الرئيسية / من / قصص وعبر / قصص المعصومين (عليهم السلام )

قصص المعصومين (عليهم السلام )

اءنظروا ساءصعداءمامكم الى اءعلى الكعبة واءحرك حجرا منها.
وراح الوليد بن المغيرة يتسلق جدارا من الكعبة حتى وقف عليه .. واءهل مكة يحدقون فيه وهو يمد يـده لـيـحـرك حـجرا منه .. فجاءة يتضرعون الى اللّه : اللهم انالا نريد سوى الاصلاح .. لقد خرجت اءفعى رهيبة من خلال الجدار مما جعل الوليد بن المغيرة يسارع بالنزول وقد استبد به الفزع .. وليس هذا فقط بل حتى الشمس غابت منكسفة من جراء ذلك .. في هذه الاثناء رفع شيخ صوته قـائلا لـهـم : يـا قـوم .. يـا قـوم ان اللّه تـعـالـى لا يرضى اءن تنفقوا في بناء بيته الشريف اءموالا اكتسبتموهامن حرام فليساهم كل رجل منكم في بناء الكعبة بمال طيب اكتسبه من حلال .
عمل الرجال بما سمعوه من الشيخ .. حتى جمعوا الاموال وهم يقولون :سننفق هذه الاموال في بناء بيت اللّه الحرام .
فـعادت الشمس الى حالتها الطبيعية .. وقد شاهد الناس نسرا يهبط على جدار الكعبة .. فيلتقط الافعى ويـحـلـق بها عاليا.. فعرفوا من خلال ماحصل اءمامهم اءن اللّه تعالى قد اذن لهم فيما صمموا عليه .
فراحوا يباشرون عملهم .
انـهمك الرجال في تهديم الجدران المتصدعة حتى وصلوا الى القواعد التي وضعها نبي اللّه ابراهيم الخليل (ع ) فاءرادوا تحريكها لتعريض الكعبة الشريفة .. ولكن عندما شرعوا بذلك حصل ما لم يكن بـالـحسبان فقداهتزت الارض تحت اءقدامهم .. واءصابت مكة ظلمة شديدة جعلتهم يعيشون لحظات الفزع من جديد.. فعرفوا ان ما اءصابهم هو بسبب تحريك القواعد فعدلوا عن ذلك .
ارتفعت جدران الكعبة الشريفة في بناء جديد.. وقد اشتروا اءخشابالتسقيفها.. وزينة لتزيينها.. ولما جاء دور وضع الحجر الاسود في محله اختلفت القبائل مع قريش وتشاجرت فيما بينها.. ذلك لان كل قبيلة تريداءن تحظى بشرف وضع الحجر الاسود لما له من اءهمية بالغة عند اللّه تعالى ..لهذا كانت كل قبيلة تقول : نحن اءولى به .. نحن نضعه .
وبينما هم على هذه الحال , واذا بشخص منهم يرفع صوته قائلا: مهلا ياقوم .. يا قوم مهلا.
صـمـت الـجـميع وراحوا ينظرون اليه بينما هو يواصل كلامه : ما رايكم في اءن نتحاكم عند اءول داخل علينا من باب بني شيبة ؟ موافقون .
قالوا ذلك بعد فترة من الصمت والتشاور فيما بينهم .
فـجاة فاشرقت الكعبة باءنوار وجهه الكريم .. وراح الرجال يرددون : انه الصادق الامين .. الصادق الامين .
حكموه بيننا.
وبـعـد اءن اءخـبـروه بالامر بسط رسول اللّه (ص ) رداءه على الارض .. ثم تناول الحجر الاسود فوضعه فوق الرداء.. واشار اليهم باءن يتقدم من كل عشيرة رجل يمسك بطرف من الرداء.. فكان منهم عـتبة بن ربيعة من عبد شمس ..والاسود بن المطلب من بني اءسد.. واءبو حذيفة بن المغيرة من بني مـخـزوم ..وقـيس بن عدي من بني سهم .. رفع هؤلاء الرجال رداء رسول اللّه (ص )..حتى اءوصلوا الـحـجر الاسود الذي فيه الى مستوى موضعه فتناوله الرسول (ص ) ووضعه في محله .. فنال بذلك كرامة خصه بها اللّه تعالى قبل بعثته الشريفة .
اميرالمؤمنين (ع ) امر من اللّه كـان يجلس بين اربعين رجلا من رجال العشيرة .. يستمعون الى كلام رسول اللّه (ص ) بعد ان نزلت عليه الاية الشريفة : ( وانذر عشيرتك الاقربين ) ((3)) . حـيـن كـان يـقول لهم (ص ) : ـ اني ادعوكم الى كلمتين خفيفتين على اللسان ..ثقيلتين في الميزان .
تملكون بهما العرب والعجم .. وتنقاد لكم الامم ..وتدخلون بهما الجنة .. وتنجون بهما من النار.. وهما شـهـادة ان لا الـه الا اللّه وانـي رسـول اللّه .. فمن يجيبني الى هذا الامر.. ويؤازرني عليه وعلى القيام به .. يكون اخي . ووصيي . ووزيري . ووارثي .. وخليفتي من بعدي .
ومـا زال الـرسـول (ص ) يـكرر كلامه فلم يسمع جوابا من احد سوى ذلك الذي كان يجلس بينهم .
ورغم انه كان اصغر الحاضرين سنا.. الا انه كلماسمع قول رسول اللّه (ص ) ينهض واقفا وبكل ثقة يقولها : ـ انا يا رسول اللّه اءؤازرك على هذا الامر.
فيامره الرسول (ص ) : ـ اجلس .
ثم يعيد على الحاضرين قوله .
يا مولاي يا رسول اللّه .. هل تنتظر غير هذا الفتى . وانت اعلم الناس به ..؟ اليس هو الذي اخترته من بين اخوته ليعيش معك ولم يكن عمره آنذاك سوى ست سنوات ؟ يـنشاء في رعايتك . ويشرب من ينابيع علمك .. كنت تضمه الى صدرك .. وتمضغ الطعام ثم تضعه في فـمـه .. مـن غيره كان يعلم بك وانت تجاور في كل سنة غار حراء فيراك ولا يراك غيره ..؟ هـنـاك غـير هذا الفتى الذي شم رائحة النبوة .. وراى نور الوحي والرسالة منذ نعومة اظفاره ..؟ واخذ العلم منك حتى بادرك في يوم سائلااياك بعد ان سمع رنة تنساب الى مسامعه : ـ يا رسول اللّه .
ما هذه الرنة ؟ فـقـلت له : هذا الشيطان قد اءيس من عبادته .. انك تسمع ما اءسمع وترى ماارى الا انك لست بنبي .
ولكنك وزير.
وهـل غـيـره يا رسول اللّه .. وقد شهد الحالة الروحية التي كنت تمر فيهاخلال اختلائك في غار حـراء.. حتى ايقن بكل شي ء فلم يحتج ان تدعوه الى الاسلام ؟ تـصبه الجاهلية بشي ءمنها.. ولم يتفاعل معها.. فقد كان مطلعا على امر دعوتك ومنهج رسالتك ..فاعلن تصديقه بك وايقن حتى قال : ـ علمني رسول اللّه (ص ) الف باب من العلم يفتح لي من كل باب الف باب .
واخـيـرا قـالـهـا رسول اللّه (ص ) لعلي (ع ) : ـ اجلس فانت اخي ووصيي ,ووزيري , ووارثي , وخليفتي من بعدي .
فنهض القوم يخاطبون ابا طالب ساخرين : ـ ليهنئك اليوم ان دخلت في دين ابن اخيك . فقد جعل ابنك اميرا عليك .

 

شاهد أيضاً

الإحتجاج (ج1) / للطبرسي

الإحتجاج (ج1) / الصفحات: ٣٦١ – ٣٨٠ لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ” وقوله: ” ...