الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 75 الشهيد محمد صا لح طعمۣة

75 الشهيد محمد صا لح طعمۣة

75ــــــــــ أبومقداد الحسيني ــــــــــــــــــــ
من مواليد مدينة العمارة عام1961م. ترعرع وسط أسرة متدينة ربته تربية صالحة، فقد اعتنى به والده عناية تامة، مما جُعل منه شابا ذكيا وشخصية مهذبة، فأشُبع الحب والحنان لكي يكون طيب النفس رحب الصدر، وغُذّي الصراحة والإيمان فأصبح صادقا مجدا صابرا في الشدائد والصعاب.

 

فنشأ ملتزما بما يمليه عليه دينه منذ نعومة أظفاره، حيث كان والده يصحبه إلى المسجد في مواقيت الصلاة وهو صغير، وكان يتوسم به خيرا ويقرأ على وجهه علامات الإيمان، فكان كما أراده والده في طفولته وفي شبابه، فشبَّ مؤمنا متفانيا في طاعة الله لايفارق المسجد، وقد أودع الله في قلبه حب القرآن فكان مجوّدا للقرآن بصوته الرخيم الخاشع، وكان مؤذّنا، ولطالما صدح بصوته الشجي من أعلى المآذن ملبيا (الله أڪبر).

 
أڪمل دراسته الابتدائية والإعدادية في مدينة العمارة، ثم أنهى دراسته في المعهد التكنولوجي في البصرة — قسم البناء والإنشاء — وتخرج سنة 1980م.

 
عُرف بنشاطه في حقل الدعوة إلى الله سبحانه، فقد كان حريصا على تعليم الأطفال والشباب التعاليم الإسلامية وبالأخص الصلاة. كما أنه كان كاتبا وله مقالات في مجال الفكر والثقافة وله قصائد شعرية، منها هذه المقطوعة التي كان يرددها بصوته العذب:

 
يا سائرين على الربا سيروا وجدّوا باجتهاد وتنوَّروا شمس الصباح بلا رقـــاد
كم من ضعيف بات يشــكو ظلــم عـــاد وإذا بعنف الرأي يصرخ في شداد
الضعف ضعف الرأي لاضعف العبـــــــاد والسيف عند الطعن لاعند المناد

 
تعرّض للاعتقال عدة مرات من قبل جلاوزة الأمن في العمارة، ففي رجب سنة 1399ه‍.ق، أعتقلوه وأبقوه تحت التعذيب يوما كاملا ثم أفرجوا عنه الّا أنهم عادوا لاعتقاله في النصف من شعبان من نفس السنة، فأخفى نفسه عنهم، فاحتجزوا والده كرهينة مما اضطره إلى تسليم نفسه إليهم، فبقي أسبوعين ثم أفرج عنه، وعندما أرادوا أن يطلقوا سراحه، اتصلوا بوالده وطلبوا منه أن يحضر ويكفله، وعندما التقى بولده في غرفة ضابط الأمن قدّمت لمحمد ورقة ليوقع عليها، سأل الضابط (وماذا تعني هذه الورقة؟) فقال الضابط (تعني التعاون معنا)…

 
ومثل أبومقداد لاتخفى عليه أساليبهم ونواياهم الخبيثة، فرفض أن يوقّع تلك الورقة، فقرر الضابط أن يعيده إلى السجن مع أشد العقوبات، لكنهم اضطروا أخيرا إلى إطلاق سراحه، فما مكث غير يوم أو يومين حتى أعادوا الكرّة عليه واعتقلوه للمرة الثالثة، فبقي في السجن مدة خمسة وأربعين يوما إلى أن أُعلن العفو العام من قبل الطاغية صدام عندما أصبح رئيسا للجمهورية.
في المرة الرابعة جاءوا إليه واعتقلوه، لكنه استطاع التخلص منهم في الطريق، فاعتقلوا أهله أربعة أشهر، وتمكن هو من ترك العراق عام1981م هاربا إلى لبنان.

 
بقي في لبنان سنتين، شارك خلالها إخوته المجاهدين في التصدي للعدوان الإسرائيلي سنة 1982م. ثم هاجر الى الجمهورية الإسلامية في إيران يوم16/8/1983م، وفيها دخل الحوزة العلمية في قم ليقتبس من علوم آل محمد صلوات‌الله‌وسلامه‌عليهم فكان مجدا في دروسه متميزا بين أقرانه، وكان ينتهز أيام العطل ليشارك إخوانه المجاهدين في سوح الجهاد، فكان طاقة في كل شيء كما وصفه أحد أساتذته في الحوزة العلمية حيث كانت له مشاركات كثيرة مع إخوانه المجاهدين في هور الحويزة وفي عمليات حاج عمران، عرف فيها بشجاعته وتفانيه في سبيل الله.

 
ختم حياته المليئة بالعطاء والتضحية والفداء على مشارف مدينة البصرة، وعلى جزيرة الصالحية، حيث سقط شهيدا بتاريخ20/1/1987م بعد أن أبلى في تلك العمليات بلاء حسنا، على أثر قذيفة مزّقت جسده الشريف ورجعت روحه الطاهرة إلى ربها راضية مرضية، ليفوز بجنة الخلد وملك لايبلى.

 
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...