الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

41- والرحمة الموصولة والاية المخزونة والامانة المحفوظة =
الصادق عليه السلام) من انكر ثلاثة اشياء فليس من شيعتنا المعراج والمسائلة في القبر والشفاعة. (والرحمة الموصولة) اي المتصلة الغير المقطعة فان كل امام منهم بعده امام وكل منهم رحمة للعالمين كجدهم خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وبذلك فسر قوله تعالى (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون (1)) في بعض الاخبار أو المعنى الرحمة الموصولة من الله الى الخلق (والاية المخزونة) اي هم علامات قدرة الله تعالى وعظمته ولكن معرفة ذلك كما ينبغي مخزونة الا عن خواص اوليائهم وفيه اشارة الى ان الايات هم الائمة الهداة عليهم السلام وقد قال امير المؤمنين عليه السلام مالله آية اكبر مني (والامانة المحفوظة) اي التي يجب حفظها على العالمين (وان يبذلوا انفسهم) واموالهم في حراستها وحفظها لان قوامهم بها ونظام امور دينهم ودنياهم بها (ايضا) أو المراد ذوو الامانة بمعنى ان ولايتهم هي (الامانة المحفوظة) المعروضة على السموات والارض فقد وردت اخبار كثيرة ان الامانة المعروضة هي الولاية أو المعنى أن أمانة كل من اللاحق محفوظة عند السابق يؤديها إليه عند الوفاة كما روى =
(1): سورة القصص آية 51
[147]
والباب المبتلى به الناس =
احمد بن عمر قال سألت الرضا عليه السلام غعن قول الله عز وچل (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانتا الى اهلها (1)) قال هم الائدمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان يؤدي الامام الامامة الى من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه وفي (رواية) اخرى عن (الصادق عليه السلام) قال امر الله الامام الاول ان يدفع الى الامام الذي بعده كل شئ عنده وفي (رواية) اخرى ايانا عني ان يؤدي الاول الى الامام الذي بعده الكتب والعم والسلاح (والباب المتلى به الناس) اشارد الى وقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل اهل بيتي مثل باب حطة يني الباب اذي ابتلا الله بتي اسرائيل بدخوله سجد وان يقولا حطة اي هو حطة لذنوبنا أو حط عنا ذنوبنا فدخلها قوم منهم كذلك فنجوا (فبدل سالذنى ظملموت قلوا غير الذي قيل لهم (2)) فهلكوا وهم كذلك من دخل في باب متابعتهم نجى ومن لم يدخل هلك وييكن ان يكون اشرة الى قوله (انا مدينة العلم وعلي بابها) ومن اراد المدينة فليأتها من بابها أو الى قوله (واتوا البيوت من ابوابها (3))
(1): سورة النساء آية 58 (2) *: سورة البقرة آية 59 (3): سورة البقرة آية 189
[148]
من اتاكم فقد نجى ومن لم ياتكم فقد هلك الى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبامره تعلمون والى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون سعد والله من والاكم
(من اتاكم فقد نجى ومن لم يأتكم فقد هلك) إذ الطريق الى النجاة منحصر فيكم. (الى الله تدعون) بالحكمة والموعظة الحسنة. (وعليه تدلون) بالمعارف الحقانية والبراهين النورانية. (وبه) دون غيره. (تؤمنون) الايمان الحقيقي الخالي من شوائب الشرك الجلي والخفي. (وله) دن غيره. (تسلمون) بالتشديد اموركم وتفوضونها أو بالتخفيف. (وبأمره تعملون) لا بارادتكم بل ليس لكم امر الا امره ولا إرادة إلا إرادته تعالى. (وإلى سبيله) القويم وصراطه المستقيم. (ترشدون) الخلق كمال الارشاد. (وبقوله تحكمون) لا بالاراء والاستحسانات والقياسات. (سعد والله من والاكم) في الدارين وفاز في النشأتين (*)
[149]
وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم وامن من لجأ اليكم وسلم من صدقكم وهدي من اعتصم بكم
(وهلك من عاداكم) بالخلود في النار وبئس المصير. (وخاب) اي خسر وهلك. (من جحدكم) ولم يؤمن بامامتكم. (وضل من فارقكم) وترك متابعتكم ولعله عبر بالضلال هنا للاشارة الى المستضعفين المفارقين لهم من دون نصب وعناد فانهم الضالون ولله فيهم المشيئة ان يشأ يعذبهم وان يشأ يعف عنهم كما ورد عنهم. (وفاز من تمسك بكم) فوزا عظيما. (وامن) من عذاب الله وغضبه. (من لجأ اليكم) بالاعتقاد والمتابعة والاستشفاع. (وسلم) من الهلاك والعذاب. (من صدقكم) في الامامة وغيرها. (وهدي) الى طريق النجاة. (من اعتصم بكم) كما قال تعالى (واعتصموا بحبل =

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...