ومن هنا يتضح وجود خطين
أ – خط(الغاية تبرر الوسيلة) أي السلطة هدف بأي وسيلة ممكنة.
ب – خط نبوي(الغاية والوسيلة طاعة للَّه) أي أن السلطة وسيلة لتحقيق القيم العليا. وإن الحق هو الأحق بالاتباع.
هذا بالنسبة لموقفه عليه السلام من السقيفة أما الانجازات التي قام بها الإمام في عهد الخلفاء كثيرة أهمها:
1- صيانة الرسالة الإسلامية
وذلك باعتبار أن الإمام عليه السلام هو الخليفة والامتداد الرسالي الطبيعي للنبي صلى الله عليه وآله ولذلك كان أول عمل قام به هو جمع المصحف الشريف مع شرحه وتفسيره وذكر أسباب النزول وغيرها من الأمور الهامة… الذي قال عنه عليه السلام :
“اليت ألا ارتدي عليّ ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القران”5.
وكان عليه السلام قبل ذلك قام بعمل مهم أيضاً وهو تدوين(الجامعة الكبرى).
وهذه الجامعة هي صحيفة بإملاء من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وخط الإمام علي عليه السلام وقد احتوت هذه الجامعة على جميع الأحكام حتى أرش الخدش، والأئمة عليهم السلام إلى الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف كانوا يتوارثون هذا الكتاب ويعتمدونه كمصدر أساس في الأحكام6.
2- صيانة الأمة والكيان الإسلامي
بعد غياب النبي صلى الله عليه وآله أحدقت بالأمة الإسلامية أخطار كثيرة دفعت بالإمام عليه السلام إلى العمل باتجاه صيانة الأمة، كيف لا وهو باب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله كما جاء في الرواية
________________________________________
5- السيوطي، جلال الدين، الإتقان في علوم القران، ج1، ص205.
6- الأمين، محسن، أعيان الشيعة، ج1، ص93.
الرواية عنه صلى الله عليه وآله وكما أثبتته الأيام بعد رحيل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله بشكل واضح، وهذا الخليفة الثاني يقول مصرحاً رغم إشكالية الخلافة :
“لولا علي لهلك عمر”7.
“لا أبقاني اللَّه بأرض لست فيها يا أبا الحسن”8.
فلولا علي عليه السلام لوقعت الأمة في حرج وضعف في مواجهة التحديات الدينية والثقافية التي فرضتها مرحلة ما بعد الرسول صلى الله عليه وآله .