الرئيسية / المرأة في الإسلام / المرأة حقوق وحرية وحجاب

المرأة حقوق وحرية وحجاب

الفصل الأول: المرأة
الأدبيّة والفنيّة لفنّانات العالم الموجودة بلغاتها الأصلية أو ما ترجم منها إلى اللغة الفارسيّة، فكل تلك الأعمال تتحدّث عن نفس المسألة التي تحدثنا عنها. مما يعني أن البشر لم يتمكنوا حتى الان من حل مسألة المرأة وما يتبعها من مسألة الجنسين المرأة والرجل، ومسألة الإنسانية.

وبعبارة أخرى: فإن الإسراف والتعامل المعوج والفهم الخاطى‏ء، وما ينتج عن ذلك من تعدّيات وظلم وخواء روحي ومشاكل أسرة ومشاكل متعلقة بالإختلاط والامتزاج والعلاقات بين الجنسين، كل تلك الأمور ما تزال جزءاً من القضايا التي لم تحلها البشرية.

فالبشر الذين اكتشفوا الأجرام السماويّة وغاصوا في أعماق البحار، ويتحدّثون عن أدق الأمور في علم النفس وبحوثه وعن القضايا الاجتماعية والاقتصادية وسائر الأمور، وبالفعل قد تقدّموا في كثير من تلك العلوم، لكنهم ما زالوا عاجزين أمام هذه القضيّة، بحيث لو أردت أن أبيّن هذا العجز بفهرسة عناوينه لاحتجت لزمان كبير “.

المرأة تاريخياً

بعد أن تبيّن لنا من كلام القائد أهميّة العنصر النسائي، وضرورة الحلّ الصحيح لقضايا المرأة، يحسن بنا مراجعة التاريخ قليلاً لكي نرى

12
6
الفصل الأول: المرأة
ظلم التاريخ للمرأة، وكيف فشل التاريخ في تقدير المرأة وعلاج أمورها الحسَّاسة.

يقول سماحته دام ظله:
” … لو نظر الإنسان لوجد مع الأسف أن هناك ظلماً تاريخياً لحق بالمرأة طوال التاريخ، وأكثره ناشى‏ء من الجهل بمكانة المرأة وقدرها، وهذا الأمر كان في كلّ‏ِ الدّول… “.
” … إني أعتقد أن الظلم قد لحق بالمرأة طوال التاريخ، وفي المجتمعات المختلفة… بسبب جهل البشر، فطبيعة البشر الجهل، حيث القوي يظلم الضعيف، إلا إذا كانت هناك قوة خارجية تسيطر عليه… كالقانون وسيف القانون وعصاه، أو أن يكون هناك رادع داخل الإنسان، أي إيمان قوي وواعٍ وصريح، وهذا الأمر نادر جدّاً “.

لنمشي مع التاريخ باختصار لنرى كيف هي صورة التاريخ إزاء المرأة؟

أ- المرأة عند العرب في الجاهلية

كانت المرأة العربية في الجاهلية أحط من أي سلعة فهي لا ترث، وليس لها حق المطالبة، وزواجها يرجع إلى أمر وليها، وليس لها حق الاعتراض ولا المشورة، حتى أن الولد يمنع أرملة أبيه من الزواج… وكانت المرأة تمنع من الزواج إلا من قريبها لوجود حق الدَّم عليها! والعرب مثل غيرهم من الشعوب القديمة كانوا يفرحون إذا ولد لهم ولد ذكر، ويغتمون إذا ولد لهم أنثى… إلى حدِّ وأد البنات ودفنها حيَّة1..

1- المرأة في ظل الإسلام، مريم نور الدين فضل اللَّه، ص‏12 وما بعدها

13
7
الفصل الأول: المرأة
ب- المرأة في بلاد فارس‏

لم يكن وضع المرأة عندهم أحسن مما كانت عليه في بلاد النيلمصر والبلاد الصينية،… إن قوانين زرادشت، كانت جائرة وظالمة بحق المرأة، فإنّها كانت تعاقبها أشد العقوبة إذا صدر عنها أقل خطأ 1…

ج- المرأة في بلاد اليونان‏

لم تكن المرأة عندهم إلا خلقاً من الدرك الأسفل، في غاية المهانة والذل، في كلّ جانب من جوانب الحياة الاجتماعية، وأما منازل العز والكرامة في المجتمع فكانت كلها مختصة بالرجل.

د- المرأة في بلاد الرومان‏

القوانين والأنظمة الرومانية، كانت تميل إلى الظلم والحرمان والاضطهاد تجاه المرأة.
فالرجل في مجتمعهم له في الأسرة حقوق الملك كاملة.. إزاء هذا الوضع كان للمرأة رد فعل عكسي بعد حين فأخذت تنجرف في تيار الفساد والاستهتار.. وتراخت عرى الأخلاق وصيانة الاداب في المجتمع الروماني، وانفلتت الشهوات، فأصبحت المسارح مظاهر للخلاعة والتبّرج الممقوت2.

وهنا يشير سماحة القائد دام ظله إلى لفتة مهمّة وهي:
” أن أساس المدنية الأوروبية المعاصرة هي الثقافة الرومانية، أي أن الأصول والخطوط التي كانت موجودة

1- م.ن، ص‏26.
2- م.ن، ص‏30 29.

14
8
الفصل الأول: المرأة
في الامبراطورية الرومانية هي التي تحكم الثقافة الغربية كلها، ومن خلفها الثقافة الأمريكية وحثالات الغرب. هي نفسها اليوم الملاك والمعيار.

ففي تلك العصور الغابرة كانوا يرفعون المرأة إلى أعلى المناصب أيضاً، وكانوا يحترمونها، وكانوا يزينونها ويبرجونها، لكن من أجل ماذا؟ لإشباع خصلة بشرية عند الرجل هي الأكثر ترابية ومادّية، وما أشدّها من إهانة وتحقير للإنسان ولجنس المرأة.

في إيران أيضاً كان الوضع هكذا، لقد سمعتم عن مجالس النساء للملوك الساسانيين، ماذا تعني صالات ومجالس النساء تلك؟ إنها تعني إهانة المرأة. رجل واحد يمتلك القدرة فيسمح لنفسه بالاحتفاظ بألف امرأة في مجلسه! ولو كان جميع أفراد الشعب في عهد ذلك الملك يمتلكون القدرة مثله، لاحتفظ كل واحد منهم لنفسه بألف امرأة أو خمسماية أو أربعماية أو مئتين! أي نظرة تلك إلى المرأة؟! “.

هـ – المرأة الهندية

تتخذ المرأة مملوكة، وينزل الرجل منها منزلة المالك أو المعبود! ثم بعد هذا الهوان والذُّل، يقدِّمونها ضحية على نيران زوجها المتوفى فيلحقونها به وهي حيَّة بإحراقها في النار! وكان الهنود يحرمون المرأة من جميع حقوق الملكية، ومن الإرث أيضاً، وهم يسلمونها إلى أي رجل، بغير رضاها أو مشورتها، وكان الشعب الهندي يعتقد، أن المرأة هي

15
9
الفصل الأول: المرأة
مادة الإثم وعنوان الانحطاط الخلقي والروحي، ولا يسلم لها حتى بوجود الشخصية المستقلة كإنسان كامل1.

1- م.ن، ص‏32 31.

16
10
الفصل الثاني: الحضارة الغربية
الفصل الثاني

الحضارة الغربية

– ظلم الحاضر
– ظلم ظاهره أنيق
– المرأة في الثقافة الغربية
– الإسلام هو السباق
– حركات تحرير المرأة في الغرب
– مفاسد الغرب
– حركات إصلاح جديدة في الغرب

17
11

شاهد أيضاً

في فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالها

امّا أعمال ليلة الجُمعة فكثيرة وهنا نقتصر على عدّة منها : الأول : الاكثار من قول ...