55 الشهيد حيدر حسن مهدي الحمادي
هل يمكن أن أڪون شهيدا مقطّع الأوصال كما كان علي الأڪبر، تتطاير أشلائي مع صوت الانفجارات هنا وهناك، وأُحشر يوم القيامة مع ذرّات التراب والأحجار التي يلتصق بها لحمي المتناثر.
هكذا تمنى وأراد أن تكون عاقبته فسعى إليها.
تلك عبارة طالما ردّدها لسانهُ، وهي تصور قمة الصفاء الروحي، والسمو في عوالم التجرّد، بعيدا عن الأنانية المقيتة، والالتصاق بزبرج الدنيا الزائلة وحطامها الفاني.
إن قلوب الشهداء المفعمة بأريج الحب المجرد للقاء الله تعالى ونيل رضاه، كانت جواز الولوج إلى عالم ﴿أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.
من مواليد محافظة الناصرية يوم18/6/1957م، ينتمي إلى أسرة عُرفت بولائها للإسلام مما عرَّضها للظلم والاضطهاد البعثي.
التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية، وذلك أثناء الحرب العدوانية على الجمهورية الإسلامية، وكان موضعه في الخطوط الخلفية ولم يعمل أي عمل فيه معونة لصدام، ومع ذلك كان يعتبر وجوده في الجيش ذنبا عظيما، وكان يقول لاأغسل هذا الذنب إلا بالشهادة، فأبى أن يكون أداة طيعة بيد البعثيين لتنفيذ مآربهم، لذلك اتخذ قراره بالهجرة إلى الجمهورية الإسلامية في إيران بعد أن ترك وطنه يوم8/12/1982م، وبعد رحلة شاقة وصل إلى مقصده يوم28/3/1983م، عن طريق كردستان العراق.
التحق بقوات بدر بتاريخ24/12/1985م، واشترك مع إخوانه المجاهدين في العمليات الجهادية التي خاضوها في أهوار الحويزة.
كان كما عهده المجاهدون، مثالا رائعا يُحتذى به في صفات الحب والإيمان والتواضع، صبورا متفانيا في الأداء والتنفيذ، متحليا بسجايا وأخلاق رفيعة، أهّلته تلك الصفات لان يكون جنديا مسلما من الطراز الأول، ولطالما كان يردد (من لم يغزو أو يحدّث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية).
اختصر طريق الجهاد ليفوز بالشهادة وذلك على رُبى حاج عمران، عندما التحق بفوج الشهيد الصدر، ليخوض مع إخوانه تلك الملحمة الخالدة التي تجسَّدَت فيها روح التضحية والفداء، ومن على تلك القمم عرجت روحه يوم1/9/1986م، لتعانق أرواح الشهداء والصدّيقين التي سبقتها إلى جنات النعيم. رحل بدنه عن هذه الدنيا ولكنه بقي حيا في قلوب المجاهدين.
ومن وصيته رحمهالله (فيا إخوتي في الله لقد مَنَّ الله علينا بفتح باب الجهاد، واصطفى له خاصة عباده، فلم لانكون نحن من هذه الخاصة، لنفوز في الآخرة إن قتلنا أو متنا، لأننا اخترنا الطريق الذي يحبه الله).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا
مراسم تشييع الشهيد أبو علوي الموسوي ومجموعة من الشهداء في مدينة قم المقدسة