الرئيسية / القرآن الكريم / أسوار الأمان في صيانة المجتمع من الإنحراف على ضوء سورة الحجرات

أسوار الأمان في صيانة المجتمع من الإنحراف على ضوء سورة الحجرات

28)

الدرس الثالث: إلتزام الأدب علامة العقل

 

مفاهيم محورية:

– آداب المعاملة وأثره في بناء منظومة العلاقات الاجتماعية.

– وحدة الأصل الإنساني.

– اتساع مفهوم الأدب لجميع العلاقات الإنسانية.

– فرق الأدب عن الأخلاق.

– الأدب الإلهي.

– الدروس المستفادة من الآيتين الرابعة والخامسة.

– آداب التعامل مع القيادة والتربية الأخلاقية للمجتمع.

 

 

النص القرآني

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾.

 

تمهيد

قال بعض الملوك لبعض وزرائه: ما خير ما يرزقه العبد؟ قال: عقل يعيش به، قال فإن عدمه، قال: أدب يتحلّى به، قال: فإن عدمه، قال مال يستتر به، قال: فإن عدمه، قال: صاعقة تُحرقه فتريح منه العباد والبلاد[1].

 

عندما نسأل ما خير ما يُرزقه العبد في هذه الدنيا ويكون دليله على الآخرة؟  سيكون الجواب حتماً هو العقل، العقل تلك القوة النورانية التي أودعها الله تعالى في عباده والتي تهديهم إلى الخير والصلاح وتنير لهم ظلمات دربهم في الحياة تلك الحياة المعبّدة بكثير من المتاهات والتعرّجات الحادة التي لا تدع لأحد موطىء قدم على الإطلاق، فالعقل هو البوصلة الحقيقية التي يهتدي بها الإنسان.وعليه لا يمكن أن نتصوّر حياة المرء بدون عقل راجح.

 

 

والآية الكريمة هي استمرار لموضوع الآداب الذي نزلت سورة الحجرات من أجل إرسائه في المجتمع، وهذه الآية هي أدب من الآداب الاجتماعية  مع القيادة الإلهية، وهي من الآداب الاجتماعية المهمة في علاقة الناس مع بعضهم. وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ…﴾ أي حتى يخرج إليهم بطبعه واختياره، لكان الصبر أدباً وتعظيماً لشأنه صلوات الله عليه وآله، فيثابون لذلك ويؤجرون. وهذه هي حقيقة الخير الذي هو مفيد لهم في دنياهم لأنّهم يوصفون فيها بالعقل والأدب، وفي آخرتهم بنيل الثواب الجزيل.

 

شرح مفردات الآية

الْحُجُرَاتِ: “والحجرات جمع حجرة”. وهي القطعة من الأرض المحجورة بحائط يحوّط عليها. ولذلك يقال لحظيرة الإبل: حجرة. وهي فعلة بمعنى مفعول، كالغرفة والقبضة. والمراد حجرات نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وكانت لكلٍّ منهنّ حجرة. ومناداتهم من ورائها بأنّهم أتوها حجرة فنادوه من ورائها. أو بأنّهم تفرّقوا على الحجرات متطلّبين له، فأسند فعل الأبعاض إلى الكلّ[2].

 

[1] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج18، ص 188.

[2]  زبدة التفاسير، فتح الله الكاشاني، ج6، ص 414.

 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...