الرئيسية / بحوث اسلامية / سؤال وجواب – لماذا يقتل المرتدّ؟

سؤال وجواب – لماذا يقتل المرتدّ؟

الإسلام دين الحرّية، والرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يخيّر الناس، ولا يجبرهم لقبول الإسلام، كما أنّ القرآن الكريم يقول: (( لَكُم دِينُكُم وَلِيَ دِينِ )) (الكافرون:6).
السؤال: ما الحكمة من قتل المرتدّ؟
وهل يتعارض هذا الحكم مع مبدأ الحرّية الشخصية؟
الجواب:
الأخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم، إنّ السلام دين الحرّية, ولكن هذا لا يعني أن لا تكون له قوانين خاصّة لحفظ كيان الدين والمجتمع عن الغواية والضلال, فمن حقّ الدين أن يأتي بأُسس وقواعد تحمي معتنقيه عن الوقوع في الانحراف والضياع.
وأمّا بالنسبة لما ذكرتموه, فإنّ حكم القتل يختص بالمرتدّ الفطري, وهذا الحكم تعبّدي, أي: أنّنا وبعدما عرفنا أنّ الحكم بالأصالة هو لله تبارك وتعالى، وهو حكيم على الإطلاق, فيجب علينا أن نعتقد ونلتزم بأنّ كلّ حكم صادر من قبله – جلّ وعلا – كان من منطلق المصلحة والحكمة, وهذا أساس قبول الدين واعتناقه: (( الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ ))(البقرة:3).
نعم, وفي الوقت نفسه لا بأس أن نتحرى فلسفة وحكمة الأحكام الشرعية, ولكن من باب الوقوف عليها، لا من جهة قبولها.
وهنا قد يرى الإنسان الملتزم بأنّ هذا القانون قد جاء لحفظ المجتمع الإسلامي من الانهيار العقائدي؛ إذ من الضروري في كلّ مجموعة – سياسية أو إجتماعية أو حتّى عسكرية أو غيرها – أن تحمي نفسها وتحافظ على أسرارها، وتقف في وجه الذين يريدون أن يعبثوا بأنظمتها وقوانينها السائدة, فإن كان الدخول والخروج من الدين سهلاً غير ممتنع, لكان الذين لا يريدون أن يلتزموا بأيّ مبدأ وعقيدة وعمل, تتاح لهم الفرصة أن يخالفوا كلّ قانون، ثمّ عند المعاقبة سوف تكون دعواهم أنّهم خرجوا من هذا الدين, وهو كما ترى يفتح المجال لكلّ مشاغب وفوضوي.
ولأجل ما ذكرنا يرى الإسلام أنّ الإنسان له الحرّية في اعتناقه للدين: (( لَا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ )) (البقرة:256)، ولكن عندما يسلم يجب عليه الالتزام بالأحكام والأنظمة المعيّنة, وحذراً من المخالفة والتنصّل جاء هذا الحكم لوقاية الدين وقوانينه.
وأمّا ما ذكرته من الآية: (( لَكُم دِينُكُم وَلِيَ دِينِ ))، فهي لا ترتبط بما نحن فيه, بل هي خطاب للكفّار, فهم لم يعتنقوا الإسلام حتّى تطبق عليهم الأحكام الشرعية.
ودمتم في رعاية الله

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...