نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام)
3 ساعات مضت
كلامكم نور
6 زيارة
102 – وقال عليه السلام: يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل (1)، ولا يظرف فيه إلا الفاجر، ولا يضعف فيه إلا المنصف. يعدون الصدقة فيه غرما. وصلة الرحم منا. والعبادة استطالة على الناس. فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء وإمارة الصبيان وتدبير الخصيان 103 – (ورؤي عليه إزار خلق مرقوع فقيل له في ذلك فقال): يخشع له القلب، وتذل به النفس، ويقتدي به المؤمنون وقال عليه السلام: إن الدنيا والآخرة عدوان متفاوتان وسبيلان مختلفان، فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها. وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما، كلما قرب من واحد بعد من الآخر، وهما بعد ضرتان 104 – (وعن نوف البكالي قال رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة وقد خرج من فراشه فنظر في النجوم، فقال لي يا نوف: أراقد أنت أم رامق؟ فقلت بل رامق يا أمير المؤمنين (2)، قال يا نوف): طوبى للزاهدين
____________________
الطلب أو ظهرت قبل القضاء خيف الحرمان منها، ولو أخرت خيف النقصان (1) الماحل:
الساعي في الناس بالوشاية عند السلطان. ولا يظرف أي لا يعد ظريفا، ولا يضعف أي لا يعد ضعيفا. والغرم بالضم: الغرامة. والمن: ذكرك النعمة على غيرك مظهرا بها الكرامة عليه. والاستطالة على الناس: التفوق عليهم والتزيد عليهم في الفضل (2) أراد بالرامق منتبه العين في مقابلة الراقد بمعنى النائم، يقال رمقه إذا لحظه
(٢٣)
في الدنيا الراغبين في الآخرة. أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن شعارا (1)، والدعاء دثارا. ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح يا نوف إن داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له إلا أن يكون عشارا (2) أو عريفا أو شرطيا أو صاحب عرطبة وهي الطنبور أو صاحب كوبة وهي الطبل. (وقد قيل أيضا: إن العرطبة الطبل، والكوبة الطنبور (3)) 105 – وقال عليه السلام: إن الله افترض عليكم الفرائض فلا تضيعوها، وحد لكم حدودا فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها (4) وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها
____________________
لحظا خفيفا (1) شعارا يقرأونه سرا للاعتبار بمواعظه والتفكر في دقائقه. والدعاء دثارا يجهرون به إظهارا للذلة والخضوع لله. وأصل الشعار ما يلي البدن من الثياب.
والدثار ما علا منها. وقرضوا الدنيا: مزقوها كما يمزق الثوب بالمقراض على طريقة المسيح في الزهادة (2) العشار من يتولى أخذ أعشار الأموال وهو المكاس. والعريف من يتجسس على أحوال الناس وأسرارهم فيكشفها لأميرهم مثلا. والشرطي بضم فسكون نسبة إلى الشرطة واحد الشرط كرطب وهم أعوان الحاكم (3) لم نر هذا فيما وقفنا عليه من كتب اللغة. والمنقول أن الكوبة بالضم الطبل الصغير، وهو المعروف بالدربكة (4) أي لا تنتهكوا نهيه عنها بإتيانها. والانتهاك: الإهانة
(٢٤)
2025-10-07