الرئيسية / المرأة في الإسلام / الأسرة وقضايا الزواج

الأسرة وقضايا الزواج

أساس الحياة المشتركة:
تحتاج الحياة الزوجية المشتركة إلى مراعاة مجموعة من القواعد والضوابط التي لا يمكن بدونها الاستمرار في تلك الحياة، ذلك أن الحياة الزوجية إنما تقوم على المودة والحب لكي يمكن العيش في ظلال من الطمأنينة والسلام يمكن خلالها طي الطريق والوصول إلى الكمال المنشود.
فالحياة المشتركة الخالية من آثار الحب والتضحية والتسامح تافهة لا معنى لها، والحياة بدون المودة والاحترام المتبادل حياة مذلة لا قيمة لها بل لا يمكن أن نسميها حياة.
إن ما يبعث على الأسف أن يجعل الزوجان من البيت جبهة للقتال أو معسكرا حربيا أو سجنا رهيبا تطغى فيه صرخات الغضب والكراهية على رفرفات السلام، فالزوجان اللذان يخفقان في النفوذ إلى روح كل منهما لا يمكنهما أبدا تحقيق جو عائلي آمن وحياة مشتركة هادئة، ولذا فإن الإسلام قد عين حقوقا وضوابط في الحياة الزوجية ودعا الرجل والمرأة إلى الإلتزام بها وأن يخطو كل منهما ضمن المسافة المحددة له في مسار من شأنه أن يجنب الطرفين احتمالات التصادم ونشوب النزاع.
الزواج والواجب:
من خصائص عقيدتنا الإسلامية ذلك التأكيد العميق على الزواج، وعلى هذا فلا يمكن للرجل والمرأة على حد سواء الاستمرار حياة العزوبية مهما حاولا ذلك، والطريق الوحيد في الاستمرار في الحياة هو في الاحترام المتبادل بين الطرفين لا في الإذلال والاستخفاف. وهذه المسألة ضرورية من ناحيتين: الأولى قداسة الزواج كرباط الهي، الثانية: تحمل مسؤولية تربية وتوجيه الأبناء.
إن الحصول على الولد وحده ليس مدعاة للفخر والإعتزاز بل إن ما يبعث على الاعتزاز في الواقع هو تربية الأبناء وبناء شخصيتهم وتقديمهم

(١١)

إلى المجتمع أفرادا صالحين. وعلينا أن لا ننسى أبدا بأننا مسؤولون عن أولادنا، وإنهم يتعلمون منا دروس الحياة وأسلوب العيش.
ولذا، فإن علينا، ومن أجل أن نوفر السعادة للجيل الناشئ أن نتحمل مسؤوليتنا وأن نتحلى بروح التسامح والتضحية، وأن نقنع بالحد الممكن من الحياة واضعين في حسابنا شركاء حياتنا، وأن نحاول على الدوام استقبال كل ما يواجهنا في مسؤوليتنا تجاه أسرنا وأطفالنا بروح من الصبر، وأن نسعى دائما في توظيف طاقاتنا من أجل حياة أفضل .
علمنا وهدفنا:
عملنا يقوم في هذا البحث على طريق خدمة الأسرة وتوجيه الأزواج الشباب لكي يمكنهم إشاعة جو من الهدوء النسبي وقضاء أوقات الفراغ في ما يجعلهم أفرادا صالحين.
وهدفنا أن نفتح لهم الطريق الذي ينقذهم من المصائب والويلات والحياة المريرة، وما أكثر أولئك الذين يمكنهم الوصول إلى ينابيع السعادة ولكنهم بسبب جهلهم وأخطائهم قد جانبوا الطريق الصائب فسقطوا في هاوية الشقاء.
إن الحياة الزوجية تمتلك أرضية التقاهم مهما تفاقمت الخلافات وتصاعدت الاختلافات، وبإمكان الرجل والمرأة التوقف لحظة لمراجعة الأمور والتفاهم واتخاذ القرار الذي يضمن لهم سعادتهم وسعادة أبنائهم.
أسلوب العمل:
وقد رتب الأسلوب المعتمد في هذا البحث على أساس ما ورد في رسائل وشكاوى عديدة ودراسة وجهات نظر الطرفين في العديد من الحالات.
لا شك أن الآراء المطروحة في هذا البحث يستند إلى التعاليم الإلهية والإسلامية في هذا المضمار، وقد اجتهدنا حسب طاقتنا وقدراتنا الفكرية في صياغة أسلوب يوافق الشريعة السمحاء.

(١٢)

إننا نؤمن بأن تعاليم الأنبياء وفي طليعتهم نبينا محمد (ص) والأئمة من أهل بيته ، قد قدمت حلولا شاملة لكل مشكلات الحياة، وأنهم عليهم السلام قد رسموا الطريق الذي يؤدي إلى الحقيقة حيث السعادة الإنسانية، ومن جملة ما بينه الإسلام في ذلك الحياة الزوجية في مراحلها الأولى أي منذ انتخاب الزوج، إلى الحياة الجنسية ، إلى مختلف شؤون الأسرة.
إن اطلاع الشباب على رأي الإسلام وتعاليمه في ذلك لا بد وأن يكون له الأثر الفاعل في الحد من انحطاط الأسر وتفككها.
وهذا الكتاب خطوة في الطريق إلى علاج العديد من المشكلات وطرح حلول مستلهمة من تعاليم السماء من أجل إشاعة الدفء في الحياة العائلية ومن ثم وضع الجيل الصاعد في الطريق الذي يؤدي به إلى غد مشرق.

(١٣)

شاهد أيضاً

الصراط المستقيم

الباب الأول في إثبات الواجب وصفاته إنما ابتدأنا بهذا الباب – وإن كان الغرض الأهم ...