الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

54- وفرج عنا غمرات الكروب وانقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار بأبي انتم وأمي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا واصلح ما كان فسد من دنيانا =
والجهل إلى عز الاسلام والايمان والعلم أو من ذل العذاب الدنيوي والاخروي. (وفرج عنا غمرات) اي شدائد (الكروب) ومزدحماته من الكفر والظلم والجهل ونحوها. (وأنقذنا) أي خلصنا ونجانا. (من شفا جرف الهلكات) وشفا كنوى بالشين المعجمه والقصر الطرف والجانب والجرف بضم الجيم أو مع الراء الموضع الذي تجرفته السيول اي أكلت ما تحته والهلكات المهالك واريد بها هنا الكفر والضلال والفسق والمعنى أنقذنا بكم حين كنا مشرفين على المهالك الكفر والضلال والفسق فهدانا بكم وخلصنا من تبعاتها. (ومن النار بأبي انتم وامي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا) بأخباركم وآثاركم وأقوالكم وأفعالكم وأحوالكم وكل ما لم يخرج من بيتكم ومن عندكم فهو باطل عاطل. (واصلح ما كان فسد من دنيانا) فان معرفة امور الدين التي تتعلق بالمعاملات والمعاشرات بها ينتظم امور الدنيا وبها يصلح نظام الخلق وامور المعاش فضلا عن المعاد.
[194]
وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة
(وبموالاتكم تمت الكلمه) اي كلمة التوحيد كما روى عن الرضا عليه السلام من قال (لا اله الا الله دخل الجنة بشرطها وشروطها وأنا من شروطها) أو كلمة الايمان اشارة الى قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم). (وعظمت النعمة علينا) اشارة الى قوله تعالى حين نصب النبي وصيه إمتثالا لقوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته) (1) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (2). (وائتلفت الفرقه) الحاصلة بالاراء الفاسدة والمذاهب الكاسدة فحصل الائتلاف والاتفاق بوجوب الرجوع إليهم والاخذ عنهم والرد إليهم ومتابعتهم في اقوالهم وافعالهم. (وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة) على بناء المفعول يقال افترضه الله اي اوجبه فان طاعتهم من اصول الدين ولا يقبل الفرع بدون الاصل وقد تقدمت الاخبار الداله على ان الاعمال لا تقبل بدون ولايتهم ومنها قول الباقر عليه = (*)
(1): سورة المائدة آية 67 (2): سورة المائدة آية 3
[195]
ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة والمقام المحمود =
السلام كل من دان لله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا امام له من الله عز وجل فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ لعمله الحديث. (ولكم المودة الواجبة) إشارة إلى قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وقوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا (1)) فعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى (2)) قال هم الائمة وورد في (الاية الثانية) انها نزلت فيهم. (والدرجات الرفيعة) في الاخرة. (والمقام المحمود) اشارة الى قوله تعالى (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) (3) وهو مقام الشفاعة الكبرى كما روي عن الصادق عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخر ساجدا في القيامة فيمكث ما شاء الله الله فيقول الله عز وجل ارفع رأسك واشفع تشفع واسئل تعط وذلك قوله (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا). (1): سورة مريم آية 96 (2): سورة الشورى آية 23 (3): سورة الاسراء آية 79
[196]
والمقام المعلوم عند الله عز وجل والجاه العظيم والشأن الكريم والشفاعة المقبولة
(والمقام المعلوم) وفي بعض النسخ والمكان المعلوم اي المعلوم في القرب والكمال اشارة الى قوله تعالى (وما منا الا له مقام معلوم) (1). (والجاه العظيم والشأن الكريم والشفاعة المقبولة) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال اتاني جبرائيل وهو فرح مستبشر فقلت جبيبي جبرائيل مع ما انت فيه من الفرح ما منزلة اخي وابن عمي علي ابن ابي طالب عليه السلام عند ربه فقال والذي بعثك بالنبوة واصطفاك بالرسالة ما هبطت في وقتي هذا الا لهذا يا محمد الله العلي الاعلى يقرئكما السلام (وقال) محمد نبي رحمتي وعلي مقيم حجتي لا اعذب من والاه وان عصاني ولا ارحم من عاداه وان اطاعني (ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرائيل ومعه لواء الحمد وهو سبعون شقه الشقة منه اوسع من الشمس والقمر وانا على كرسي من كراسي الرضوان فوق منبر من منابر القدس فأخذه وادفعه الى علي بن ابي طالب عليه السلام فوثب الثاني وقال يا رسول الله وكيف =
(4): سورة الصافات آية 164 (*) 

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...