الفصل الأول: العلم
ويقول دام ظله:
“إن العلم أمر عزيز جداً، وإني أؤيد أن تتعلم النساء في مجتمعنا جميع الفروع العلمية. في اللقاء السابق قبل عام أو عامين أكدت على أولوية الفروع الطبية، ذلك لأن الطب ضرورة نقدية وفورية لنا، لكن على النساء أن يقبلن على جميع الفروع والاختصاصات، ويستثمرن طاقاتهنِّ”.
5- نظرة الإسلام للمرأة ودورها المطلوب:
يقول دام ظله:
“على المرأة نفسها أن تعرف قبل غيرها شأنها الإسلامي وتدافع عنه. عليها أن تعرف ما هو حكم اللّه والقران والإسلام حول قضاياها، وما يُراد منها، وتفرضه عليها مسؤوليتها. وعليها أن تؤمن بما قال الإسلام وأراد، وأن تدافع عن ذلك. لأنها إن لم تفعل ذلك فإن الذين لا يلتزمون بأي مبدأ سيسمحون لأنفسهم بظلم المرأة. كما هو الحال اليوم في العالم الغربي حيث يلحق الرجل الغربي أفدح الظلم بالمرأة تحت ظل الأنظمة المادية لتلك الديار، ورغم كل الشعارات التي يطلقونها حول المرأة. حيث الأب يظلم ابنته، والأخ أخته، والزوج زوجته، وحيث تؤكد الإحصاءات التي ينشرونها أن أكبر ظلم وتعرّض وتعدٍ يلحق بالنساء والزوجات والأخوات بل وحتى البنات يرتكبه الرجال الذين يعيشون في الأنظمة الغربية. أي أنه عندما يكون النظام غير محكوم للقيم المعنوية، ولا
18
12
الفصل الأول: العلم
تعمر قلوب أهله باللّه؛ فإن الرجل يجد الطريق أمامه مفتوحاً ليظلم المرأة ويعتدي عليها، معتمداً بذلك على قدرته الجسدية.
إن الذي يمنع ذلك أمران:
الأول: الخوف من اللّه واحترام القانون وعمران القلب بالإيمان وما إلى ذلك.
والثاني: أن تكون المرأة مطلعة جيداً على حقها الإنسان والإلهي، وأن تدافع عنه، وأن تجد نفسها بالمعنى الحقيقي للكلمة”.
6- كل مفيد ترغب به النساء:
يقول دام ظله:
“على الفتيات أن يدرسن الفروع المفيدة لهنِّ والتي يرغبنها”.
“لقد قلت عدة مرات أن جزءاً مهماً من هذا الأمر يقع على عاتق واضعي القوانين، لكنِّ الجزء المهم الاخر يقع على عاتق النساء أنفسهنّ.
أولاً من خلال الدراسة واكتساب المعارف الدينية والعلمية وعدم الاكتفاء بالدراسة الرسمية فقط، وقراءة الكتب والأنس بها.
ومن خلال الإطلاع على الحقوق التي ضمنها الإسلام للمرأة المسلمة، وحقوق المرأة داخل أسرتها.
فإذا سرنا في هذا الطريق الذي أشار إليه الإسلام،
19
13
الفصل الأول: العلم
فسيختفي الظلم الذي لحق بالمرأة طوال التاريخ في سائر المجتمعات، ومن بينها مجتمعاتنا الإسلامية مع الأسف”.
“إن كان في هذه المحافظة أو في بعض المحافظات الأخرى هناك اباء يجبرون بناتهم الصغار على الزواج، ويزوجونهنِّ دون رضاهنِّ، فإن فعلهم ذاك يؤدي إلى إضعاف المرأة، ويعدّ حركة مخالفة لحقوق المرأة، وعلى القانون أن يواجه ذلك.
وعلى وعي النساء ورشدهنِّ ومعرفتهنِّ ونباهتهنِّ أن تقف بوجه هذا النوع من التعدّي، فقد جعل الإسلام تلك الطرق أمام المرأة. وإلاّ فإنِّ ما يقوله أو يكتبه بعض الكتّاب المأخوذون والمخدوعون بالفكر الغربي لن يحلِّ أي عقدة من مشاكل نساء المجتمع، ولا يقدم لهنِّ أية خدمة أو معونة”.
الالتزام بالموازين عند التعلم
إن العلم أمر شريف، فعلينا أن نحفظه ولا ندنسه بما هو غير مناسب، خصوصاً في مراحل التعلم التي تحتاج إلى ضوابط والتزام.
يقول الإمام الخامنئي دام ظله:
“إن على نساء إيران، وخاصة اللواتي استطعن أن يدرسن العلوم المختلفة في إطار الإسلام وأحكامه، وأهم من ذلك أنهنّ فعلن ذلك وهنِّ ملتزمات بالحجاب، عليهنِّ أن
20
14
الفصل الأول: العلم
يفهمن النساء والفتيات والجامعيات في العالم أن العلم لا يعني التهتك، وليس من شروط طلب العلم التهتك في الموازين الأخلاقية وفي المعاشرة بين المرأة والرجل؛ بل يمكن تحصيل العلم مع الالتزام الكامل بهذه الموازين، والوصول إلى درجات ومستويات عالية. وإن وجودكنِّ يمكنه أن يشكل نموذجاً من ذلك النداء العالمي للإسلام”.
ويقول دام ظله:
“وعلينا نحن أن نثبت أن الإسلام قادر على فعل ذلك كله، قادر على نشر العلم، وأن يكون تعلم المرأة للعلم مقروناً بالالتزام”.
جامعة خاصة بالنساء
إن الالتفات إلى الضوابط الشرعية أمر مهم جداً في الساحات العلمية، والحد من الاختلاط يساعد على ذلك ايضاً، من هنا كانت فكرة إنشاء جامعة خاصة بالنساء، وقد بارك الإمام الخامنئي دام ظله هذه الفكرة.
يقول دام ظله:
“بلغني أن هناك نية وحديث لإيجاد جامعة خاصة بالنساء إن شاء اللّه، أي أن يكون الأستاذ فيها والمدير والطلاب، بل وحتى الجهاز الإداري من النساء، خاصة في الجامعات الطبية. إنها فكرة جيدة جداً. إني أنظر للأمر من بعيد، دون أن أتابع جوانب القضية بشكل مفصّل،
21
15
الفصل الأول: العلم
لعدم وجود فرصة لذلك، لكنّي أرى بشكل إجمالي أن هذا الأمر جيد جداً، ويتناسب بشكل كامل مع الأهداف العامة والقيمة لحركة المرأة في مجتمعنا. أسأل اللّه أن يوفقكنِّ ويؤيدكنِّ في ذلك”.
المتعلمات فخرنا
المرأة المتعلمة ليس عنصراً شاذاً في المجتمع بل هي فخر للنساء بل للمسلمين عموماً، يقول الإمام الخامنئي دام ظله:
“أننا نفخر بوجود سيّدات من أمثالكنّ، ذلك لأن أية دعاية وإدعاء إذا اقترب من مرحلة العمل والتحقق؛ فسيجد قيمته الواقعية”.
إن وجود امرأة متعلمة ملتزمة بالموازين الشرعية هو فخر وقدوة ونموذج يؤكد أهداف الإسلام.
يقول الإمام الخامنئي دام ظله:
“وإننا نفتخر بوجود النسوة اللاتي حافظن على الموازين الإسلامية، وبلغن مع ذلك قمة الاستعداد البشري من الناحية العلمية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية”.
22
16