آداب عصر الغيبة – الشيخ حسين كوراني
يوم واحد مضت
زاد الاخرة
24 زيارة
٥ – الشوق والحنين اليه…
«قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها
وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في
سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين».
التوبة – ٢٤
إن الحب حق لله تعالى لا يشاركه فيه على وجه الاستقلال أحد…
ومن حب الله تعالى يتفرع حب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم
السلام.
«قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى»
الشورى – ٢٣
والمسيرة التوحيدية المباركة حافلة بالنماذج الراقية لحب الله تعالى…
وتاريخ الإسلام حافل أيضا بذلك وبنماذج مشرقة لحب المصطفى وأهل بيته صلى الله
عليه وآله وسلم وعليهم…
وحيث أن المهدي المنتظر هو القائد الإلهي العظيم الذي يصلي خلفه نبي الله عيسى
عليه السلام وهو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم…
وحيث أن له الفضل علينا ما يشير إليه من بعيد فضل
(٥٦)
الشمس علينا…
فمن الطبيعي جدا أن يعمر قلوبنا الشوق والحنين إليه… صلوات الله عليه…
فنردد بلسان الحال والمقال:
هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى… هل يتصل يومنا منك بعدة فنحظى…
متى نغاديك ونراوحك فنقر عينا…
متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر…
ترى… أترانا نحف بك وأنت تؤم الملا… وقد ملأت الأرض عدلا (١.(
إنه ولي الله الأعظم في زمنه….
ومن أحب الله أحب وليه… وبهذا أمرنا…
في حديث طويل عن ليلة الإسراء يتضمن أن المصطفى رأى عليا وفاطمة والأئمة من
ذريتهما صلوات الله عليه وعليهم ورد قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«فقلت يا رب من هؤلاء؟
قال: هؤلاء الأئمة وهذا القائم يحل حلالي ويحرم حرامي وينتقم من أعدائي، يا محمد
أحبه… فإني أحبه وأحب من يحبه» (٢.(
——————–
(١ (من دعاء الندبة المعروف.
.١٣٨ / ٢ المكارم مكيال) ٢)
(٥٧)
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ذكر فيه أسماء الأئمة عليهم السلام إلى أن
قال: من أحب أن يلقى الله وقد كمل إيمانه، وحسن إسلامه فليتول الحجة صاحب
الزمان المنتظر فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى وأعلام التقى من أحبهم وتولاهم
كنت ضامنا له على الله الجنة (٣.(
* كما ورد في حديث طويل أن سائلا سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن المهدي…
فأخبره الإمام بصفاته الحميدة إلى أن قال:
اللهم فاجعل بيعته خروجا من الغمة وأجمع به شمل الأمة (…) شوقا إلى رؤيته…
* ويدل على مدى الحنين الذي ينبغي للموالي تجاهه عليه السلام… ما ورد عن الإمام
الصادق عليه السلام الله تعالى…
قد روى الشيخ الطوسي رحمه الله في حديث طويل أن بعض أجلاء أصحاب الإمام
الصادق دخلوا عليه فرأوه يبكي وهو يقول:
«غيبتك نفت رقادي… وضيقت علي مهادي وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك
وصلت مصائبي بفجائع الأبد….».
——————–
(٣ (نفس المصدر نقلا عن بحار الأنوار ٣٦ / ٢٩٦.
(٥٨)
ولما سئل عليه السلان عن سبب حزنه البالغ وبكائه المرير قال:
«إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا والمنايا وعلم
ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا والأئمة من
بعده عليهم السلام وتأملت في مولد قائمنا عليه السلام وغيبته وإبطائه وطول عمره
وبلوى المؤمنين من بعده (…) فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان» (٤.(
والنصوص المؤكدة على ذلك كثيرة… تهدف جميعا إلى إيضاح علاقة الحب العام
التي ينبغي أن تكون قائمة بين الأمة وإمامها عليه صلوات الله وسلامه.
اللهم أرنا الطلعة الرشيدة… واجعلنا من أنصاره وأعوانه… والمستشهدين بين يديه…
——————–
.١٠٦ – ١٠٥ / الغيبة) ٤)
(٥٩)
٦ – الدعاء…
أتحدث هنا باختصار عن قسمين من الدعاء:
أ – الدعاء لمعرفته والثبات على ولايته، باعتباره حجة الله تعالى على خلقه.
ب – الدعاء له عليه السلام لحفظه ونصرته.
وفي المجالين أدعية كثيرة اقتصر هنا على ذكر المختصر منها محيلا في غيره إلى
المصادر المختصة.
* من أدعية الغيبة:
١ – عن الإمام الصادق عليه السلام:
يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان – زمان الغيبة – فأدم هذا الدعاء:
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك
إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني
حجتك ضللت عن ديني (١.(
——————–
(١ (تقدم ذكر هذا الدعاء تحت عنوان معرفة الإمام وذكرت هناك مصادره وأضيف إليها هنا منتهى الآمال /
٨٦٦ .وإنما ذكرته هنا للتناسب والفائدة.
(٦٠)
٢ – دعاء الغريق:
عن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام إنه قال: ستصيبكم شبهة فتبقون
بلا علم يرى وإمام هدى ولا ينجو إلا من دعا بدعاء الغريق قلت: كيف دعاء الغريق
قال: يقول:
«يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».
فقلت: «يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك».
قال: «إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول لك:
«يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» (٢.(
٣ – دعاء بعد كل فريضة في شهر رمضان:
اللهم أدخل على أهل القبور والسرور اللهم أغن كل فقير اللهم أشبع كل جائع اللهم
أكس كل عريان اللهم اقض دين كل مدين اللهم فرج عن كل مكروب اللهم رد كل
غريب اللهم فك كل أسير اللهم أصلح كل فاسد من
——————–
(٢ (كمال الدين وتمام النعمة / ٣٥٢ وغيبة النعماني / ١٥٩ ومنتخب الأثر / ٥١٠ والنجم الثاقب / ٤٥٠
ومنتهى الآمال للمحدث القمي / ٨٦٧ وبحار الأنوار ٥٢ / ١٤٩.
(٦١)
أمور المسلمين اللهم اشف كل مريض اللهم سد فقرنا بغناك اللهم غير سوء حالنا
بحسن حالك اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر إنك على كل شيء قدير…
ذكر هذا الدعاء المحدث القمي رحمه الله في مفاتيح الجنان نقلا عن الكفعمي
والشهيد الأول مرويا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكر رحمه الله أن من
قرأ هذا الدعاء بعد كل فريضة في شهر رمضان كا حقا على الله أن يغفر ذنوبه إلى يوم
القيامة…
وإنما ذكرته هنا لقصة نقلها بعض من تشرف بلقائه عليه السلام كما وجدت في بعض
المصادر…. وملخص القصة أن الإمام عليه السلام حدثه عن هذا الدعاء وقال:
إنه في الحقيقة دعاء لي بالفرج… والدليل: أن هذه المضامين الواردة فيه لا تتحقق إلا
بعد ظهوري.
٤ – دعاء العهد الصغير:
عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ بعد كل فريضة هذا الدعاء فإنه يراه عليه السلام
في اليقظة أو في المنام:
بسم الله الرحمن الرحيم:
اللهم بلغ مولانا صاحب الزمان أينما كان وحيثما كان في مشارق الأرض ومغاربها
سهلها وجبلها عني وعن والدي وعن ولدي وإخواني التحية والسلام عدد خلق الله
وزنة عرش الله وما أحصاه كتابه وأحاط به علمه.
(٦٢)
اللهم إني أجدد له في صبيحة هذا اليوم وما عشت فيه من أيام حياتي عهدا وعقدا وبيعة
له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول.
اللهم فإن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فأخرجني من
قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي.
اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وأكحل بصري بنظرة مني إليه وعجل فرجه
وسهل مخرجه.
اللهم أشدد أزره وقو ظهره وطول عمره.
اللهم اعمر به بلادك وأحي به عبادك فإنك قلت وقولك الحق: ظهر الفساد في البر
والبحر بما كسبت أيدي الناس فأظهر اللهم لنا وليك وابن بنت نبيك المسمى باسم
رسولك صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا يظفر بشيء من الباطل إلا مزقه ويحق الله
الحق بكلماته ويحققه…
اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بظهوره إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وصلى الله
عليه وآله وسلم (٣.(
——————–
(٣ (مكيال المكارم ٢ / ٤ نقلا عن بحار الأنوار ٨٦ / ٦١ والنجم الثاقب ٤٨٥ / ٤٨٦ وقد ذكر المحدث
أن لهذا الدعاء نسخا مختلفة وقد تفرد السيد الجليل ابن باقي في المصباح بأنه من قرأه رأى الإمام عليه
السلام.
(٦٣)
٥ – دعاء العهد:
وينبغي التنبيه على أن هذا الدعاء المتقدم غير دعاء العهد المشهور وإن اشترك معه في
أكثر ألفاظه… ولا يتسع المجال هنا لإيراد «دعاء العهد» فأكتفي بالتأكيد على أهميته
حيث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: من دعا بهذا الدعاء أربعين صباحا
كان من أنصار القائم عليه السلام وإن مات قبل ظهوره أحياه الله تعالى حتى يجاهد
معه ويكتب له بعدد كل كلمة ألف حسنة ويمحى عنه ألف سيئة» (٤.(
٦ – بعد صلاة الظهر:
عن عباد بن محمد المدائني قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بالمدينة حين
فرغ من مكتوبة الظهر وقد رفع يديه إلى السماء وهو يقول:
يا سامع كل صوت يا جامع كل فوت يا بارئ كل نفس بعد الموت يا باعث يا وارث
يا سيد السادة يا إله الآلهة يا جبار الجبابرة يا مالك الدنيا والآخرة يا رب الأرباب يا
ملك الملوك يا بطاش يا ذا البطش الشديد يا فعالا لما يريد يا محصي عدد الأنفاس
ونقل الأقدام يا من السر عنده علانية
——————–
(٤ (مكيال المكارم ٢ / ٢٣٤ وعمدة الزائر / ٣٦٠ والبلد الأمين / ٨٢ وقد وردت الرواية في عمدة الزائر
باختلاف يسير عما أثبته هنا من مكيال المكارم.. بينما ترد الرواية أصلا في البلد الأمين واقتصر على إيراد
الدعاء.
(٦٤
2025-06-05