نفس السفر يأتيه الأمر أن تأخذ سبعة سبعة ذكرا وأنثى. أنظر (تك 7: 2 – 3) وأمثال هذا كثير في أسفار العهد القديم، وهو ما يقودنا إلى القول
(٢٩)
بأنه هذه الأسفار من وحي ونتاج الخيال البشري ويستحيل قبولها على أنها وحي إلهي.
وأكتفي بهذا المقدار من الحديث عن العهد القديم، على أمل أن أوفق للبحث فيه بشكل مستقل وموسع إن شاء الله في المستقبل القريب.
(٣٠)

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

 

شاهد أيضاً

ماذا يعني التفاوض على حافة الهاوية؟

ناصر قنديل – ليس صحيحاً الاعتقاد أن مسارات التفاوض المفتوحة حول غزة والآن حول لبنان ...