يقول الشيخ المظاهري: كان هناك رجل في أصفهان معتدٍ كان يتعاطى الربا والاحتكار رغم الغلاء الشديد، فكان يمتصّ دماء الناس.. وعندما أصاب القحط البلاد وقد شحّ القمح وغلا ثمنه توجّه خبّازو أصفهان إليه وطلبوا منه أن يبيع القمح الّذي يختزنه، فقال: كم تشترون؟ قالوا بكذا.
قال: بل بكذا وحدّد سعراً أرفع، وهكذا كلّما اقترحوا قيمة للقمح كان يرفع السعر، لذلك لم يتّفقوا، وقال: اصبروا إلى يوم غد كي أفكر، إلا أنّه بالنتيجة لم يُعطِ القمح للناس، ومرّت فترة الشدّة ومات من مات وجاع من جاع.. ولم تمرّ فترة طويلة من
13- انظر: بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 18، ص 324.
14- مجمع البحرين، الشيخ الطريحي، ج 3، ص 435.
الزمن حتّى ابتُلي بألم في ساقه وعُرض على أطباء فلم تتحسّن صحّته، وأخيراً قرّر الأطباء بعد التشاور أنّ قدمه لا بُدّ أن تُقطع، إلا أنّه من أين تُقطع؟!
وضع يده إلى طرف الساق الأسفل قائلاً: إذا كان لا بُدّ فمن هنا، فقال الطبيب: لا، من هنا لا يُفيد ارتفع إلى الأعلى، يا سبحان الله. كما كان يطلب لسعر القمح دائماً الأعلى والأرفع، ابتلاه الله بنفسه، بنفس المبدأ الّذي تسبّب فيه بآلام الكثير بل بموت بعضهم، وأخيراً دفع كلّ ماله وقطعوا ساقه.
وضلّ أولاده من بعده يعانون من المصائب والمتاعب15.