نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام)
13 ساعة مضت
كلامكم نور
17 زيارة
لتشقون به على أنفسكم في دنياكم (1) وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار 38 – (وقال عليه السلام لابنه الحسن): يا بني احفظ عني أربعا وأربعا لا يضرك ما عملت معهن: أغنى الغنى العقل. وأكبر الفقر الحمق. وأوحش الوحشة العجب (2). وأكرم الحسب حسن الخلق يا بني إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. وإياك ومصادقة البخيل فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه (3)، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه (4). وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب 39 – وقال عليه السلام: لا قربة بالنوافل إذا أضرت بالفرائض (5) 40 – وقال عليه السلام: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه (وهذا من المعاني العجيبة الشريفة. والمراد به أن العاقل لا يطلق لسانه إلا بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة، والأحمق تسبق حذفات
____________________
(1) تشقون بضم الشين وتشديد القاف: من المشقة. وتشقون الثانية بسكون الشين:
من الشقاوة. والدعة بفتحات: الراحة (2) العجب: بضم فسكون. ومن أعجب بنفسه مقته الناس فلا يوجد له أنيس فهو في وحشة دائما (3) أحوج حال من الكاف في عنك (4) التافه: القليل (5) كمن ينقطع للصلاة والذكر ويفر من الجهاد
(١١)
لسانه وفلتات كلامه مراجعة فكره (1) ومماخضة رأيه. فكأن لسان العاقل تابع لقلبه، وكأن قلب الأحمق تابع للسانه) 41 – وقد روي عنه عليه السلام هذا المعنى بلفظ آخر وهو قوله:
قلب الأحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه، ومعناهما واحد 42 – (وقال لبعض أصحابه في علة اعتلها): جعل الله ما كان من شكواك حظا لسيئاتك، فإن المرض لا أجر فيه ولكنه يحط السيئات، ويحتها حت الأوراق (2). وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام. وإن الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة (وأقول: صدق عليه السلام إن المرض لا أجر فيه، لأنه من قبيل ما يستحق عليه العوض (3)، لأن العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد من الآلام والأمراض وما يجري مجرى ذلك،
____________________
(1) مراجعة وما بعده مفعول تسبق. وحذفات فاعله. ومماخضة الرأي: تحريكه حتى يظهر زبده وهو الصواب (2) حت الورق عن الشجرة: قشره. والصبر على العلة رجوع إلى الله واستسلام لقدره. وفي ذلك خروج إليه من جميع السيئات وتوبة منها، لهذا كان يحت الذنوب. أما الأجر فلا يكون إلا على عمل بعد التوبة (3) الضمير في لأنه للمرض، أي أن المرض ليس من أفعال العبد لله حتى يؤجر عليها، وإنما هو من أفعال الله بالعبد التي ينبغي أن الله يعوضه عن آلامها والذي قلناه في المعنى أظهر من كلام
(١٢)
2025-04-07