الجامعي (1)
( … ـ حياً 1090 هـ)
الحسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع الحارثي الهمداني، العاملي ثم التستري.(2)
تلمّذ على والده محيي الدين الذي كان شيخ الاِسلام بتستر .
وروى عن السيد علي بن خلف الموسوي المشعشعي الحويزي (المتوفّـى 1088 هـ).
وتقدّم في عدة فنون، واعتنى بالحديث، وحاز على درجة الاجتهاد .
وولي منصب شيخوخة الاِسلام بتستر بعد السيد محمد بن عيسى بن صدر الدين.
(1)أمل الآمل 1|80 برقم 74، رياض العلماء 2|175، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 3|406، تنقيح المقال 1|343 برقم 306، تكملة أمل الآمل 191، الفوائد الرضوية 160، أعيان الشيعة 6|170، ماضي النجف وحاضرها 3|309، الذريعة 1|259 و 14|19، طبقات أعلام الشيعة 5|175، معجم رجال الفكر والاَدب في النجف 3|1168.
(2)ترجم له آل محبوبة في «ماضي النجف وحاضرها» والدكتور محمد هادي الاَميني في «معجم رجال الفكر والاَدب في النجف» وقال: كان مقيماً في النجف ومات بها. أقول: لم أجد ـ بعد التحقيق ـ ما يدلّ على أنّ المترجم كان مقيماً بالنجف الاَشرف، بل كان بخوزستان، وقد تولّـى هو وأبوه من قبل وجدّه عبد اللطيف (المتوفّـى 1050هـ) منصب شيخوخة الاِسلام بتستر ، كما أقام عبد اللطيف هذا بالحويزة وخلف آباد، وجميعها من مناطق خوزستان، وإذا صحّ أنّه كان بالنجف، فلعله سكنها في أواخر عمره.
(98)
لقيه المحدّث السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري في سنة (1090 هـ)، وتذاكر معه في جملة من العلوم العقلية والنقلية، واستجاز كل منهما صاحبه، وقال السيد في إجازته له: العالم الرباني والمحقق الثاني، عمدة المجتهدين.
وقد صنّف المترجم كتباً، منها: كتاب في الفقه، شرح «قواعد الاَحكام في معرفة الحلال والحرام» للعلاّمة الحلّـي، كتاب في الطبّ، وديوان شعر .
روى عنه: ولداه: الحسن (المتوفّـى 1130 هـ)، ومحيي الدين (حياً 1119هـ).
أقول: وله ابن ثالث هو الفقيه علي(1) كان ـ كما يظهر ـ أكبر من أخويه، ولا أستبعد روايته عن أبيه، ولكن كتب التراجم لم تشر إلى ذلك.
3373
حنيف الدين بن عبد الرحمان (2)
( 1014 ـ 1067 هـ)
ابن عيسى بن مرشد العمري، المكي، مفتي الحنفية.
ولد بمكة سنة أربع عشرة وألف.
ودرس على: والده، وعبد العزيز الزمزمي، وأبي العباس المقري، وعبد
(1)طبقات أعلام الشيعة: 6|511 ـ 512.
(2)خلاصة الاَثر 2|126، هدية العارفين 1|339، إيضاح المكنون 1|187، الاَعلام 2|287، معجم الموَلفين 4|87.
(99)
الرحمان الخياري، وخالد المالكي.
وولي بعد موت والده الفقيه عبد الرحمان خطابة الجمعة بالمسجد الحرام والتدريس بمدرسة محمد باشا وغيرها، ثمَّ تقلّد منصب الاِفتاء بالديار الحجازية سنة (1044 هـ).
درس عليه: ولده عبد الرحمان، وأحمد أوليا، وأولاد عمّه: عيسى ومرشد وإمام الدين ومصدر الدين أبناء أحمد، وقاسم سنجق دار، وأحمد الملا .
وصنّف كتباً، منها: شرح على المناسك الوسيط لعلي القاري، شرح على المناسك الصغير للقاري أيضاً، بغية السالك الناسك فيما يتعلق بآداب السفر وأدعية المناسك، شفاء الصدر ببيان ليلة القدر ، القول المفيد ببيان فضل الجمعة اليوم المزيد، والقول المختار في مسائل الاَعذار (في إقرار المريض).
قيل: وكان ينكر على أبيه عشرة قضايا من فتاويه ثبت لديه بطلانها، وكان يقول لولا خطة أخافها لاشتهر عني خلافها.
وللمترجم أشعار رقيقة، منها:
غنّت الورْق في المسا والبكورِ * ساجعاتٍ على غصون الزهورِ
وتبدّتْ من كلّة الحسن خودٌ * تُخجل الشمسَ مع سناء البدورِ
قد تحلّت من الجمان بعقدٍ * جلَّ في الحسن والبَها عن نظيرِ
فاقتطفنا من خدّها زهر وردٍ * فاق نشر النسرين والمنثورِ
وكانت وفاته في شعبان سنة سبع وستّين وألف بالمدينة.
(100)
3374
خداوردي (1)
( … ـ حياً 1031 هـ)
خداوردي(2) بن القاسم الاَفشاري(3) العالم الاِمامي، الرجالي.
تلمّذ على عبد اللّه بن الحسين التستري (المتوفّـى 1021 هـ)، وعلى بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي (المتوفّـى 1030 هـ)، وقرأ عليه رسالته «الوجيزة» في علم الدراية، وله منه إجازة بروايتها تاريخها سنة (1011هـ).
وبرع في الفقه والكلام والرجال.
أثنى عليه صاحب «جامع الرواة» وقال في وصفه: جليل القدر كثير العلم، من فقهاء هذه الطائفة ومجتهديهم.
قرأ عليه الميرزا حسين كتاب «الاَربعون حديثاً» للحسين بن عبد الصمد العاملي في سنة إحدى وثلاثين وألف.
وصنّف كتاب زبدة الرجال، وكتاباً في الاِمامة أورد فيه الاَدلة
(1)جامع الرواة 1|294، رياض العلماء 2|235، هدية العارفين 1|344، روضات الجنات 3|260 برقم 282، تنقيح المقال 1|396 برقم 3659، أعيان الشيعة 6|308، الذريعة 12|27 برقم 153، طبقات أعلام الشيعة 5|198، مصفى المقال 166، معجم رجال الحديث 7|46 برقم 4244، تراجم الرجال للحسيني 1|197 برقم 354.
(2)معناه: عطاء اللّه مركب من لفظ فارسي وهو (خُدا) وتركي وهو (وردي).
(3)نسبة إلى أفشار: قبيلة معروفة من الاَتراك، وبعضهم يسكنون الآن في بوادي آذربايجان في ناحية قلعة دمدم المعروفة. أعيان الشيعة.
(101)
العقليةوالنقلية.(1)
وله حواش على «الفهرست» للطوسي.
3375
خليل بن الغازي (2)
( 1001 ـ 1089 هـ)
القزويني، أحد مشاهير علماء الاِمامية .
ولد بقزوين في شهر رمضان سنة إحدى وألف.
وقرأ على جماعة من العلماء، منهم: بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي، والسيد محمد باقر بن محمد الحسيني الاَسترابادي الاَصفهاني المعروف بالداماد، ومحمود الرناني، وحسين اليزدي، وأبو الحسن القايني المشهدي.
وظهر تفوّقه في وقت مبكّر، وصار وهو في أوائل الثلاثين من عمره متولّياً
(1)وهم صاحب «هدية العارفين» فذكر للمترجم كتاب إكليل المنهج وكتاب الطباشير، والصحيح أنّهما من تأليف محمد جعفر بن محمد طاهر الخراساني، كما أنّه وهم، فجعل تاريخ ولادة محمد جعفر المذكور (وهو سنة 1080 هـ) للمترجم. راجع روضات الجنات: 3|260 (ذيل الترجمة: 282).
(2)جامع الرواة 1|298، أمل الآمل 2|112 برقم 314، روضات الجنات 3|269 برقم 287، رياض العلماء 2|261، هدية العارفين 1|354، تنقيح المقال 1|403 برقم 3772، الفوائد الرضوية 172، هدية الاَحباب 176، أعيان الشيعة 6|355، ريحانة الاَدب 4|450، طبقات أعلام الشيعة 5|203، الذريعة 15|4 برقم 17 و … ، الاَعلام 2|368، معجم رجال الحديث 7|74 برقم 4333، معجم الموَلفين4|125، معجم المفسرين 1|175.
(102)
لمشهد السيد عبد العظيم الحسني ببلدة الري ومدرساً به في عهد الوزير السيد الحسين بن رفيع الدين محمد المعروف بسلطان العلماء، وكان الوزير المذكور شريكاً للمترجم في الاَخذ عن حسين اليزدي بمشهد الرضا عليه السَّلام .
ثم عُزل، فتوجه إلى مكة المكرّمة، وجاور بها برهة من الزمان مقبلاً على الجمع والتصنيف، ثم عاد إلى بلدته قزوين، فسكنها وشرع في التصنيف والتأليف ونشر العلوم.
وكان فقيهاً، أُصولياً، محدثاً، متكلماً، دقيق النظر، غزير العلم، مبجّلاً عند سلاطين الصفوية والوزراء والناس.
عُدّ من علماء الاَخبارية، لكن اهتمامه بالاَُصول والفلسفة أثار الشكوك في كونه منهم.
هذا، وقد أخذ عن المترجم طائفة من العلماء، منهم: أولاده: أحمد وأبو ذر وماتا في حياته، وسلمان، وأخوه محمد باقر بن الغازي، وبابا بن محمد صالح القزويني، ورضي الدين محمد بن الحسن القزويني، ومحمد التبريزي المعروف بالمجذوب، ومحمد كاظم الطالقاني، ومحمد يوسف بن بهلوان صفر القزويني، ومحمد صالح القزويني المعروف بالروغني، وعلي أصغر بن محمد يوسف القزويني، ومعصوم القزويني، والسيد محمد موَمن بن محمد زمان الطالقاني القزويني، ومحمد تقي الدهخوارقاني ثم القزويني، ورفيع الدين محمد بن فتح اللّه القزويني.
وصنّف ثلاث رسائل في الجمعة.
وله أيضاً: الصافي في شرح «الكافي» للكليني ألّفه بالفارسية في مدة عشرين سنة، الشافي في شرح «الكافي» لم يتم، شرح «عدة الاَُصول» في أُصول الفقه للطوسي، حاشية على «مجمع البيان في تفسير القرآن» للطبرسي، الرسالة النجفية في مسائل الحكمة، الرسالة القمّية في مسائل الحكمة، تعليقات على توحيد
(103)
الصدوق، والمجمل في النحو ، وغير ذلك.
توفّـي بقزوين سنة تسع وثمانين وألف.
3376
الرَّمْلي (1)
( 993 ـ 1081 هـ)
خير الدين بن أحمد بن علي بن زين الدين الاَيوبي العليمي، الرملي، أحد أعلام الحنفية.
ولد في الرملة (بفلسطين) سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة.
وقرأ القرآن وشيئاً من فقه الشافعية على موسى بن الحسن الرملي.
وارتحل إلى مصر صحبة أخيه عبد النبي في سنة (1007 هـ)، وأخذ في الفقه والاَُصول والحديث والنحو عن: عبد اللّه بن محمد النحريري واختصّ به، ومحمد بن محمد الحانوتي، وسالم السنهوري، ومحمد ابن بنت محمد ، وسليمان بن عبد الدائم، وأحمد بن محمد بن عبد العال، وأبي بكر الشنواني.
وعاد إلى بلدته في أواخر سنة (1013 هـ)، وتصدى للاِقراء والاِفتاء والتدريس.
(1)كشف الظنون 2|1722، خلاصة الاَثر 2|134، هدية العارفين 1|358، إيضاح المكنون 2|499، الكنى والاَلقاب 2|282، ريحانة الاَدب 2|333، الاَعلام 2|327، معجم الموَلفين 4|132، معجم المفسرين 1|176.
(104)
واشتهر، وشاعت فتاواه، وقصده الطلبة والعلماء، وصار معظّماً عند الدولة والناس.
أخذ عنه كثيرون، منهم: ولده محيي الدين، ومحمد الاَشعري، وعبد الرحيم ابن أبي اللطف، ومحمد بن حافظ الدين السروري، ويوسف بن رضي الدين اللطفي، وعمر المشرقي، ومحمد بن كمال الدين النقيب، ومحمد بن علي الحصكفي، وعيسى بن محمد الثعالبي.
وصنّف كتباً، منها: مظهر الحقائق وهو حاشية على «البحر الرائق في شرح كنز الدقائق» في فقه الحنفية لزين العابدين بن نجيم المصري، حواش على شرح كنز الدقائق للعيني، حواش على الاَشباه والنظائر، حواش على «جامع الفصولين» في الفقه لبدر الدين محمود بن إسرائيل الحنفي (المتوفّـى 823 هـ)، رسالة الفوز والغنم في مسألة الشرف من الاَُم، مطلب الاَدب وغاية الاَرب، وديوان شعر، وغير ذلك.
وله كتاب الفتاوى الخيرية لنفع البرية (مطبوع) جمعها ولده محيي الدين ومات قبل أن يتمّها، فأكملها إبراهيم بن سليمان الجينيني (المتوفّـى 1108 هـ).
توفّـي المترجم في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وألف.
ومن شعره، قوله متغزلاً :
أتحسب أنّ الهوى مختفٍ * ودمعك منه جرى وانسجم
فذب يا فوَادي بنار الجوى * فكم قد نهيتك عن ذا فلم
أما آن أن ينقضي ذا القلى * وما آن منك أوان الكرم
(105)
3377
خير الدين بن عبد الرزاق (1)
( … ـ حياً قبل 1030 هـ)
ابن مكي بن عبد الرزاق بن ضياء الدين بن محمد (الشهيد الاَوّل) بن مكي العاملي .
كان فقيهاً، متكلماً، محقّقاً، عارفاً بالرياضيات، من علماء الاِمامية.
سكن شيراز .
ولمّا ألّف بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (المتوفّـى 1030 هـ) كتابه «حبل المتين» أرسله إليه ليطالعه، وكان يعتقد فضله، فلما طالعه كتب عليه تعليقات وحواشي وتحقيقات، بل ومناقشات أيضاً .
وللمترجم موَلفات في الفقه والرياضيات، منها: رسالة في الحساب (مخطوطة).
لم نظفر بتاريخ وفاته.
وله أولاد وأحفاد سكنوا في طهران.
(1)رياض العلماء 2|260، تكملة أمل الآمل 200 برقم 172، الفوائد الرضوية 175، أعيان الشيعة 6|363.
(106)
3378
ابن طالُو (1)
( 950 ـ 1014 هـ)
درويش محمد بن أحمد، أبو المعالي الطّالُوي الاَُرْتُقي، الدمشقي المعروف بابن طالو .
ولد سنة خمسين وتسعمائة.
ورحل أبوه عن دمشق فتعهّده أحمد بن البدر الغزّي، وحبَّب إليه طلب العلم، وقرأ الاَدب والرياضيات والمنطق والحكمة على أبي الفتح محمد المالكي.
وأخذ عن: محمد بن الحسن المغاني، وغياث الدين الشهير بمير مخدوم اللاَلائي، وسراج الدين التبريزي.
وقرأ الفقه الحنفي على محمد البهنسي، والمعاني والبيان على العماد الحنفي، والتفسير على البدر الغزي .
ودرّس بالمدرسة الخاتونية، ولازم محمد بن بستان ورحل معه إلى الروم وناب عنه في القضاء بدمشق ثم بالروم، وولي هناك عدّة مدارس.
وعاد إلى دمشق وزار مصر ودرس بها على: علي بن غانم المقدسي الحنفي، و محمد النحراوي الحنفي، ومحمد الرملي الشافعي.
(1)لطف السمر 2|439، خلاصة الاَثر 2|149، هدية العارفين 2|265، إيضاح المكنون 2|1، تاريخ آداب اللغة العربية 3|288، الاَعلام 2|318، معجم الموَلفين 4|144.
(107)
ثم توجه إلى الروم وصحب بها سعد الدين بن حسن جان، وولي بعنايته عدّة مدارس.
ورجع إلى دمشق وولي بها المدرسة السليمانية والاِفتاء حتى توفّـي سنة أربع عشرة وألف في رمضان.
وللمترجم كتاب سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر ، جمع فيه أشعاره وترسلاته ومطارحاته، وهو متداول مشهور .
ومن شعره:
قد غازل النسرين لحظ النرجس * في مجلسٍ سقي الحيا من مجلسِ
يرنو إليه كما رنت من خشية الر * قباء غيدٌ عن لحاظ نعّسِ
والورد أخجله الحيا فكأنّه * خدٌّ تورّد من لهيب تنفّسِ
هذا وقد ذكر الطالوي السيدُ الاَمين في «أعيان الشيعة»(1)نظراً لاَبياته التي مدح بها الشريف، حيث يقول في بعضها:
بولاء حيدرة الوصي * أخي النبي الهاشمي
ثم نقل السيد الاَمين تساوَل الخفاجي في «ريحانة الاَلبّا»: هل كان الطالوي يعتقد مذهب الشيعة أو جرى على مذهب ممدوحه الشريف لاَنّه شيعي؟
أقول: لماذا لا نقول بأنّ الطالوي كان محبّاً لاَهل البيت عليهم السَّلام ومعتقداً بوجوب الولاء للاِمام علي عليه السَّلام كوصي منصوب من قبل النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ، وقد ذكرنا الاَدلة على ذلك مراراً حتى من الصحاح، مع بقاء الطالوي على اعتناقه للمذهب الحنفي في الفروع … أليس هذا أفضل من الحصر الثنائي المذكور ؟!