والمقام الثالث هو مقام الاطمئنان والطمأنينة ، وهو في الحقيقة المرتبة الكاملة من الإيمان ، قال تعالى مخاطبا خليله ” أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي ” ولعلّنا نشير إلى تلك المرتبة أيضاً فيما سيأتي .
المرتبة الرابعة هي مقام المشاهدة ، وهو نور الهي وتجلّ رحماني يظهر في سرّ السالك تبعا للتجليات الأسمائية والصفاتية وينوّر جميع قلبه بنور شهوديّ ولهذا المقام درجات كثيرة لا تتسع هذه الأوراق لذكرها .
وفي هذه المقام يبرز نموذج من قرب النوافل المعبّر عنه بـ ” كنت سمعه وبصره ” .
ويرى السالك نفسه مستغرقا في البحر اللامتناهي ومن ورائه بحر عميق في غاية العمق تنكشف له فيه نبذة من أسرار القدر ، ولكل من هذه المقامات استدراج يختص به وللسالك فيه هلاك عظيم . ولا بدّ للسالك في جميع هذه المقامات من تخليص نفسه من الأنانية وأن يتخلص من رؤية نفسه وحبّها ، فإنه منبع أكثر المفاسد ولا سيّما للسالك وسنشير إلى ذلك المطلب إن شاء الله .