الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

47- ومفوض في ذلك كله إليكم ومسلم فيه معكم وقلبي لكم مسلم ورأيي لكم تبع ونصرتي لكم معدة
(ومفوض في ذلك كله اليكم) اي لا اعترض عليكم في شئ من اموركم بل اعلم ان كلما تأتون به فهو بأمره تعالى أو المعنى اسلم جميع اموري اليكم لكي تصلحوا خللها وفاسدها فان أعمال الخلائق تعرض عليهم. (ومسلم فيه) أي في ذلك كله (معكم) الى الله تعالى فلا اعترض على الله تعالى في عدم استيلائكم وغيبتكم وغير ذلك بل اسلم لامره وأرضى بقضائه معكم اي كما سلمتم ورضيتم (وقلبي لكم مسلم) أي منقاد مطيع مذعن لاموركم وافعالكم لا يختلج فيه شئ من اقوالكم وأفعالكم وأحوالكم وفي بعض النسخ سلم بالكسر بالمعنى المتقدم أو بمعنى الصلح اي لا اعتراض له وان لم يصل عقلي القاصر وفكري الفاتر الى وجه الحكمة فيما صدر منكم (ورأيي لكم تبع) اي رأي تابع لرأيكم ولا رأي لي مع رأيكم كما لاعدائكم يقول قال علي واقول انا (ونصرتي لكم معدة) ومهيأة فها انا منتظر لخروجكم والجهاد في خدمتكم مع اعدائكم أو المعنى نصرتي معدة لبيان دينكم واعلاء كلمتكم بالبراهين والادلة بحسب الامكان.
[173]
حتى يحيى الله تعالى دينه بكم ويردكم في ايامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في أرضه فمعكم معكم
(حتى يحيى الله تعالى دينه) بعد الاندارس والانطماس. (بكم) اي بتمكنكم وظهوركم واستيلائكم. (ويردكم في أيامه) اي ايام ظهور دينه واستيلاء كلمته وهي ايام الرجعة وفيه اشارة الى ما ورد في جملة من الاخبار في تفسير قوله تعالى (وذكرهم بأيام الله (1)) ان المراد بها ايام قيام القائم. (ويظهركم) في الرجعة. (لعدله) اي لاقامة عدله واظهاره. (ويمكنكم في ارضه) كما قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعلموا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) (2) الاية. (فمعكم معكم) اي بالقلب واللسان أو في الدنيا والرجعة أو في الدنيا والاخرة أو كرر لمجرد التأكيد.
(1): سورة ابراهيم آية 5 (2): سورة النور آية 55
[174]
لا مع عدوكم آمنت بكم وتوليت اخركم بما توليت به اولكم وبرئت الى الله عز وجل من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم الجاحدين لحقكم والغاصبين لارثكم
(لا مع عدوكم) وفي بعض النسخ لا مع غيركم. (آمنت بكم) قلبا ولسانا وفي عالم الذر وفي هذا العالم (وتوليت آخركم بما توليت به اولكم) اي اتولى واعتقد آخركم وهو المهدي عجل الله فرجه بنحو ما كنت اتولى اولكم امير المؤمنين عليه السلام أو اتولى كل واحد منكم بنحو ما كنت اتولى به اولكم فان كل واحد منهم عليهم السلام آخر بالنسبة الى سابقة. (وبرئت) حال كوني ملتجئ (الى الله عز وجل) تعالى. (من اعدائكم) الضالين والناصبين والجاحدين والمعاندين (ومن الجبت والطاغوت)… (والشياطين) سائر خلفاء الجور والسلاطين. (وحزبهم) اتباعهم. (الظالمين لكم والجاحدين لحقكم والغاصبين لارثكم) من الامامة والفئ وفدك والعوالي والخمس والانفال وصفو المال وغيرها.
[175]
والشاكين فيكم المنحرفين عنكم ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ومن الائمة الذين يدعون الى النار
(الشاكين فيكم) اي في امامتكم كأنهم وان لم يقولوا بامامتهم ولكنهم يحتملونها وفي بعض النسخ بالواو وهو اظهر (المنحرفين) اي المايلين والعادلين (عنكم) الى غيركم من اعداء الدين ومردة المنافقين (ومن كل وليجة دونكم) الوليجه الدخيله وخاصتك من الرجال (ومن) تتخذه معتمدا عليه من غير اهلك والرجل يكون في القوم وليس منهم والمعنى اني لا اتخذ من غيرهم من اعتمد عليه في ديني وسائر اموري وابرء من كل من ادخلوه معكم في الامامة والخلافة وليس منكم وفيه اشارة الى ان المؤمنين في قوله تعالى: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) (1) هم الائمة كما ورد في الاخبار وفسرها بعض المفسرين بالدخل قال اي دخلا وبطانة من المشركين يخالطوهم ويودونهم. (ومن كل مطاع سواكم ومن الائمة الذين يدعون الى النار) اشارة الى قوله تعالى (وجعلناهم أئمة يدعون الى النار (2)) اي الى الاعتقادات والاعمال الموصلة الى النار أو =
(1): سورة التوبة آية 16 (2): سورة القصص آية 41

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...