الرئيسية / بحوث اسلامية / الاستشفاع برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم – السيّد مرتضى العسكري

الاستشفاع برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم – السيّد مرتضى العسكري

الاستشفاع برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :

يستدل القائلون بمشروعية التوسل برسول الله (ص) والاستشفاع به في كل زمان , بان ذلك وقع برضا من الله قبل ان يخلق النبي (ص) وفي حياته وبعد وفاته ، وكذلك يقع يوم القيامة. وفي ما يأتي الدليل على ذلك :

أولاً ـ التوسل بالنبي (ص) قبل ان يخلق : روى جماعة منهم الحاكم في المستدرك , من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه انّ آدم لما اقترف الخطيئة قال : يا ربّ اسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي. فقال الله : يا آدم وكيف عرفت محمّداً ولم أخلقه ؟ قال : يا ربّ لانـك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك ، رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلا اللّه محمّد رسول الله فعلمت انّك لم تضف إلى اسمك الاّ احبّ الخلق إليك. فقال الله : صدقت يا آدم ، انّه لاحبّ الخلق اليّ , ادعني بحقّه فقد غفرت لك ، ولولا محمّد ما خلقتك.
وذكره الطبراني وزاد فيه : و هو آخر الأنبياء من ذريّتك (1).
واخرج المحدثون والمفسرون في تفسير الآية : ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (2) : انّ اليهود من أهل المدينة وخيبر إذا قاتلوا من يليهم من مشركي العرب مـن الأوس والخزرج وغيرهما قبل ان يبعث النبي ، كانوا يستنصرون به عليهم ، ويستفتحون لما يجدون ذكره في التوراة ، فيدعون على الذين كفروا ويقولون : « اللهم انّا نستنصرك بحقّ النبيّ الاُمّي الا نصرتنا عليهم » أو يقولون : « اللهمّ ربّنا انصرنا عليهم باسم نبيّك … » (3).
فلما جاءهم كتاب من عند الله وهو القرآن مصدق لما معهم ، وهو التوراة والإنجيل ، وجاءهم ما عرفوا ، وهو محمّد (ص) ولم يشكوا فيه ، كفروا به ، لانّه لم يكن من بني اسرائيل (4).
ثانياً ـ التوسل بالنبي (ص) في حياته : روى أحمد بن حنبل والترمذي وابن ماجة والبيهقي عن عثمان بن حنيف : ان رجلاً ضرير البصر أتى النبي (ص) فقال : ادع الله ان يعافيني. قال : ان شئت دعوت ، وان شئت صبرت فهو خير لك. قال : فادع. قال : فأمره ان يتوضّأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه بنبيّك محمّد نبيّ الرحمة. يا محمد ، انّي توجّهت بك إلى ربّي في حاجتي لتقضى لي. اللهمّ شفعه في (5). صحّحه البيهقي والترمذي.
ثالثاً ـ التوسّل بالنبي (ص) بعد وفاته : روى الطبراني في معجمه الكبير من حديث عثمان بن حنيف : انّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) في حاجة له ، فكان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته ، فلقي ابن حنيف فشكا إليه ذلك . فقال عثمان بن حنيف : ائت الميضاة فتوضّأ ، ثمّ ائت المسجد فصلّ ركعتين ، ثمّ قل : اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمّد (ص) نبيّ الرحمة. يا محمّد ، انّي أتوجّه بك إلى ربّي لتقضي حاجتي. وتذكر حاجتك. فانطلق الرجل فصنع ما قال له. ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان ، فجاءه البوّاب ، فأخذ بيده ، فأدخله على عثمان ، فأجلسه معه على الطنفسة ، فقال : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته ، فقضاها له ، ثمّ قال له : ما ذكرت حاجتك حتّى كانت الساعة ، وقال : ما كان لك من حاجة فاذكرها (6).

 

الهوامش

1. مستدرك الحاكم ، كتاب التاريخ في آخر كتاب البعث 2 / 615. ومجمع الزوائد 8 / 253.
2. البقرة / 89.
3. يظهر من الروايات انهم كانوا يدعون بامثال هذه الأدعية مما فيه التوسل بالنبي (ص) إلى الله.
4. تواتر الروايات بالمضمون الذي أوردناه في كل من :
5. مسند احمد 4 / 138. وسنن الترمذي ، كتاب الدعوات 13 / 80 ـ 81. وسنن ابن ماجة ، كتاب
6. تحقيق النصرة / 114 و 115 ، رواه عن الطبراني في معجمه الكبير.

 

شاهد أيضاً

في ذكر طرف من معجزات نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم

في ظهور آياته في إحياء الموتى وفيه : ثلاثة أحاديث ٨٣ / ١ ـ عن ...