154 – روى الكليني محمد بن يعقوب، عن العدة عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن حمَّاد وغيره، عن حنَّان بن سدير الصيرفيِّ، قال: سمعتُ أبا عبد الله(ع) يقول:
نعيت إلى النبي(ص) نفسه وهو صحيح ليس به وجع، قال: نزل به الروح الأمين، فنادى(ع): «الصلاة جامعة»، وأمر المهاجرين والأنصار بالسلاح فاجتمع الناس، فصعد النبي فنعى إليهم نفسهُ ثمَّ قال:
«أُذكّر الله الوالي من بعدي على اُمَّتي ألَّا يرحم على جماعة المسلمين، فأجلَّ كبيرهم، ورحم ضعيفهم، ووقَّر عالمهم، ولم يضرّ بهم فيذلَّهم، ولم يفقرهم فيكفرهم، ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويُّهم ضعيفهم، ولم يجنزهم(22) في بعوثهم فيقطع نسل اُمَّتي، ثم قال: قد بلَّغتُ ونصحتُ فاشهدوا».
قال أبو عبد الله(ع): هذا آخر كلام تكلَّمَ بهِ رسول الله(ص) على منبره(23).
155 – روى فرات بن إبراهيم، عن محمد بن القاسم بن عبيد، معنعنا عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنه، قال: سمعتُ سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو يقول:
لمَّا أنْ مرضَ النبيُّ(ص) المرضة التي قبضه الله فيها دخلتُ فجلستُ بين يديه، ودخلت عليه فاطمة الزهراء(س) فلمَّا رأت ما به خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على خدَّيها، فلمَّا أن رآها رسول الله(ص) قال: «مايبكيك يابنيَّة؟» قالت: وكيف لا أبكي وأنا أرى مابكَ من الضعف، فمن لنا بعدك يارسول الله؟ قال لها: «لكُم الله، فتوكَّلي عليه واصبري كما صبر آباؤكِ من الأنبياء، واُمَّهاتكِ من أزواجهم، يافاطمة أو ماعلمتِ أنَّ الله تعالى اختار أباك فجعلهُ نبياً، وبعثه رسولاً، ثمَّ علياً فزوجتك إياه وجعلهُ وصيَّاً، فهو أعظم الناس حقّاً على المسلمين بعد أبيكِ، وأقدمهم سلماً، وأعزُّهم خطراً، وأجملهم خلقاً، وأشدّهم في الله وفيَّ غضباً، وأشجعهُم قلباً، وأثبتهم وأربطهم جأشاً، وأسخاهم كفاً».
ففرحت بذلك الزهراء(س) فرحاً شديداً، فقال رسول الله(ص): «هل سُررتِ يابنيَّة؟» قالت: «نعم يارسول الله، لقد سررتني وأحزنتني».
قال: «كذلك اُمور الدنيا يشوب سرورها بحزنها، قال: «أفلا أزيدكِ في زوجكِ من مزيد الخير كلِّه؟» قالت: «بلى يارسول الله»، قال: «إنَّ علياً أوَّل من آمنَ بالله، وهوابن عمِّ رسول الله، وأخ الرسول، ووصيّ رسول الله، وزوج بنت رسول الله، وابناه سبطا رسول الله، وعمُّه سيِّد الشهداء عمّ رسول الله، وأخوه جعفر الطيَّار في الجنَّة ابن عمِّ رسول الله، والمهديّ الذي يصلِّي عيسى خلفهُ منكِ ومنهُ، فهذه يابنيَّة خصال لم يعطها أحد قبله، ولا أحد بعده، يابنتي هل سررتك؟» قالت: «نعم يارسولالله».
قال: «أولا أزيدكِ مزيد الخير كلِّه؟ «قالت: «بلى».
قال: «إنَّ اللّه تعالى خلقَ الخلق قسمين، فجعلني وزوجكِ في أخْيَرهما قسماً، وذلك قوله عزَّ وجل: «وَأصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَاأصْحَابُ المَيْمَنَةِ» ثم جعل الإثنين ثلثاً فجعلني وزوجكِ في أخيرَها ثلثاً وذلك قوله: «وَالسّابِقُونَ السَّابِقُوْنَ اُولئِكَ المُقَربُّونَ في جَنّاتِ النّعيمِ»(24).
156 – روى الصدوق عن: أبيه وابن الوليد معاً، عن محمد العطَّار، عن الأشعري، عن ابن هاشم، عن ابن سنان رفعه، قال: «السُنَّة في الحنوط ثلاثة عشر درهما وثلث».
قال محمد بن أحمد: ورووا أنَّ جبرئيل(ع) نزل على رسول الله(ص) بحنوط، وكان وزنهُ أربعين درهماً، فقسَّمهُ رسول الله(ص) ثلاثة أجزاء: جزءاً لهُ، وجزءاً لعليّ، وجزءاً لفاطمة صلوات الله عليهم(25).