الرئيسية / الاسلام والحياة / الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء

الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء

(التعقيبات)

150 – قال السيِّد عليُّ بن طاووس نقلاً من كتاب الوصيَّة للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير، عن موسى بن جعفر، عن أبيه(ع) قال: لمَّا حضرت رسول الله(ص) الوفاة دعا الأنصار وقال: «يامعشر الأنصار قد حان الفراق، وقد دعيتُ وأنا مجيب الداعي، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار، ونصرتم فأحسنتم النصرة، وواسيتم في الأموال، ووسَّعتم في المسلمين، وبذلتم للَّه مهج النفوس والله يجزيكُم بما فعلتم الجزاء الأوفى، وقد بقيت واحدة وهي تمام الأمر وخاتمة العمل، العمل معها مقرون، إنِّي أرى أن لاأفترق‏(17) بينهما جميعاً، لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست، من أتى بواحدة وترك الاُخرى كان جاحداً للاُولى ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً».
قالوا: يارسول الله فأينَ لنا بمعرفتها، فلا نمسك عنها فنضلَّ ونرتدَّ عن الإسلام، والنعمة من الله ومن رسوله علينا، فقد أَنقَذَنا الله بكَ من الهلكة يارسول الله، وقد بلَّغتَ ونصحتَ وأدَّيتَ وكنتَ بنا رؤوفاً رحيماً شفيقاً.

 

 
فقال رسول الله(ص) لهم: «كتاب الله وأهل بيتي، فإنَّ الكتاب هو القرآن وفيه الحجَّة والنور والبرهان، كلامُ الله جديد غض طريّ، شاهد، ومحكم عادل ولنا قائد بحلاله وحرامه وأحكامه، يقوم غداً فيحاج أقواماً فيزلُّ الله به أقدامهم عن الصراط، واحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي، فإنَّ اللَّطيف الخبير أخبرني أنَّهُما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، ألا وإنَّ الإسلام سقفٌ تحتهُ دعامة لا يقوم السقف إلَّا بها، فلوأنَّ أحدَكُم أتى بذلك السقف ممدوداً لا دعامة تحته فأوشك أن يخرَّ عليه سقفهُ فيهوي في النار، أيُّها الناس الدعامة: دعامة الإسلام، وذلك قوله تعالى: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه» فالعمل الصالح طاعة الإمام وليِّ الأمر والتمسُّك بحبله، أيُّها الناس أفهمتم؟ الله الله في أهل بيتي، مصابيح الظلم، ومعادن العلم، وينابيع الحكم، ومستقرِّ الملائكة، منهم وصيِّي وأميني ووارثي، وهو منِّي بمنزلة هارون من موسى. ألا، هل بلَّغت معاشر الأنصار؟ ألا، فاسمعوا ومن حضر، ألا إنَّ فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله».
قال عيسى: فبكى أبو الحسن(ع) طويلاً، وقطع بقيَّة كلامه، وقال: «هتكَ والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، يااُمَّه صلوات الله عليها(18).

 

 
151 – روى المفيد عن عمر بن محمد الصيرفي، عن العبَّاس بن المُغيرة الجوهري، عن أحمد بن منصور الرمادي، عن أحمد بن صالح، عن عتيبة، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن عبَّاس، قال:
لمَّا حضرت النبي(ص) الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطَّاب، فقال رسول‏الله(ص): «هلمُّوا أكتب لكم كتاباً لن تضلُّوا بعدهُ أبداً» فقال: لا تأتوه بشي‏ء فإنهُ قد غلبهُ الوجع، وعندكم القرآن، حسبُنا كتاب الله، فاختلف أهلُ البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكُم رسول الله، ومنهم من يقول ماقال عمر، فلمَّا كثرَ اللّغط والاختلاف قال رسول الله(ص): «قوموا عنِّي».
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: وكان ابن عبَّاس رحمه الله يقول: الرزيَّة كلُّ الرزيَّة ماحال بين رسول الله(ص) أن يكتب لنا ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم‏(19).

 

 
152 – روى المفيد عن عمر بن محمد الصيرفيِّ، عن جعفر بن محمد الحسني، عن عيسى بن مهران، عن يونس بن محمد، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن عبد الرحمن بن خلَّاب الأنصاري، عن عكرمة، عن عبد الله بن عبَّاس قال:
إنَّ علي بن أبي طالب(ع) والعبَّاس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول الله(ص) في مرضه الذي قُبضَ فيه، فقالوا: يارسول الله هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك، فقال: وما يبكيهم؟ قالوا: يخافون أن تموت، فقال: «أعطوني أيديكُم» فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر فحمدَ الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: «أمَّا بعد، أيُّها الناس فما تنكرون من موت نبيكم؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم، لو خُلِّدَ أحد قبلي ثم بعثَ إليه لخلِّدت فيكم، ألا إني لاحق بربي، وقد تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلُّوا: كتاب الله تعالى بين أظهركم تقرؤونه صباحاً ومساءً، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً كما أمركم‏الله، وقد خلَّفتُ فيكم عترتي أهل بيتي، وأنا أُوصيكم بهم، ثم اُوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار، فقد عرفتم بلاءهم عند الله عز وجل وعند رسوله وعند المؤمنين، ألم يُوَسِّعوا في الديار، ويشاطروا الثمار، ويؤثروا وبهم الخصاصة؟ فمن ولي منكم أمراً يضرّ فيه أحداً أو ينفعه، فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن مسيئهم» وكان آخر مجلس جلسه حتى لقى الله عز وجل‏(20).

 

 
153 – روى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الثقفي، عن محمد بن مروان، عن زيد بن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر(ع) قال:
لمَّا حضر النبيّ(ص) الوفاة نزل جبرئيل(ع) فقال لهُ جبرئيل: يارسول الله هل لك في الرجوع؟ قال: «لا، قد بلَّغتُ رسالات ربِّي، ثم قال لهُ: أتريد الرجوع إلى‏الدنيا؟ قال: لا، بل الرفيق الأعلى.
ثم قال رسول الله(ص) للمسلمين وهم مُجتمعون حولهُ: «أيُّها الناس لا نبيَّ بعدي ولا سُنَّة بعد سُنَّتي، فمَن ادَّعى ذلك فدعواه وبدعته في النار، ومن ادَّعى ذلك فاقتلوه ومن اتَّبعهُ؛ فإنَّهم في النار.
أيُّها الناس أحيُوا القصاص وأحيُوا الحقَّ ولا تفرَّقوا وأسلموا وسلِّموا تَسلموا «كَتَبَ اللّه لأغلبَنَّ أنا وَرُسلي إنَّ اللَّهَ قَوِىٌ عزيز»(21).

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...