الرئيسية / من / الشعر والادب / العلامة الحلي يرثي الإمام الحسين عليه السلام

العلامة الحلي يرثي الإمام الحسين عليه السلام

لا تحذرن فما يقيك حذار * إن كان حتفك ساقه المقدار
وأرى الضنين على الحمام بنفسه * لابد أن يفنى ويبقى العار
للضيم في حسب الابي جراحة * هيهات يبلغ قعرها المسبار
فاقذف بنفسك في المهالك إنما * خوف المنية ذلة وصغار

 

 
والموت حيث تقصفت سمر القنا * فوق المطهم ، عزة وفخار
سائل بهاشم كيف سالمت العدا * وعلى الأذى قرت وليس قرار
هدأت على حسك الهوان ونومها * قدما على لين المهاد غرار ( 117 )
لا طالب وترا يجرد سيفه * منهم ولا فيهم يقال عثار

 

 
ولرب قائلة وغرب عيونها ( 118 ) * يدمى فيخفي نطقها استعبار
ماذا السؤال فمت بداثك حسرة * قضيت الحمية واستبيح الجار
ما هاشم ان كنت تسأل هاشم * بعد الحسين ولا نزار نزار
ألقت أكفهم الصفاح وإنما * بشبا الصوارم تدرك الأوتار

 

 
أبني لوي والشماتة أن يرى * دمكم لدى الطلقاء وهو جبار
لا عذر أو تأتي رعال خيولكم * عنها تضيق فدافد وقفار
مستنهضين إلى الوغى أبناءها * عجلا مخافة أن يفوت الثار
يتسابقون إلى الكفاح ثيابهم * فيها وعمتهم قنا وشفار

 

 
متنافسين على المنية بينهم * فكأنما هي غادة معطار
حيث النهار من القتام دجنة * ودجى القتام من السيوف نهار
والخيل دامية الصدور عوابس * والأرض من فيض النجيع غمار
أتوانيا ولكم بأشواط العلى * دون الأنام الورد والاصدار

 

 
هذي أمية لا سرى في قطرها * غض النسيم ولا استهل قطار
لبست بما صنعت ثياب خزاية * سودا تولى صبغهن العار
أضحت برغم أنوفكم ما بينها * بنسائكم تتقاذف الأمصار
شهدت قفار البيد أن دموعها * منها القفار غدون وهي ( 119 ) بحار

 

 
من كل باكية تجاوب مثلها * نوحا بقلب الدين منه أوار
حملت على الأكوار بعد خدورها * ألله ماذا تحمل الأكوار
ومروعة تدعو وحافل دمعها * ما بين أجواز الفلا تيار
أمجشما أنضاء أغياب السرى * هيماء تمنع قطعها الاخطار

 

 
مرهوبة الجنبات قائمة الضحى * ما للأسود بقاعها إصحار
أبدا يموج مع السراب شجاعها ( 120 ) * من حر ما يقد النقا المنهار
تهوي سباع الطير حين تجوزها * وتى ، وما للسيد ( 121 ) فيها غار
يطوي مخارم بيدها بمصاعب * للريح دون ذميلها إحسار ( 122 )

 

 
من كل جانحة تقاذفها الربى * ويشوقها الأنجاد والأغوار
حتى تريح بعقر دار لم تزل * حرما تجانب ساحها الاقدار
منعت طروق الضيم فيها غلمة * يسري لواء العز أنى ساروا
سمة العبيد من الخشوع عليهم * لله ان ضمتهم الأسحار

 

 
وإذا ترجلت الضحى شهدت لهم * بيض القواضب أنهم أحرار
قف ناد فيهم أين من قد مهدت * بالعدل من سطواتها الأمصار
ماذا القعود وفي الأنوف حمية * تأبى المذلة والقلوب حرار
أتطامنت للذل هامة عزكم * أم منكم الأيدي الطوال قصار

 

 
وتظل تدعوا آل حرب والجوى * ملؤ الجوانح والدموع غزار
أطريدة المختار لا تتبجحي * فيما جرت بوقوعه الاقدار
فلنا وراء الثار أغلب مدرك * ما حال دون مناله المقدار
أسد ترد الموت دهشة بأسه * وله بأرواح الكماة عثار
صلى الاله عليه من متحجب * بالغيب ترقب عدله الأقطار

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...