شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد – ج ١
15 ساعة مضت
الاسلام والحياة
9 زيارة
وقائد الغر المحجلين ” (1). واليعسوب: ذكر النحل وأميرها. روى هاتين الروايتين أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني في ” المسند ” في كتابه ” فضائل الصحابة “، ورواهما أبو نعيم الحافظ في ” حليه الأولياء ” (2).
ودعى بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه وآله بوصي رسول الله، لوصايته إليه بما أراده.
وأصحابنا لا ينكرون ذلك، ولكن يقولون: انها لم تكن وصيه بالخلافة، بل بكثير من المتجددات بعده، أفضى بها إليه عليه السلام. وسنذكر طرفا من هذا المعنى فيما بعد.
وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أول هاشمية ولدت لهاشمي، كان علي عليه السلام أصغر بنيها، وجعفر أسن منه بعشر سنين، وعقيل أسن منه بعشر سنين، وطالب أسن من عقيل بعشر سنين، وفاطمة بنت أسد أمهم جميعا.
وأم فاطمة بنت أسد، فاطمة (1) بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص (ابن عامر بن لؤي وأمها حدية بنت) (4) وهب بن ثعلبه بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. (وأمها فاطمة بنت عبيد بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي.
وأمها سلمى بنت عامر بن ربيعه بن هلال بن أهيب بن ضبه بن الحارث بن فهر) (4). وأمها عاتكة بنت أبي همهمة – واسمه عمرو بن عبد العزى – بن عامر بن عميره بن وديعة بن الحارث بن فهر. (وأمها تماضر بنت عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي) (4). وأمها حبيبه، وهي أمة الله بنت عبد يا ليل بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسى، وهو ثقيف. وأمها فلانة بنت مخزوم بن أسامة بن ضبع (5) بن وائلة بن نصر بن صعصعه بن ثعلبه بن كنانه بن عمرو بن قين بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان
(١) ورواه أيضا الطبراني في الكبير، ونقله صاحب الرياض النضيرة ٢: ١٥٥، مع اختلاف في اللفظ.
(٢) حليلة الأولياء ١: ٦٣، بسنده عن أنس، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين “.
(٣) تكملة في مقاتل الطالبين.
(٤) كذا في ب، وفي أ: ” ضجيج ” وفي مقاتل الطالبيين ” صبح “.
(١٣)
ابن مضر. وأمها ربطه بنت يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف. وأمها كلة (1) بنت حصين بن سعد بن بكر بن هوازن. وأمها حبى بنت الحارث بن النابغة بن عميره بن عوف بن نصر بن بكر بن هوازن. ذكر هذا النسب أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني في كتاب ” مقاتل الطالبيين ” (2).
أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشره من المسلمين، وكانت الحادي عشر، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكرمها ويعظمها ويدعوها: أمي، وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة، فقبل وصيتها، وصلى عليها، ونزل في لحدها، واضطجع معها فيه بعد أن ألبسها قميصه، فقال له أصحابه إنا ما رأيناك صنعت يا رسول الله بأحد ما صنعت بها، فقال إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت معها ليهون عليها ضغطه القبر.
وفاطمة أول امرأة بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله من النساء.
وأم أبى طالب بن عبد المطلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وهي أم عبد الله، والد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله، وأم الزبير بن عبد المطلب، وسائر ولد عبد المطلب بعد لأمهات شتى.
واختلف في مولد علي عليه السلام أين كان؟ فكثير من الشيعة يزعمون أنه ولد في الكعبة، والمحدثون لا يعترفون بذلك، ويزعمون أن المولود في الكعبة حكيم بن حزام ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
واختلف في سنه حين أظهر النبي صلى الله عليه وآله الدعوة، إذ تكامل له صلوات الله عليه أربعون سنة، فالأشهر من الروايات أنه كان ابن عشر. وكثير من أصحابنا المتكلمين يقولون: إنه كان ابن ثلاث عشرة سنة، ذكر ذلك شيخنا أبو القاسم البلخي وغيره من شيوخنا.
(١) مقاتل الطالبيين: ” كلية بنت قصية “.
(2) في ترجمة جعفر بن أبي طالب ص 7.
(١٤)
والأولون يقولون: إنه قتل وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهؤلاء يقولون: ابن ست وستين، والروايات في ذلك مختلفة. ومن الناس من يزعم أن سنه كانت دون العشر، والأكثر الأظهر خلاف ذلك.
وذكر أحمد بن يحيى البلاذري وعلي بن الحسين الأصفهاني أن قريشا أصابتها أزمة وقحط، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعميه: حمزه والعباس: ألا نحمل ثقل أبى طالب في هذا المحل! فجاءوا إليه وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم، فقال:
دعوا لي عقيلا وخذوا من شئتم – وكان شديد الحب لعقيل – فأخذ العباس طالبا، وأخذ حمزه جعفرا، وأخذ محمد صلى الله عليه وآله عليا، وقال لهم: قد اخترت – من اختاره الله لي عليكم – عليا، قالوا فكان علي عليه السلام في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله، منذ كان عمره ست سنين.
وكان ما يسدي إليه ص من إحسانه وشفقته وبره وحسن تربيته، كالمكافأة والمعاوضة لصنيع أبى طالب به، حيث مات عبد المطلب وجعله في حجره.
وهذا يطابق قوله عليه السلام: لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة سبع سنين. وقوله كنت أسمع الصوت وأبصر الضوء سنين سبعا، ورسول الله صلى الله عليه وآله حينئذ صامت ما أذن له في الانذار والتبليغ، وذلك لأنه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة، وتسليمه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من أبيه وهو ابن ست – فقد صح انه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين، و أبيه وهو ابن ست – فقد صح أنه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين، وابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمييز على أن عبادة مثله هي التعظيم والإجلال وخشوع القلب، واستخذاء الجوارح إذا شاهد شيئا من جلال الله سبحانه وآياته الباهرة، ومثل هذا موجود في الصبيان.
وقتل عليه السلام ليله الجمعة لثلاث عشرة بقين من شهر رمضان، سنه أربعين في
(١٥)
2025-03-05