الإعتداء الإسرائيلي على القنيطرة في الجولان السوري واستهداف عناصر لحزب الله فيها، يعيد الحديث مجدداً عن وحدة الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة بين لبنان وسوريا، فما هي المساحة الجغرافية لهذه الجبهة، وما هو الثمن الذي قد تدفعه إسرائيل فيما لو فتحت هذه الجبهة.
تعيش الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة هاجس انفجار الأوضاع بعد استشهاد 6 عناصر من حزب الله إثر غارة إسرائيلية على موكبهم في القنيطرة، في ظل تساؤلات حول زمان ومكان رد الحزب الذي يبدو حتمياً، وفق ما يقوله الإسرائيليون.
ما كرسه هذا الإعتداء هو أن الحدود الشمالية أصبحت تمتد من الناقورة في الجنوب اللبناني إلى القنيطرة في الجولان السوري، باعتراف الإعلام الإسرائيلي، الأمر الذي يعني أن الهامش الجغرافي لتحرك المقاومة أصبح أوسع، في وقت تحاول إسرائيل تضييقه عبر سعيها إلى تغيير قواعد الاشتباك.
الغارة أظهرت أيضاً أن إسرائيل لم تعد تكتفي بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للجماعات المسلحة عبر الحدود مع الجولان، وهو دعم أشار إليه سابقاً تقرير للأمم المتحدة، بل أصبحت تتدخل مباشرة في المعارك الدائرة إلى جانب هذه الجماعات ضد الجيش السوري.
الجبهة الشمالية لطالما شكلت مصدر قلق دائم للجيش الإسرائيلي، فرئيس أركانه بني غانتس قال إن المخاطر على الشمال تكاثرت، ووصف الجبهة بالمتفجرة والمركبة، الأمر الذي يتطلب جهوزية يومية ويقظة دائمة في ظل خشية إسرائيلية من أن أي حرب مستقبلية مع حزب الله ستكون الأعنف وأن مطار بن غوريون وميناء حيفا سيغلقان في اليوم الأول للقتال، خلافاً للحروب السابقة.
أما الجنرال أفيف كوخافي الذي تولى قيادة الجبهة الشمالية فقال إن الجبهة توجد حالياً في عين العاصفة التي تهب على الشرق الأوسط، مضيفا أن التحديات ازدادت وتعاظمت مؤخراً.
انطلاقا من ذلك استعدت إسرائيل مبكراً وغيرت من خطتها الدفاعية في الجولان السوري المحتل، فجرى تحسين العقبات الحدودية القائمة على طول 80 كيلومتراً من الحمة جنوباً إلى جبل الشيخ، كما تم تشكيل فرقة لوائية جديدة مسؤولة عن الحدود،على شاكلة الفرقتين القائمتين قبالة غزة وجنوب لبنان.
وفي مقابل الاستعادات الإسرائيلية يواصل الحزب تسليح وحداته وتجديد ترسانته من الصواريخ وأبرزها ما كشفه الأمين العام للحزب الله السيد حسن نصرالله عن امتلاك الحزب صواريخ “فاتح 110” واستحداث مخازن أسلحة جديدة وعشرات الأنفاق، فضلاً عن قدرة المقاومة على الوصول إلى الجليل وما بعده.