17 واولي الحجى وكهف الورى وورثة الانبياء =
(وأولي الحجى) كأولى العقل والفطنة وعلى الاول فهما اما مترادفان واما متغايران بالنسبة إلى أن العقل له اطلاقات عديدة فيمكن أن يراد باحدهما عقل المعاش وبالاخر عقل المعاد أو نحو ذلك وأيما كان فهم عليهم السلام أولو العقول الكاملة كجدهم (ففي الكافي) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل واقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته وما يضمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين وما أدى العبد فرايض الله حتى عقل عنه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل والعقلاء هم أولوا الالباب الذين قال الله تعالى (انما يتذكر أولوا الالباب) (1). (وكهف الورى) الكهف هو الملجأ أي أنتم ملجأ الخلايق في الدين أو الدنيا والاخرة وقد تقدم ما يدل عليه من الاخبار. (وورثة الانبياء) فانهم ورثوا علوم جميع الانبياء وآثارهم حتى التابوت والالواح وعصى موسى وخاتم سليمان وعمامة =
(1): سورة الرعد آية 19.
[70]
=
هارون وغير ذلك (فعن أبي بصير) عن أبي عبد الله قال قال لي يا أبا محمد ان الله عز وجل لم يعط الانبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قال وقد أعطى محمدا جميع ما أعطى الانبياء وعندنا الصحف التي قال تعالى (صحف ابراهيم وموسى (1)) قلت جعلت فداك لفي الالواح قال نعم (وعن عبد الله بن سنان) عن أبي عبد الله عليه السلام أن سأله عن قول الله عز وجل (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر (2)) ما الزبور وما الذكر قال الذكر عند الله والزبور الذي أنزل على داود وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم (وعن محمد بن الفيض) عن أبي جعفر عليه السلام قال كانت عصى موسى لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران وأنها لعندنا وأن عهدي بها أنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع موسى عليه السلام وانها لتروع وتلقف ما يأفكون وتصنع ما تؤمر به انها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون ينتج لها شعبتان احديهما في الارض والاخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها (وعن أبي حمزة الثمالي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول =
(1): سورة الاعلى آية 19 (2): سورة الانبياء آية 105
[71]
=
ألواح موسى عندنا وعصى موسى عندنا ونحن ورثة النبيين وعن أبي سعيد الخراساني عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أبو جعفر ان القائم إذا قام بمكة وأراد ان يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه إلا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير فلا ينزل منزلا إلا انبعت عين منه فمن كان جائعا شبع ومن كان ظاميا روي فهو زادهم حتى ينزل النجف من ظهر الكوفة وعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال خرج أمير المؤمنين ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول همهمة همهمة وليلة مظلمة خرج عليكم الامام عليه قميص آدم عليه السلام وفي يده خاتم سليمان عليه السلام وعصى موسى وعن المفضل عن الصادق عليه السلام قال له أتدري ما كان قميص يوسف عليه السلام قال قلت لا قال ان ابراهيم لما أوقدت له النار أتاه جبرائيل بثوب من ثياب الجنة فالبسه اياه فلم يضره معه حر ولا برد فلما حضر ابراهيم الموت جعله في تميمة وعلقه على اسحق وعلقه اسحق على يعقوب فلما ولد يوسف علقه عليه فكان في عضده حتى كان من أمره ماكان فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله (اني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون (1)) فهو ذلك =
(1): سورة يوسف آية 94
[72]
=
القميص الذي أنزله الله من الجنة قلت جعلت فداك فالى من صار ذلك القميص قال إلى أهله ثم قال كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم (وعن سعيد السمان) قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له أفيكم امام مفترض الطاعة قال فقال لا قال فقالا له قد أخبرنا عنك الثقاة انك تفتى وتقول به ونسميهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشهير وهم ممن لا يكذب فغضب أبو عبد الله عليه السلام وقال ما أمرتهم بهذا فلما رأيا الغضب من الزيدية وهما يزعمان ان سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند عبد الله بن الحسن فقال كذبا لعنهما الله والله ما رآه عبد الله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولا رآه أبوه اللهم إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين عليه السلام فان كانا صادقين فما علامة في مقبضه وما أثر في موضع مضربه وان عندي لسيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وان عندي لراية رسول الله ودرعه ولامته ومغفره فان كانا صادقين فما علامة في درع رسول الله وان عندي لراية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعليه وان عندي ألواح موسى وعصاه وان عندي لخاتم سليمان بن داود وان عندي الطشت الذي كان موسى يقرب بها القربان وان عندي الاسم الذي كان رسول الله إذا وضعه بين المشركين والمسلمين لم يصل إلى =
[73]
=
المسلمين من المشركين نشابه وان عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني اسرائيل وكانت بنو اسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة ومن صار إليه السلاح منا أوتي الامامة وقد لبس أبي درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخطت على الارض خطيطا ولبستها أنا فكانت وكانت وقائمنا من إذا لبسها ملأها ان شاء الله تعالى وعن عبد الاعلى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول عندي سلاح رسول الله لا أنازع فيه ثم قال ان السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله كان خيرهم قال قال ان هذا الامر يصير إلى من يلوى له الحنك فإذا كانت من الله عز وجل فيه المشيئة خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان ويضع الله له يدا على رأس رعيته وعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال ترك رسول الله في المتاع سيفا ودرعا وعنزة ورحلا وبغلته الشهباء فورث ذلك كله علي بن أبي طالب عليه السلام وعنه قال ليس أبي درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات الفضول فخطت ولبستها أنا ففضلت وعن أحمد بن أبي عبد الله عن الرضا عليه السلام قال سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله من أين هو قال هبط به جبرائيل من السماء وكانت حليته من فضة وهو عندي وعن حمران عن أبي جعفر عليه السلام
[74]
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...