تعبئة المستضعفين.. الشعب هو القوّة الحقيقية
ساعتين مضت
أخبار وتقارير
16 زيارة
مختار حداد
في ٢٦ تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٧٩ م، وفي الأشهر الأولى لانتصار الثورة الإسلامية، أصدر الإمام الخميني (قدس سره) أمرًا تاريخيًا بتشكيل “قوة العشرين مليون”؛ تعبئة المستضعفين من الشباب المؤمن للدفاع عن الثورة والوطن.
هذا التشكيل لم يكن مجرد تنظيم عسكري، بل كان تعبيرًا عن فلسفة التعبئة الشعبية كأداة أساسية للحفاظ على الثورة الإسلامية وقيم الإسلام والبلاد، وهو ما يعكس رؤية الإمام الخميني لدور الشعب في بناء المجتمع.
تأسيس التعبئة الشعبية جاء في سياق التهديدات الخارجية والداخلية التي واجهت الثورة حديثة العهد، حيث رأى الإمام الخميني (قدس سره) فيها شجرة طيبة تنمو لتحمي الثورة وتمتد جذورها إلى العالم.
وكان سماحة الإمام الراحل يقول: “إن شاء الله ستتحول هذه التعبئة إلى جيش المئة مليون في العالم الإسلامي كله، يدافع عن حرمة المسلمين وعزة الأمة”.
ويؤكد أن “التعبئة الشعبية؛ هؤلاء الشباب هم جيش الله المخلص الذي لا يطلب أجرًا ولا شكورًا إلا من الله سبحانه وتعالى”.
هذا التأسيس لم يكن عفويًا، بل مبنيًّا على مبادئ تفكير إسلامي يعود إلى سنوات بعيدة، وفي آخر رسائله عن التعبئة الشعبية، أكد الإمام أهميتها في منع الفتن ومواجهة التحديات، مما يجعلها حقيقة خالدة في فكره.
أما في رؤية الإمام الخامنئي (حفظه الله)، فإن التعبئة الشعبية تمثل شبكة ثقافية واجتماعية ودفاعية، تجسد الديمقراطية الدينية والإسلامية في جميع المجالات.
يصفها بأنها مظهر الحب والإيمان والوعي والجهاد، جاهزة لإعلاء شأن البلاد والأمة، وهي قوة تجعل الشباب يشعرون بقوتهم بالتوكل على الله.
في مجال الدفاع، تبرز التعبئة الشعبية كجيش الله المخلص. والتعبوي يمتلك قوة مادية وروحية، قادر على تغيير مسار المعارك، كما في فترة الدفاع المقدس في إيران ومعركة أولي البأس في لبنان.
وفي السياق الاجتماعي، تدخل التعبئة الشعبية في الاقتصاد والعلم والتكنولوجيا، مما يجعلها محورًا للتقدم الشامل. ويؤكد الإمام الخامنئي (قدس سره) أنها ليست مجرد تنظيم عسكري، بل تفكير وثقافة وخطاب، يمتد تأثيرها إلى العالم الإسلامي ككل.
في المجال الدفاعي، لعبت التعبئة الشعبية دورًا حاسمًا في الحرب المفروضة لثماني سنوات، حيث قال الجيش والحرس الثوري بأن حضور أبناء التعبئة الشعبية في الجبهات كان عاملًا رئيسًا في الصمود والنصر.
كما أسهمت في تعزيز الأمن ودعم الاستقرار الاجتماعي.
وفي الجوانب الاجتماعية والخدمية، تتجلى أهميتها في برامج التنمية والإغاثة والإعمار، حيث أصبحت قوة شعبية تتجاوز الحدود العسكرية لتصبح أداة بناء المجتمع، ويرى الإمام الخامنئي أن التعبئة الشعبية يمكن أن تكون محورًا في مجال الإعمار والعلم، حاضرة في الجامعات والحوزات والمدارس.
من أبرز تجليات التعبئة الشعبية في الخدمة الاجتماعية هو نشاط تعبئة الإعمار الذي يعتمد على مبادرات عفوية من الشباب، ويهدف إلى محو الفقر والحرمان من خلال معسكرات خدمة المواطنين.
ويشيد الإمام الخامنئي بهذا العمل بوصفه حركة هائلة تعكس الروح الجهادية، ويؤكد وجوب استمراره وصولاً إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
في مجال الطب، تبرز التعبئة الطبية بوصفها قوة دعم للنظام الصحي، حيث يشارك الأطباء والممرضون في المستشفيات وفي أنشطة الطبابة في المناطق النائية، ويسهمون في التقنيات الطبية المتقدمة مثل الخلايا الجذعية.
هذه الأنشطة ليست عشوائية، بل جزء من إستراتيجية شاملة للخدمة، كما في الدفاع المقدس والإعمار، حيث أصبحت التعبئة الشعبية مصدر إلهام للتقدم العلمي والتكنولوجي.
في رؤية الإمام الخامنئي، تمتد التعبئة الشعبية إلى “نواة المقاومة العالمية” التي هي امتداد طبيعي لفكر الإمام الخميني (قدس سره). يصفها بأنها نواة تنمو في أرجاء العالم الإسلامي، مستوحاة من ثقافة التعبئة الشعبية، وتواجه الاستكبار العالمي.
هذه النواة غيرت اتّجاه الحركة لصالح المقاومة، كما في المنطقة، وهي تحقيق لنبوءة الإمام الخميني (قدس سره) بجيش المئة مليون العالمي.
أهمية هذه الأعمال تكمن في تعزيز الوحدة الإسلامية ومواجهة الغزو الثقافي والعسكري، مما يجعل التعبئة الشعبية عمودًا فقريًّا للأمة.
تبرز أهمية هذه الأعمال في الخدمات التي يقدمها للشعب من خلال أمثلة عملية، مثل جائحة كورونا، حيث أدت التعبئة الشعبية دورًا جهاديًّا في مكافحتها، من خلال تعبئة وطنية، حيث شكلت مئات الآلاف من الفرق، وغربلت ٧٨ مليون شخص في المرحلة الأولى و٤٣ مليون في الثانية، بالإضافة إلى إنشاء نظام ٤٠٣٠ للاستشارات.
وأسهمت مجموعات الجهاد في إنتاج المعدات الطبية والوقاية ومساعدة الناس، مما أظهر الروح الجهادية في الخدمة، وأكد الإمام الخامنئي أن هذا الدور يعكس الوعي بالاحتياجات اليومية.
كما في حرب لـ١٢ يومًا المفروضة حضر أبناء التعبئة الشعبية من مختلف فئات الشعب في الساحة لخدمة المواطنين والحفاظ على أمن البلاد.
في الختام، التعبئة الشعبية ليست مجرد تنظيم، بل ثقافة وفكر يجسد الإيمان والجهاد، كما رآها الإمام الخميني (قدس سره) مؤسسًا لتعبئة المستضعفين.
أهميتها تكمن في خدمة الشعب في الأزمات وكذلك تطوير البلاد، سواء مثل جائحة كورونا أو الدفاع عن البلاد أو النشاط العلمي، مما يجعلها ركيزة للثورة الإسلامية.
التعبويون رجالًا ونساءً وطلابًا وتلامذة عندما حضروا في أي ساحة كانت النتيجة هي النجاح والتطور، وهذا يدل على أهمية الاعتماد على أبناء الشعب.
والیوم التعبئة الشعبية في إيران بفئاتها المختلفة حاضرة في ساحات الخدمة وهي: تعبئة التلامذة، تعبئة طلّاب الجامعات، تعبئة الأساتذة الجامعيّين، تعبئة مدرسي المدارس تعبئة العلم والبحوث والتقنيات، تعبئة الأطبّاء والعاملين في المجال الصحي، تعبئة المهندسین، تعبئة الحقوقيين، تعبئة رجال الدين وطلّاب الحوزات، تعبئة النساء، تعبئة الرياضيين، تعبئة الفنانين، تعبئة الإعلام والإعلاميين، تعبئة المنشدين، تعبئة العمّال، تعبئة التجار وأصحاب المحلات، تعبئة العشائر، تعبئة المساجد والأحياء، تعبئة الإعمار، تعبئة قدامى المحاربين …إلخ.
وهي مستمرة وصولاً إلى تحقيق العدالة والتقدم، كما أكد الإمام الخميني (قدس سره) في آخر كلماته عنها. إذ لا تزال هذه التعبئة تثبت أن الشعب هو القوّة الحقيقية، وأن التوكل على الله يصنع المعجزات.




رابط الدعوة واتساب:
رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
@@@@@@@@@@@@@@
2025-11-27