استقراء واقع العالم الثالث بتجاربه السياسية يؤدي بنا إلى رفض الادعاء العريض المتعلق بحتمية الديمقراطية على المستوى القريب ، وضرورة تطبيق نموذج معين لها في كل أرجاء دول العالم ، خصوصاً وانت تجد للدول الغربية فيه سوقاً كبيراً ومرتعاً خصباً لتسويق مفهوم الديمقراطية وما تتضمنه من أفكاروتصورات أخرى تتعلق به وسلوك تطبيقها دون اولية وانعاكسه المغلوط في فهم ثقافتها في العالم النامي .
الأفعال المشينة والتصرفات البليدة والسلوكيات الهوجاء لبعض السياسيين في حق شعوبهم المبتلاة بهم والعمل تحت هذه المسميات بسلبية وفق حساباتهم الشخصية دون الاكتراث بالمجتمع وقواعد واصول هذه الثقافة بعد ان اوصلتهم الى المسؤولية التي هم فيها وما يضعه هؤلاء من معوقات امام العمل حين التطبيق .
ولواخذنا ما في بلدنا من نموذج من اجل تحرير الموصل كواقع وممارسة لحرية التعبير المغلوطة والتصريحات الغير سليمة والبعيدة عن النضج ( اقلمة المحافظة على اساس مكون معين )هي جزء من تلك المتبنيات الفاسدة والحاقدة والتي تضع العصى في عجلة صيرورة تحريرها ، نرى ان بعض القادة لاهم لهم إلا زرع روح الحقد والكراهية بين ابناء الشعب العراقي والتشبث بدول معروفة النوايا والاهداف بدلاً من العمل لتوثيق عرى المحبة من اجل صيانة الوحدة الوطنية وحماية نسيجه المتجانس عبر العصورمن التفتت والحيلولة دون خلق حالة من التصعيد التي تؤدي الى خسائر واضرار كبيرة بمصلحة البلد ولاشك انها تستغل من قبل العصابات الارهابية والمدعومين من الطائفيين والبعثيين في داخل منظومة الدولة ومؤسساتها دون ان يمنعهم وازع وطني او انساني او دين لانهم بعيدين منها ويعوقون كل مساعي السلام واعادة الامن والاطمئنان للعراق الذي يعاني من مشاكل والام تراكمت عليه .
نحن بحاجةٍ الى سياسة يدعو إلى خلقٍ قويم، وسلوكٍ حسن، ووعيٍ عاقل، وفهمٍ مستنير، وإنسانيةٍ سمحةٍ، وسعة حلمٍ ورجاحة عقلٍ، واستيعابٍ كريم البعض للاخر. ان الجماهير العراقية اليوم تدعم اي جهد وطني من رجالها الشرفاء والغيارى على عزة الوطن وللحفاظ على استقراره حيث تتحرك جحافل ابناء الرافدين وهم يدكون مضاجع قوم الغدر وفصائل الارهاب من العبثيين والسلفيين وعصابات الجريمة الذين استغلوا مناطق مختلفة من العراق لضرب العملية السياسية وتقويض تقدمها اولاً ولنهب خيراته ثانياً حيث استفادت من ضعف الامكانات العسكرية على اثر التغيير الذي حصل في 2003 وحل الجيش العراقي لضعضعة البلاد والعباد و استتبت لهم الظروف لبناء صروح عاجية متهرئة قريبة من بعض المدن الموبوة وفي الصحاري الغربية والاودية سابقاً
وحتى داخل المدن بجهود بعض الحواضن لانها مناطق صعبة العبور ويمكن الاختفاء بين الاحراش التي تغطي المنطقة حتى تصل لحدود دول الجوار مثل الاردن وسوريا والسعودية وضعف هيكلة الدولة المركزية والاستخباراتية التي ادت الى ان تبني القاعدة ومن ثم داعش ملاجئ لها في كثير من مناطق الانبار والموصل وكركوك مستفيدة من الفوضى الخلاقة التي اوجدتها بعض الكتل السياسية وشركاء العملية السياسية المرتبطة بها في الداخل واستغلال الابواق المؤجورة والقنوات الفضائية الحاقدة لزرع الرعب والخوف بمبررات المظلومية وبالتالي دعم الاعتصامات في ساحات وميادين الحراك وخيم العار والتظاهرفي الانبار ونينوى وكركوك وصلاح الدين
والتي اصبحت في وقتها ملاذاً امناً لقيادات من القاعدة والتكفيرين والسلفيين حسب المعلومات الدقيقة التي ظهرت من المشاركين في التظاهرات والحكومات المحلية في تلك المحافظات التي انتهكت حرمات الاهالي فيها اكثر من عامين وتشريدهم ، هؤلاء الذئاب المتعطشين للدم خلقت امتدادات وقواعد داخل تلك الميادين للقاعدة والارهابين وربطها بالقيادات داخل الارض السورية المشتعلة مثل الجولاني والبغدادي والدول الداعمة وكل نطيحة ومتردية والتي والحمد لله بدأت بوادر قريبة لنهايتهم وقد ضاقت عليهم الارض بمارحبت واصبحت ارضها ناراً وشراراً تحرقهم واحداً بعد الاخروشتت شملهم وخير مصداق على ذلك هروب القيادات العسكرية للجيش الحروالنصرة وداعش ومقتل العديد من القادة المهمين
وأخدت تصفي بعضها الاخرفي ظل الخلافات المستشرية بينهم وكما شاهدنا كيفية هروبهم امام قصف الطائرات العراقية مثل الجرذان الى جحور لاتحميهم بعد الان من غضب طائرات ابطال القوة الجوية للجيش العراقي وظهر ذلك جلياً من ماعرضته شاشات التلفزة المختلفة والتي بثت صوراً لها واندفاع الحكومة معها القوى الخيرة التي ذابت في حب الوطن من اجل انهاء وجودهم وتطهير المناطق الموبؤة من دنسهم والذين عاثوا في الارض فساداً .
الدولة بقوات عسكرية مدربة ومدعومة بمروحيات قتالية استطاعت في زمن قياسي القضاء على الكثير من معسكراتهم وجيبوبهم وبمعلومات دقيقة واحكمت سيطرتها على طرق صحراوية استغلت من قبل هذه العصابات لدخولهم وخروجهم ولقطع الطريق عليهم من الهروب بأتجاه سوريا والاردن وقد انظم ابناء الانباروانبر الشرفاء من الجماهير الغاضبة والحشد العشائري للمشاركة مع القوات العسكرية لضرب فلولهم وقواعدهم …والمطلوب من بعض الاطراف السياسية الكف عن التهريج والتهويل واحترام تضحيات ابناء القوات الامنية بكل تشكيلاتها وفصائلها البطلة والابتعاد عن التشكيك في قدراتها وامكانياتها والتقليل من شأنها في محاولة لزعزعة ثقة المواطنين بتلك القدرات
وتغير مسارها لامور كتلوية وطائفية ولاشك ان القوات المسلحة لها قدسيتها واحترامها في كل بلدان العالم لانها المدافعة عن الوطن وحماية ارضه ومياهه وحماية ارواح المواطنين من كل الالوان والاطياف وعلينا ذكرهم بشكل لائق بما يتناسب مع التضحيات والعطاءات التي تقدمها وحجم الدماء التي نزفتها فداءاً للوطن وعلى السادة المفلسين والمغرضين من السياسيين عدم التقليل من شأن رجال القوات المسلحة والمضحين معهم والابتعاد عن اطلاق تصريحات الغرض منها تشويه وقلب الحقائق او ذات وجهين تنال من اي عملية تقوم بها الحكومة لغرض اعادة هيبة الدولة وادخالها في خانة التصفيات السياسية والطائفية وخاصة بعض الاشخاص المعروفين على وسائل الاعلام وتاريخهم السيئ بولائهم للبعثيين والطائفيين من قيادات بعض الكتل الاخرى وعليهم ان يعودوا للصف الوطني بأخلاص
والدفاع بشرف عن الوطن والمواطن مع رجاله الاوفياء وعليهم الابتعاد عن الاساليب الخبيثة والماكرة والمصالح التي تطمح بها وتعمل من اجلها لان طائلة القانون الجديد لتجريم البعث وحضره والذي يمثل انتصاراً للضحايا وعقاباً للظالمين ” الذي بدأ البعض التوجع منه ” “
ما جاء في مشروع القانون ينص على “حظر الكيانات والأحزاب والتنظيمات السياسية التي تتعارض أهدافها أو أنشطتها مع مبادئ الدستور” الذي ينص في مادته السابعة على “حظر كل كيان أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له” سوف لا يرحمهم بعد الان… .بسم الله الرحمن الرحيم ))الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي(( صدق الله العلي العظيم . حم الله العراق واهله ..