الرئيسية / شخصيات أسلامية / الامام محمد الجواد عليه السلام سيرة وتاريخ

الامام محمد الجواد عليه السلام سيرة وتاريخ

JJ

الردّ على الاَحاديث الموضوعة:
وفي إطار البحوث العقائدية ردّ الاِمام الجواد عليه السلام على جملة وافية من الاَحاديث الموضوعة في فضائل بعض الصحابة ، التي روّج لها بنو أُمية منذ زمان معاوية بن أبي سفيان ، وصرفوا الاَموال الطائلة في سبيل وضعها ونشرها ، وذلك لبلوغ أهدافهم السياسية والمحافظة على أركان ملكهم واستمرار تسلطهم غير المشروع على الخلافة الاسلامية .
فقد روي أن ابن أكثم ناظر الاِمام أبا جعفر عليه السلام بمحضر المأمون وجماعة كبيرة من أركان دولته وخاصته ، فقال يحيى للاِمام عليه السلام : ما تقول يابن رسول الله في الخبر الذي روي أن جبرائيل نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : يا محمد إنّ الله يقرؤك السلام ، ويقول لك : سل أبا بكر هل هو راضٍ عني ، فإنّي راضٍ عنه ؟
فقال عليه السلام : « لست بمنكر فضل أبي بكر ، ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع : قد كثُرت عليَّ الكذابة وستكثر ، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به . وليس يوافق هذا الخبر
____________
1) سورة الفرقان : 25 | 44 .
2) راجع : تهذيب الاَحكام 3 : 28 | 98 .
(108)

كتاب الله ، قال الله تعالى : ( وَلَقَد خَلَقنا الاِنسانَ ونَعلمُ ما توسوِسُ بِهِ نفسُهُ ونحنُ أقربُ إليهِ من حَبلِ الوريدِ ) (1) فالله عزَّ وجلَّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سرّه ؟ ! هذا مستحيل في العقول » .
ثم قال يحيى بن أكثم : وقد روي أنّ مثل أبي بكر وعمر في الاَرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء .
فقال الاِمام عليه السلام : « وهذا أيضاً يجب أن يُنظر فيه؛ لاَن جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقرّبان ، لم يعصيا الله قط ، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة . وهما ـ أي أبو بكر وعمر ـ قد أشركا بالله عزَّ وجلّ ، وإن أسلما بعد الشرك ، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله ، فمحال أن يُشبِّههما بهما . . » .
قال يحيى : وقد روي أنهما سيدا كهول أهل الجنة ، فما تقول فيه ؟
فقال عليه السلام : « وهذا محال أيضاً؛ لاَنّ أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ، ولا يكون فيهم كهل ، وهذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادة الخبر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحسن والحسين بأنّهما سيدا شباب أهل الجنة » .
فقال يحيى بن أكثم : وروي أن عمر بن الخطّاب سراج أهل الجنة .
فقال عليه السلام : « وهذا أيضاً محال؛ لاَنّ في الجنة ملائكة الله المقربين ، وآدم ، ومحمداً وجميع الاَنبياء والمرسلين ، لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر ؟ ! » .
قال يحيى : وروي أنّ السكينة تنطق على لسان عمر .
____________
1) سورة ق : 50 | 16 .
(109)

فقال عليه السلام : « لست بمنكر فضائل عمر ، لكنّ أبا بكر ـ وأنه أفضل من عمر ـ قال على رأس المنبر : إنّ لي شيطاناً يعتريني ، فإذا ملتُ فسدّدوني » .
فقال يحيى : قد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لو لم أُبعث لبُعث عمر .
فقال عليه السلام : « كتاب الله أصدق من هذا الحديث ، يقول الله في كتابه : (وإذ أخَذنا من النبيِّينَ ميثاقَهُم ومنكَ ومن نوحٍ ) (1) فقد أخذ الله ميثاق النبيين ، فكيف يمكن أن يستبدل ميثاقه ؟ وكان الاَنبياء لم يشركوا طرفة عين ، فكيف يبعث بالنبوة من أشرك ، وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله ؟ ! وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : نُبِّئتُ وآدم بين الروح والجسد » .
قال يحيى : وقد روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما احتبس الوحي عني قط إلاّ ظننته قد نزل على آل الخطّاب .
فقال عليه السلام : « وهذا محال أيضاً؛ لاَنّه لا يجوز أن يشكّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نبوّته ، قال الله تعالى : ( الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ) (2) . فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممن اصطفاه الله إلى من أشرك به ؟ » .
قال يحيى : روي أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : لو نزل العذاب لما نجى منه إلاّ عمر .
فقال عليه السلام : « وهذا محال أيضاً ، إنّ الله تعالى يقول : ( وَمَا كان الله لِيُعذِّبَهُم وأنتَ فيهم وما كان اللهُ مُعذِّبهُم وهم يستغفرون ) (3) فأخبر سبحانه أنه لايعذّب أحداً مادام فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وما داموا يستغفرون الله تعالى » .
____________
1) سورة الاَحزاب : 33 | 7 .
2) سورة الحج : 22 | 75 .
3) سورة الاَنفال : 8 | 33 .

فأُفحم يحيى بن أكثم وسكت ، بعد أن أعيته أجوبة الاِمام عليه السلام عن إيجاد مخرج لما تورط فيه (1) .
توظيف المعجزة والكرامة في الهداية والارشاد :
الحدث المعجز إنّما يجريه الله سبحانه وتعالى على يد أنبيائه ورسله أو أوصيائهم؛ للتدليل على أن النبي المرسل أو الوصي المختار مرتبط بالسماء بشكل أو بآخر ، وأن المعجزة ـ وهي أمر خارق للعادة الطبيعية ـ هي تأييد لدعوى النبي بأنّه ينطق عن السماء ، وأن ما يأتي به من تعاليم إنّما تصدر عن الله تبارك وتعالى؛ وتأييد لدعوى الوصي أو الاِمام المعصوم أيضاً بأنّه يتصل بالنبوة التي هي بدورها من مختصات السماء .
ولقد وظّف أئمة أهل البيت عليهم السلام المعاجز والكرامات التي كانت تجري على أيديهم في استقطاب أفراد الاُمّة حول محور الاِمامة ، ثم إرشادهم وهدايتهم نحو المسار الصحيح .
ومن ذلك ، الخبر الذي يبيّن بجلاء توظيف الاِمام عليه السلام للمعجزة في هداية الناس إلى طريق الحق ، وإلفات نظرهم إلى عظيم منزلة أئمة أهل البيت عليهم السلام عند الله سبحانه . فقد جاء عن علي بن خالد ، قال : كنت بالعسكر ، فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً أُتي به من ناحية الشام مكبولاً ، وقالوا : إنّه تنبأ (2) .
قال : فأتيت الباب وداريت البوّابين حتى وصلت إليه ، فإذا رجل له فهم
____________
1) الاحتجاج | الطبرسي 2 : 245 طبعة النجف ـ دار النعمان 1386 هـ ، تعليق السيد محمد باقر الخرسان .
2) تنبأ أي ادّعى النبوة .
(111)

وعقل ، فقلت له : يا هذا ما قصتك ؟
فقال : إنّي كنت رجلاً بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال إنّه نُصب فيه رأس الحسين عليه السلام فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبلٌ على المحراب أذكر الله تعالى إذ رأيت شخصاً بين يديّ ، فنظرت إليه . فقال لي : قم ، فقمت معه فمشى بي قليلاً فإذا أنا في مسجد الكوفة ، قال : فصلّى فصلّيت معه ثم انصرف وانصرفت معه ، فمشى قليلاً فإذا نحن بمسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلّى وصلّيت معه ، ثم خرج وخرجت معه فمشى قليلاً فإذا أنا بمكّة ، فطاف بالبيت وطفت معه ، ثم خرج فمشى قليلاً فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله تعالى فيه بالشام ، وغاب الشخص عن عيني ، فبقيت متعجِّباً حولاً مما رأيت .
فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ، ودعاني فأجبته ، ففعل كما فعل في العام الماضي ، فلمّا أراد مفارقتي بالشام قلت له : سألتك بحقّ الذي أقدرك على ما رأيت منك إلاّ أخبرتني من أنت ؟
فقال : « أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر » .
فحدّثتُ من كان يصير إليّ بخبره ، فرقي ذلك إلى محمد بن عبدالملك الزيّات ، فبعث إليّ فأخذني وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى ، وادُّعي عليَّ المحال .
فقلت له : فأرفع عنك قصة إلى محمد بن عبدالملك الزيّات .
فقال : إفعل .
فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها ورفعتها إلى محمد بن عبدالملك

(112)

الزيّات ، فوقّع في ظهرها : قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وردَّك من مكة إلى الشام ، أن يخرجك من حبسك هذا .
قال علي بن خالد : فغمني ذلك من أمره ورققت له وانصرفت محزوناً عليه ، فلما كان من الغد باكرت الحبس لاَعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وأصحاب السجن وخلقاً عظيماً من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لي : المحمول من الشام المتنبىَ افتقد البارحة من الحبس ، فلا يُدرى أخُسِفت به الاَرض أو اختطفته الطير !
وكان هذا الرجل ـ أعني علي بن خالد ـ زيدياً ، فقال بالاِمامة لمّا رأى ذلك وحسُنَ اعتقاده (1) .
وروي عن القاسم بن المحسن (2) ، قال : كنت فيما بين مكّة والمدينة فمرَّ بي أعرابي ضعيف الحال ، فسألني شيئاً فرحمته وأخرجت له رغيفاً فناولته إياه ، فلما مضى عني هبّت ريح شديدة ـ زوبعة ـ فذهبت بعمامتي من رأسي ، فلم أرها كيف ذهبت ؟ وأين مرّت ؟ فلما دخلت على أبي جعفر بن الرضا عليه السلام ، فقال لي : « يا قاسم ! ذهبت عمامتك في الطريق ؟ » .
قلت : نعم .
قال : « يا غلام أخرج إليه عمامته » ، فأخرج إليَّ عمامتي بعينها ، قلت:
____________
1) الاِرشاد 2 : 289 ـ 291 . وراجع : دلائل الاِمامة : 205 | 366 . وإعلام الورى : 347 . وكشف الغمة 3 : 149 .
2) الظاهر أنّه : القاسم بن الحسن البزنطي ، إذ لا وجود للقاسم بن المحسن في كتب الرجال .
(113)

يابن رسول الله ! كيف صارت إليك ؟
قال : « تصدقت على الاَعرابي ، فشكر الله لك ، وردّ عمامتك ، وان الله لا يضيع أجر المحسنين » (1) .
ونقل الإربلي عن القاسم بن عبدالرحمن ـ وكان زيدياً ـ قال : خرجت إلى بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعاودون ويتشرّفون ويقفون قلت : ما هذا ؟ فقالوا : ابن الرضا ، ابن الرضا .
فقلت : والله لأنظرنّ إليه ، فطلع على بغل ـ أو بغلة ـ فقلت : لعن الله أصحاب الاِمامة حيث يقولون إنّ الله افترض طاعة هذا .
فعدل إليَّ وقال : « يا قاسم بن عبدالرحمن ( أبَشَراً منّا واحداً نتّبِعُهُ إنّا إذاً لفي ضلالٍ وسُعرٍ ) (2) » .
فقلت في نفسي : ساحر والله .
فعدل إليَّ فقال : « ( أأُلقي الذكرُ عَلَيهِ من بَينِنا بل هو كذّابٌ أشرٌ ) » (3) .
قال : فانصرفت وقلت بالاِمامة ، وشهدت أنه حجة الله على خلقه واعتقدت (4) .
دوره في التربية الاَخلاقية والاجتماعية :
إنّ دور الاِمام عليه السلام في المجتمع هو نفس دور الاَنبياء والرسل عليهم السلام ، يتمثل
____________
1) كشف الغمة 3 : 159 ـ 160 .
2) سورة القمر : 54 | 24 .
3) سورة القمر : 54 | 25 .
4) كشف الغمة 3 : 150 .
(114)

في بناء وصياغة الاِنسان النموذج؛ لاَنّ النبي أو الاِمام هو شاهد منتخب من قبل عالم الغيب ، ويتحمل في عالم الشهادة مسؤولية تأسيس أُمّة صالحة من الداخل ، بعد أن يغرس في أعماقها كل المعاني والمُثُل والقيم الفاضلة ، ثم قيادتها وفق الاَوامر الاِلهية ، للوصول إلى المجتمع التوحيدي المتكامل .
ومن خلال استقراء منهج الاَنبياء والرسل في قيادة البشرية وهدايتها عبر سلسلتهم الطويلة الممتدة منذ بدء الخليقة المتمثلة بالاِنسان الاَول ، والذي كان نبياً أيضاً ، وحتى الرسالة الخاتمة المتمثلة بأشرف الاَنبياء والرسل صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو خاتمهم ، نجد أنّ هذا المنهج يعتبر الاِنسان محور حركته . . .
الاِنسان لا كعقل مجرد ، بل الاِنسان صاحب العقل والروح والاَحاسيس والمشاعر . . الاِنسان صاحب القلب والعواطف . .
وعليه فمشروع الاَنبياء عليهم السلام وأوصيائهم ـ وخاتمتهم الاَئمة الاثني عشر عليهم السلام ـ في صياغة الاِنسان وتربيته وصنعه ، يتم من خلال التعامل مع تلك المقومات الاِنسانية التي ذكرنا بشكل عاطفي وعملي ، وليس كالفلاسفة الذين يتعاملون ويتجاذبون مع العقول المجردة .
بعد هذه المقدمة الموجزة نستعرض بعض المرويات عن إمامنا جواد الاَئمة عليه السلام والتي تكشف لنا كيفية توعيته لاَصحابه وشيعته وعموم الاُمّة وارشادهم إلى السلوك الاِيماني القويم ومن ذلك؛ الخبر الذي أورده ابن شعبة في تحف العقول حيث نقل أن أبا هاشم الجعفري قال للاِمام أبي جعفر عليه السلام في يوم تزوج أُم الفضل ابنة المأمون : ( يا مولاي لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم .

(115)

فقال عليه السلام : « يا أبا هاشم ! عظمت بركات الله علينا فيه » .
قلت : نعم يا مولاي ، فما أقول في اليوم .
فقال عليه السلام : « تقول فيه خيراً فإنّه يصيبك » .
قلت : يا مولاي أفعل هذا ولا أخالفه .
قال عليه السلام : « إذاً ترشد ولا ترى إلاّ خيراً » ) (1) .
ومن ذلك أيضاً الخبر المروي في تهذيب شيخ الطائفة قدس سره بسنده عن أبي ثمامة قال : قلت لاَبي جعفر الثاني عليه السلام : إنّي أُريد أن ألزم مكة أو المدينة ، وعليّ دين ، فما تقول ؟
فقال عليه السلام : « إرجع إلى مؤدي دينك واُنظر أن تلقى الله عزَّ وجلَّ وليس عليك دين ، إن المؤمن لا يخون » (2) .
وفي الكافي أورد عن ابن مهران ، قال : كتب أبو جعفر الثاني عليه السلام إلى رجل : « ذكرت مصيبتك بعلي ابنك ، وذكرتَ أنه كان أحبّ ولدك إليك ، وكذلك الله عزَّ وجلَّ إنّما يأخذ من الولد وغيره أزكى ما عند أهله؛ ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة . فأعظم الله أجرك ، وأحسن عزاك ، وربط على قلبك ، إنّه قدير ، وعجّل الله عليك بالخلف ، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله تعالى » (3) .
ونقل المجلسي في بحاره بسند رفعه إلى بكر بن صالح قال : ( كتب صهر
____________
1) تحف العقول : 339 طبعة النجف 1380 هـ .
2) تهذيب الاَحكام 6 : 184 | 382 .
3) الفروع من الكافي 3 : 205 . وراجع أيضاً : 218 .
(116)

لي إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام أن أبي ناصب خبيث الرأي ، وقد لقيت منه شدّة وجهداً ، فرأيك ـ جعلت فداك ـ في الدعاء لي ، وما ترى جُعلت فداك ؟ أفترى أن أكاشفه أم أُداريه ؟
فكتب : « قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك ، ولست أدع الدّعاء لك إن شاء الله ، والمداراة خير لك من المكاشفة ، ومع العسر يسر ، فاصبر إن العاقبة للمتقين ثبتك الله على ولاية من تولّيت ، نحن وأنتم في وديعة الله الذي لا يضيع ودائعه » .
قال بكر : فعطف الله بقلب أبيه حتى صار لا يخالفه في شيء ) (1) .
وحدّث الشيخ الصدوق عن أبيه قوله : ( حدثني سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن اسماعيل بن سهل ، قال : كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة .
قال : فكتب بخطّه أعرفه : « أكثر من تلاوة ( إنّا أنزلناه ) ورطّب شفتيك بالاستغفار » (2) .

شاهد أيضاً

“ثلاثة يُدخلهم الله الجنّة بغير حساب: إمامٌ عادل، وتاجرٌ صدوق، وشيخٌ أفنى عمره في طاعة الله”-11

الدرس الحادي عشر: الوسيلة إلى الله     النصّ القرآني: قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ...